تدريب 481 متطوع في ورش متخصصة لخدمة "ضيوف الرحمن" بكفاءة عالية

في أجواء امتزجت بروح الحماس الوطني والاستعداد لخدمة ضيوف الرحمن، اختتمت إدارة التعليم بمنطقة المدينة المنورة فعاليات ملتقى "حسن الوفادة" التدريبي، بمشاركة 481 متدربًا ومتدربة، على مدار يومين متتاليين، في تجربة نوعية تهدف إلى تأهيل المتطوعين والمتطوعات للعمل الموسمي خلال موسم الحج لهذا العام، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تؤهلهم لتقديم أرقى مستويات الخدمة لضيوف بيت الله الحرام.
وشكل الملتقى الذي جاء ضمن خطة شاملة لتعزيز جاهزية المتطوعين، منصة تدريبية متكاملة انطلقت بمجموعة من ورش العمل المتخصصة التي ركزت على تطوير الجوانب المعرفية والسلوكية والمهارية للمتدربين، وتهيئتهم للتعامل مع الظروف الميدانية التي قد يواجهونها خلال فترة الحج، وقد حظي الملتقى بتفاعل واسع من المشاركين الذين أبدوا استعدادًا كبيرًا لتسخير وقتهم وجهودهم في خدمة الحجاج، تعبيرًا عن قيم العطاء والانتماء لهذا الوطن.
إقرأ ايضاً:سباق مع الزمن: الاتحاد يتحرك لتأمين بقاء كانتي قبل فتح باب الانتقالات الصيفيةلكهرباء آمنة وموثوقة: اختبار أول لمحاكاة الأحمال الكهربائية بالمشاعر المقدسة
تضمنت الفعاليات ورش عمل حملت مضامين عميقة، من أبرزها ورشة "السعودية في عيون العالم" التي سلطت الضوء على الدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، والانطباعات الدولية عن جهود المملكة في تنظيم مواسم الحج والعمرة، ما ساهم في ترسيخ فخر المشاركين بتمثيل وطنهم أمام العالم، كما خصصت جلسات لعرض الفرص التطوعية المتاحة في موسم الحج، ما أتاح للمشاركين الاطلاع على أدوار متعددة يمكنهم الاضطلاع بها، من التنظيم والإرشاد إلى الخدمات الصحية والميدانية.
وكان للجانب الأمني والوقائي نصيب وافر من الاهتمام، حيث نظمت ورش تدريبية مكثفة حول استراتيجيات السلامة ومكافحة الحريق، إضافة إلى الإسعافات الأولية، وهي مهارات أساسية تمكن المتطوعين من التدخل السريع والفعال في الحالات الطارئة، كما تم تدريبهم على أسس إدارة الحشود، وهي من التحديات الكبرى في موسم الحج، لضمان سلامة الحجاج وانسيابية الحركة داخل المواقع المقدسة.
ولم تغفل إدارة التعليم في المدينة المنورة عن البعد الثقافي والروحاني في الملتقى، حيث خُصصت جلسات لتعريف المتدربين بإرث ومكانة المدينة المنورة، باعتبارها أول محطة للحجاج بعد دخولهم المملكة، وما تحمله من قيمة دينية وتاريخية عظيمة، وقد ساهم هذا المحور في تعميق إحساس المشاركين بالمسؤولية وتمثيل المدينة الطيبة بما يليق بمكانتها في نفوس المسلمين حول العالم.
وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية إدارة التعليم بالمنطقة الرامية إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي بين أوساط الشباب، وتمكينهم من أداء أدوار فعالة في خدمة المجتمع، ولا سيما في المناسبات الوطنية والدينية ذات البعد العالمي، كما تسعى الإدارة إلى دعم أهداف رؤية السعودية 2030 في رفع نسبة المتطوعين، وتوسيع نطاق العمل التطوعي المؤسسي، بما يحدث تأثيرًا مستدامًا في مختلف المجالات.
وأكد القائمون على الملتقى أن هذا البرنامج التدريبي لم يكن مجرد نشاط توعوي عابر، بل كان تجربة تعليمية متكاملة، تهدف إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة وقادرة على مواجهة التحديات، بروح العطاء والانضباط والاحترافية، مؤكدين أن الاستفادة من هذه التجربة ستنعكس بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للحجاج هذا العام.
وفي ختام الملتقى، عبر المشاركون عن امتنانهم لهذه الفرصة التي منحتهم مساحة للتعلم والعطاء، مشيرين إلى أنهم يشعرون بمسؤولية كبيرة تجاه هذه المهمة النبيلة، ومستعدون لتقديم كل ما لديهم من جهد وإخلاص في سبيل راحة وطمأنينة الحجاج، بما يعكس الصورة المشرقة لأبناء وبنات المدينة المنورة.