السعودية تمنع دخول مكة لحاملي تأشيرات الزيارة في موسم الحج وغرامة صارمة للمخالفين
في خطوة تؤكد حرص المملكة العربية السعودية على تنظيم أداء فريضة الحج وضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، شددت وزارة الداخلية على أن جميع تأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها ومسمياتها لا تتيح لحاملها أداء فريضة الحج، باستثناء "تأشيرة الحج" المخصصة لهذا الغرض حصراً، ويأتي هذا التوضيح في إطار سلسلة من الإجراءات الرقابية التي اتخذتها الوزارة استعدادا لموسم الحج، وضمان سيره وفق الضوابط التي وضعتها الدولة لحماية الحجاج وتيسير أدائهم للمناسك في أجواء من الطمأنينة والسكينة.
الوزارة لم تكتف بالتنويه، بل أوضحت أنها ستبدأ بتطبيق غرامة مالية تصل إلى 20 ألف ريال سعودي على أي شخص يحمل تأشيرة زيارة ويحاول الدخول إلى مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة خلال الفترة الممتدة من اليوم الأول من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجة، وهي الفترة التي تشهد ذروة استعدادات واستقبال الحجاج، كما أشارت إلى أنه سيتم ترحيل المخالفين من المقيمين والمتخلفين عن مغادرة البلاد، مع منعهم من دخول المملكة لمدة عشر سنوات، في إجراء صارم يهدف إلى ردع كل من تسول له نفسه مخالفة التعليمات المنظمة للحج.
إقرأ ايضاً:النصر يضع شرطا ناريا لبيع العمري.. والاتحاد في ورطةضربة قوية لتجار السموم: إحباط تهريب 240 ألف حبة إمفيتامين بالمملكة العربية السعودية!
ويأتي هذا البيان في ظل تنامي الظواهر السلبية التي تشهدها بعض المواسم من استغلال تأشيرات الزيارة أو السياحة أو حتى تأشيرات العمل المؤقت، لمحاولة أداء الحج دون الحصول على التصاريح النظامية، وهو ما يُشكل عبئًا كبيرًا على الجهات الأمنية والتنظيمية، ويعرض مرتكبيه للمساءلة والعقوبات، فالدولة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، مما يتطلب تخفيف الضغط غير النظامي، وضمان أن من يؤدي المناسك هم فقط من حصلوا على التصاريح الرسمية.
وشددت وزارة الداخلية على أن هذه الإجراءات ليست جديدة، بل تأتي في سياق متصل من تطبيق صارم للأنظمة والتعليمات المنظمة للحج، والتي تشمل تحديد الأعداد، وتنظيم الدخول والخروج من المشاعر، وتسهيل حركة الحجاج، والحد من التكدس العشوائي، وكل ذلك يصب في هدف واحد: توفير أجواء آمنة ومنظمة لأداء المناسك.
وأهابت الوزارة بجميع الأفراد، سواء من المواطنين أو المقيمين أو الزائرين، الالتزام التام بالأنظمة والتعليمات الصادرة بشأن الحج، مؤكدة أن أي محاولة للمخالفة سيتم التعامل معها بكل حزم. كما دعت الوزارة إلى ضرورة التعاون من الجميع بالإبلاغ عن أي حالات يشتبه في مخالفتها لهذه التعليمات.
هذا، وقد حذرت الوزارة من أي محاولات للتسلل أو استخدام وسائل احتيالية بغرض الدخول إلى مكة أو المشاعر المقدسة دون تصريح حج، مؤكدة أن الجهات الأمنية في كامل جاهزيتها لرصد وضبط مثل هذه المحاولات، وتطبيق الأنظمة بحق مرتكبيها دون تهاون، كما ناشدت الجميع التحلي بالمسؤولية وعدم الاستجابة لأي دعوات أو وساطات غير نظامية قد تروج لطرق التفاف على النظام، مؤكدة أن الحملات الوهمية أو التحايل على التعليمات لن يمر دون محاسبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التعليمات والإجراءات التنظيمية تأتي في إطار جهود المملكة الحثيثة التي تقوم بها كل عام لتأمين موسم الحج، وضمان أن يتم وفق آليات دقيقة تحفظ كرامة وأمن الحجاج وتوفر لهم أفضل الظروف لأداء الشعيرة العظيمة، وقد لاقت هذه الإجراءات في السنوات الأخيرة ترحيباً واسعاً من دول العالم الإسلامي، لما لمسوه من مستوى التنظيم، وجودة الخدمات، وحرص المملكة على إتمام هذه الفريضة المباركة وفق أعلى معايير الأمان والراحة والاحترام الإنساني.
وبهذا، تؤكد المملكة، من خلال وزارة الداخلية، أن خدمة الحجاج شرف لا يُضاهى، ولكنها مسؤولية تتطلب الانضباط والالتزام، مشددة على أن الالتزام بالنظام هو أول خطوة لضمان حج آمن وميسّر لجميع المسلمين.