وزارة الحج توضح ضوابط السعي بين الصفا والمروة لضيوف الرحمن

حج 1446
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

في إطار سعيها المستمر لتعزيز الوعي الشرعي والتنظيمي لدى ضيوف الرحمن، دعت وزارة الحج والعمرة الحجاج إلى الحرص على أداء نسك السعي بين الصفا والمروة وفق الضوابط والشروط الشرعية، بما يحقق صحة النسك وكمال الأجر، ويعكس الانضباط في أداء الشعائر.

جاء ذلك في بيان توعوي نشرته الوزارة عبر منصتها الرسمية على موقع "إكس" (تويتر سابقًا)، ضمن سلسلة من الإرشادات الهادفة إلى تمكين الحجاج من أداء مناسكهم على الوجه الصحيح والمشروع، وفق ما قررته الشريعة الإسلامية، وبيّنه العلماء الثقات من أهل العلم.


إقرأ ايضاً:محترف الهلال على أعتاب الرحيل إلى أحد أندية دوري روشن "الجماهير في صدمة" النصر يضع شرطا ناريا لبيع العمري.. والاتحاد في ورطة

وأكدت الوزارة في بيانها أن السعي بين الصفا والمروة ركن أساسي من أركان الحج لا يتم النسك إلا به، مشددة على ضرورة أن يستشعر الحاج عظمة هذا النسك أثناء أدائه، ويحرص على إتمامه بصفته الصحيحة، تأسّيًا بسنة النبي محمد ﷺ الذي قال: "خذوا عني مناسككم".

وأوضحت أن أداء السعي لا يقتصر على كونه حركة بدنية بين جبلين، بل هو عبادة عظيمة تحيي في نفس المسلم مشاعر العبودية والصبر والامتثال لأمر الله عز وجل، مشيرة إلى أن هذه العبادة تُستحضر فيها قصة أم إسماعيل -عليها السلام-، حين سعت بين الجبلين بحثًا عن الماء لرضيعها في مشهد من مشاهد التوكل والتضحية العظيمة.

وبحسب ما ورد في الإرشادات، أوضحت وزارة الحج والعمرة أن على الحاج أن يبدأ السعي من جبل الصفا وينتهي بجبل المروة، معتبرة أن الذهاب من الصفا إلى المروة يُعد شوطًا، والرجوع من المروة إلى الصفا يُعد شوطًا آخر، وهكذا حتى يُتم الحاج سبعة أشواط كاملة، تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة.

وشددت الوزارة على أن بعض الأخطاء التي قد يقع فيها بعض الحجاج تتمثل في اعتبار الذهاب والعودة شوطًا واحدًا فقط، أو البدء من المروة بدلًا من الصفا، وهو ما يؤدي إلى بطلان السعي، وبالتالي عدم صحة النسك في حال عدم تدارك الخطأ.

وفي جانب التيسير والتنظيم، أوضحت الوزارة أن الصعود إلى جبل الصفا أو جبل المروة ليس شرطًا لصحة السعي، بل يكفي أن يبلغ الحاج أول جزء من الجبل، ويبدأ السعي منه، مشيرة إلى أن ما يشترط هو تحقيق المرور بالمكان المحدد شرعًا، وليس الصعود الفعلي عليه، وذلك مراعاة لكبار السن وذوي الإعاقة.

وأشارت إلى أن التنظيمات الحالية داخل مسعى المسجد الحرام تراعي هذه الجوانب الشرعية والإنسانية، إذ تم توفير مسارات متعددة تسهّل على الحجاج أداء السعي، بما في ذلك الممرات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، والعربات المتنقلة، والمصاعد.

وشددت وزارة الحج والعمرة على أهمية استحضار النية عند أداء السعي، مبينة أن النية في العبادات شرط أساسي لصحة العمل، مستندة في ذلك إلى قول النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"، وبيّنت أن على الحاج أن يُخلص النية لله تعالى عند أدائه السعي، ويبتغي به وجه الله، دون رياء أو سمعة.

وتأتي هذه التوجيهات في سياق سلسلة من البرامج التوعوية التي تنفذها وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ووزارة الصحة، والجهات التنظيمية المعنية، وذلك ضمن خطة شاملة تهدف إلى تيسير المناسك على ضيوف الرحمن، ورفع الوعي الشرعي والسلوكي لديهم، من لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.

وقد حرصت الوزارة على توفير كُتيبات ومطويات إرشادية بلغات متعددة، إضافة إلى المواد المرئية والمنشورات الرقمية، التي توضح تفاصيل أداء المناسك خطوة بخطوة، خاصة في ما يتعلق بالطواف والسعي، والمبيت بمنى وعرفات، ورمي الجمرات، وغيرها من المناسك.

كما يُتاح للحجاج من خلال تطبيق "نسك" الإلكتروني الوصول إلى خرائط تفصيلية للمسعى، وجدولة توقيت أداء الشعائر، والإجابة على الفتاوى والاستفسارات المتعلقة بالحج والعمرة، مما يجعل من هذه المنصة أداة رئيسية في تسهيل أداء المناسك والتفاعل مع الجهات المختصة.

وفي ختام بيانها، أوصت وزارة الحج والعمرة الحجاج بما يلي:

الحرص على التعلم المسبق لشروط وأركان المناسك من مصادر موثوقة. الرجوع إلى المرشدين والمطوفين المعتمدين في حال وجود أي لبس أو تساؤل. التأكد من صحة النية ومراعاة الخشوع والإخلاص في كل شعيرة. الالتزام بالتعليمات التنظيمية والأمنية داخل الحرم الشريف. التحلي بالصبر والتعاون مع الآخرين في أداء المناسك، مراعاة لظروف الزحام. وتؤكد الوزارة أن أداء المناسك بصورة صحيحة هو أحد أهم سبل قبول الحج، وأن مراعاة الضوابط الشرعية لا تحقق فقط كمال النسك، بل تُسهم في توفير بيئة روحانية يسودها النظام والانضباط والتفرغ للعبادة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook