وزارة الحج تعلن استقبال نصف التأشيرات الممنوحة حتى الآن "717 ألف حاج "

في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم الحج 1446هـ، أعلنت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية عن وصول أكثر من 717 ألف حاج من خارج البلاد حتى تاريخ 23 من شهر ذو القعدة، قادمين من مختلف دول العالم عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، في مشهد يعكس حجم الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة لاستقبال ضيوف الرحمن وتسهيل وصولهم إلى الأراضي المقدسة، وتأتي هذه الأرقام كدليل واضح على تنامي استعدادات المملكة لاستضافة حشود الحجاج المتزايدة، وسط خطط دقيقة وإجراءات تنظيمية متكاملة.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن عدد الحجاج الذين وصلوا إلى المملكة عبر المنافذ الجوية بلغ 691,429 حاجًا، وهو ما يشكل النسبة الكبرى من إجمالي القادمين، في حين وصل عبر المنافذ البرية 22,794 حاجًا، أما عدد القادمين عن طريق المنافذ البحرية فبلغ 2,821 حاجًا، ويعني هذا أن نسبة الدخول الحالية تمثل نحو 49% من إجمالي التأشيرات التي تم إصدارها لهذا الموسم، وهو ما يشير إلى أن الأيام المقبلة ستشهد توافد المزيد من الحجاج في ظل اقتراب موعد بدء المناسك.
إقرأ ايضاً:سباق مع الزمن: الاتحاد يتحرك لتأمين بقاء كانتي قبل فتح باب الانتقالات الصيفيةلكهرباء آمنة وموثوقة: اختبار أول لمحاكاة الأحمال الكهربائية بالمشاعر المقدسة
وتعكس هذه الأرقام نجاح الخطة التشغيلية لموسم الحج التي أعدّتها وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية المعنية، حيث تم العمل على تيسير جميع الإجراءات الخاصة باستقبال الحجاج من لحظة صدور التأشيرة وحتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة، مرورًا بمرحلة التنسيق مع شركات الطيران، وإدارة المنافذ، وإعداد فرق العمل الميدانية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، ويُعد ارتفاع عدد القادمين عبر المنافذ الجوية مؤشرًا واضحًا على فعالية الخدمات اللوجستية وسلاسة التنقل الجوي، خصوصًا في ظل التسهيلات التي تقدمها الخطوط السعودية وشركات الطيران الدولية المشاركة في خطة نقل الحجاج.
من ناحية أخرى، لم تغفل المملكة عن توفير البنية التحتية اللازمة لاستقبال الحجاج عبر المنافذ البرية والبحرية، حيث شهدت الموانئ البرية تجهيزات متكاملة لاستيعاب القادمين من الدول المجاورة، خصوصًا من الأردن والعراق ودول الخليج، مع توفير خدمات النقل الداخلي المباشر إلى مكة المكرمة، فضلًا عن نقاط الاستقبال التي تم تزويدها بكوادر طبية وتنظيمية لضمان سلامة وسهولة حركة الحجاج، كما حظيت المنافذ البحرية باهتمام خاص هذا العام، رغم قلة عدد القادمين عبرها، وذلك لضمان تنوع الخيارات أمام الحجاج القادمين من بعض الدول الإفريقية والآسيوية التي تعتمد على النقل البحري.
وفي الوقت ذاته، تواصل المملكة العربية السعودية استعداداتها المكثفة لاستقبال المزيد من الحجاج خلال الأيام المقبلة، مع توقعات رسمية بارتفاع الأعداد بشكل كبير مع اقتراب ذروة الوصول التي تسبق يوم التروية، وقد كثفت وزارة الحج والعمرة من حملات التوعية الموجهة للحجاج عبر المنصات الرقمية ومكاتب الخدمات في الدول المصدرة للحجاج، للتأكد من التزامهم بالإجراءات النظامية والتوجيهات الصحية والتنظيمية، مما ينعكس إيجابًا على انسيابية موسم الحج وسلامة الجميع.
وتؤكد الوزارة أن نجاح موسم الحج لا يقتصر على تسهيل الوصول فحسب، بل يشمل منظومة متكاملة من الخدمات تبدأ من الاستقبال وحتى مغادرة الحجاج بعد أداء مناسكهم، وتشمل هذه المنظومة خدمات السكن والنقل والتغذية والإرشاد الديني والرعاية الصحية، إلى جانب إشراف مستمر على أداء شركات الحج المعتمدة لضمان جودة الخدمة المقدمة لكل حاج دون استثناء، ويجري العمل على تنفيذ خطط الطوارئ والاستجابة السريعة في حال حدوث أي طارئ، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والهلال الأحمر والجهات الأمنية والخدمية الأخرى.
وتحظى هذه الجهود بتقدير واسع على المستوى الإقليمي والدولي، حيث تشيد البعثات الرسمية من مختلف الدول بالتطور المستمر الذي يشهده موسم الحج من عام لآخر، لا سيما في الجوانب التقنية والتنظيمية، ويعد إطلاق منصة "نسك" الرقمية وتفعيل المسارات الإلكترونية لتسجيل الحجاج وإصدار التصاريح، من أبرز ملامح التحول الرقمي في منظومة الحج، ما يعزز الشفافية والكفاءة ويقلل من فرص التلاعب أو الوقوع في فوضى الحشود.
وتؤكد المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، التزامها التام بخدمة ضيوف الرحمن وتسخير جميع الإمكانات لتحقيق حج آمن وميسّر، يتسم بالراحة والسكينة، ويجسد روح الضيافة الإسلامية بأسمى معانيها، ولا تزال الجهود مستمرة بوتيرة متصاعدة لضمان أن يكون موسم حج 1446هـ نموذجًا في التنظيم والتكامل بين مختلف القطاعات، بما يليق بمكانة المملكة وريادتها في خدمة الحرمين الشريفين.