في خطوة إنسانية مميزة: المدينة المنورة تفتتح صالة غسيل كلوي متكاملة لضيوف الرحمن
ضمن سلسلة المبادرات الصحية النوعية التي تنفذها المملكة العربية السعودية للارتقاء بالخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، أعلن تجمّع المدينة المنورة الصحي عن تخصيص صالة متكاملة للغسيل الكلوي في مستشفى الملك فهد، تُعنى بخدمة مرضى الفشل الكلوي من الحجاج القادمين إلى المدينة المنورة، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتسهيل رحلة الحج وتيسير أداء المناسك وسط رعاية صحية متقدمة وشاملة.
وتأتي هذه المبادرة لتعكس التزام المملكة الراسخ تجاه صحة ضيوف الرحمن، وتحقيق أحد أبرز مرتكزات رؤية السعودية 2030، المتعلقة بجودة الحياة، والخدمات الصحية المتخصصة، وقد شهدت الأيام الأولى من إطلاق الصالة تجاوبًا إيجابيًا واسعًا، وارتياحًا كبيرًا من قِبل الحجاج المستفيدين منها.
إقرأ ايضاً:السعودية تمنع دخول مكة لحاملي تأشيرات الزيارة في موسم الحج وغرامة صارمة للمخالفينحرس الحدود بعسير يحبط تهريب 180 كجم من القات ويضبط 9 مخالفين إثيوبيين
وتُعد الصالة الجديدة أحد أبرز المشاريع الصحية الموسمية التي أُطلقت استعدادًا لموسم حج هذا العام، حيث جُهزت وفق أعلى المواصفات الطبية، لتقدم خدمات الغسيل الكلوي بكفاءة وجودة عالية، بما يتوافق مع المعايير العالمية في هذا المجال.
وتحتوي الصالة على 13 جهاز غسيل كلوي تعمل بنظام دقيق يضمن سلامة المريض وكفاءة الأداء، مع القدرة على استيعاب أكثر من 26 جلسة يومياً، مما يوفّر تغطية كافية للمرضى المحتاجين خلال فترة إقامتهم في المدينة المنورة.
وقد تم توزيع الأجهزة في بيئة مريحة تراعي الخصوصية والاحتياجات الخاصة لكل مريض، مع تخصيص كوادر طبية وتمريضية مدرَّبة للتعامل مع الحالات الحرجة والمزمنة.
ويُشرف على تشغيل الصالة طاقم طبي متخصص في أمراض الكلى والغسيل الكلوي، يعمل على مدار الساعة لضمان استمرارية الخدمة وسلامة الإجراءات، بما في ذلك متابعة المؤشرات الحيوية للمريض، وإدارة الأدوية المصاحبة، والتعامل الفوري مع أي طارئ صحي قد يحدث أثناء الجلسة.
وقد أشار مسؤولون في تجمّع المدينة المنورة الصحي إلى أن التنسيق مع بعثات الحج الطبية يبدأ قبل وصول الحجاج، حيث يتم استقبال تقاريرهم الصحية وتقييم حالاتهم، ومن ثم جدولة مواعيد الغسيل الكلوي بما يراعي جدول زياراتهم وتنقلاتهم بين المدينة والمشاعر المقدسة، ما يحد من مشقة التنقل ويوفر الوقت والجهد عليهم.
ولم تأتِ هذه المبادرة من فراغ، بل جاءت بعد دراسة ميدانية لاحتياجات الحجاج المرضى، وخاصة من يعانون من أمراض مزمنة تتطلب عناية طبية مستمرة، وعلى رأسها القصور الكلوي الذي يتطلب جلسات منتظمة لا يمكن تأجيلها أو إهمالها.
ويُعد توفير هذه الخدمة داخل المدينة المنورة خطوة نوعية تضمن استمرارية الرعاية الصحية دون انقطاع، وتجنب المرضى عناء البحث عن مراكز علاجية بديلة، خصوصًا في فترات الذروة والازدحام، كما تسهم في الوقاية من المضاعفات الصحية المحتملة التي قد تعيق الحاج عن إتمام مناسكه براحة وأمان.
وتحمل هذه المبادرة أبعادًا إنسانية عميقة، كونها تُجسِّد القيم التي تقوم عليها سياسة المملكة في خدمة الحجاج، وتبرز تطور القطاع الصحي السعودي وقدرته على استيعاب مختلف التحديات الموسمية، كما تؤكد حرص الدولة على استخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية في تسخير كل الإمكانات لخدمة الإنسان، وتعزيز الشعور بالطمأنينة في نفوس ضيوف الرحمن.
ويدخل تخصيص صالة الغسيل الكلوي ضمن حزمة أوسع من الخدمات الصحية التي أُطلقت هذا العام، والتي شملت تجهيز نقاط طبية في مقار سكن الحجاج، وتوفير عيادات متنقلة، وتوسيع خدمات الطوارئ والعناية المركزة، ضمن خطط وقائية واستباقية متكاملة.
وتستمر وزارة الصحة، من خلال أذرعها التنظيمية في المناطق، بتعزيز جاهزية مرافقها الطبية استعدادًا لتوافد الحجاج من مختلف دول العالم، حيث يُتوقع أن تستقبل المدينة المنورة مئات الآلاف من الزائرين خلال الأسابيع القادمة، ما يتطلب أعلى درجات التنسيق والتكامل بين الجهات المعنية لضمان تقديم الرعاية بأعلى المعايير.
ويُعد وجود صالة مخصصة لخدمة مرضى الكلى من الحجاج علامة فارقة في خريطة الخدمات الطبية، ورسالة واضحة بأن الحج ليس فقط رحلة إيمانية، بل تجربة صحية وآمنة وشاملة لكل من وطئت قدمه أرض الحرمين.