رونالدو يخرج عن صمته بعد إقالة بيولي ورد مفاجئ من النصر بشأن البديل المنتظر
في تطور سريع لأحداث مثيرة في نادي النصر السعودي، خرج النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن صمته، معلقًا للمرة الأولى على قرار إدارة النادي بإقالة المدرب الإيطالي سيتفانو بيولي من منصبه، بعد موسم واحد فقط من قيادة الفريق الأول لكرة القدم، وهو ما فتح باب التكهنات حول مستقبل الجهاز الفني وتوجهات الفريق للموسم المقبل.
وجاء الإعلان الرسمي عن رحيل بيولي عبر حساب النادي على منصة "إكس"، حيث أكد البيان إنهاء العلاقة التعاقدية بين الطرفين بشكل رسمي، دون الإشارة إلى تفاصيل إضافية حول الأسباب، الأمر الذي فسره البعض على أنه انعكاس لحالة من التوتر خلف الكواليس، في ظل توقعات كبيرة كانت تحيط بالفريق هذا الموسم، خاصة مع وجود نجم بحجم رونالدو في صفوفه.
إقرأ ايضاً:تحرك عاجل من "فيفا" بعد تصاعد أزمة روديجر في كأس العالم للأنديةمليون ريال "نواشف".. صفقة هيرنانديز إلى الهلال تشعل الشارع الرياضي
ولم يتأخر الرد السريع من كريستيانو رونالدو، حيث أعاد تغريدة النادي التي تضمنت إعلان إقالة بيولي، وأرفقها بكلمات مقتضبة قال فيها: "شكرا على كل شيء"، وهو ما فُسر بأنه تعليق يحمل طابعًا دبلوماسيًا، لكنه في ذات الوقت يعكس نهاية علاقة لم تصل إلى مستوى الانسجام المطلوب بين النجم الكبير والمدرب الإيطالي.
والجدير بالذكر أن رونالدو، الذي يشغل أيضًا شارة القيادة في الفريق، اكتفى بهذه العبارة دون توضيحات إضافية، مما أثار الكثير من التساؤلات حول حقيقة موقفه من المدرب، وهل كان له دور في قرار الإقالة، خاصة أن النجم البرتغالي معروف بتأثيره الكبير داخل غرفة الملابس، وبقدرته على التأثير في قرارات الإدارة الفنية والفنية في الأندية التي يمثلها.
وقد جاء رحيل بيولي بعد موسم مخيب للآمال على صعيد النتائج المحلية والقارية، حيث فشل النصر في تحقيق بطولة الدوري أو دوري أبطال آسيا، وهو ما شكل ضغوطًا متزايدة على المدرب منذ منتصف الموسم، ومع تصاعد الانتقادات، بدا أن الإدارة كانت تبحث عن بديل بالفعل منذ أسابيع، مما جعل قرار الإقالة يبدو منتظرًا بالنسبة لكثير من المتابعين.
ولم تتأخر التقارير الإعلامية في كشف الوجهة التالية للنادي العاصمي، حيث فجّرت منصة "فوت ميركاتو" مفاجأة مدوية، بإعلان دخول إدارة النصر في مفاوضات متقدمة مع المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، الذي سبق له تدريب الغريم التقليدي الهلال، وحقق معه نتائج مبهرة في فترته القصيرة بالدوري السعودي.
وارتبط اسم خورخي خيسوس بالنصر في أكثر من مناسبة سابقة، لكن المفاوضات لم تكتمل حينها لأسباب متعددة، أما اليوم، فإن الإقالة السريعة لبيولي أعادت هذا السيناريو إلى الواجهة بقوة، لا سيما في ظل رغبة الإدارة في مدرب يستطيع فرض شخصية قوية على الفريق، ويمتلك خبرة في التعامل مع نجوم كبار مثل رونالدو.
ويتمتع خيسوس، الذي يمتلك سجلًا حافلًا في البرتغال والبرازيل والسعودية، بأسلوب هجومي صارم وصرامة تكتيكية عالية، وهو ما يعتبره البعض مناسبًا لتركيبة النصر الحالية، التي تضم عناصر هجومية متعددة، لكنها افتقدت في بعض فترات الموسم إلى الانضباط التكتيكي والفعالية داخل الملعب.
والجدير بالذكر أن سيتفانو بيولي كان قد تولى تدريب النصر في تجربة اعتُبرت مفاجئة في بدايتها، نظرًا لخلفيته الأوروبية الثقيلة وعدم امتلاكه لتجربة سابقة في الملاعب العربية، لكنه رغم الآمال التي عُلقت عليه، لم ينجح في قيادة الفريق إلى تحقيق تطلعات جمهوره، وهو ما انعكس في نتائج متذبذبة أثارت الكثير من الانتقادات.
ورغم محاولات بيولي تعديل المسار في بعض المباريات، إلا أن الضغوط كانت تتزايد عليه، خاصة في ظل المنافسة الشرسة من الهلال والاتحاد، والانتقادات التي طالت خياراته التكتيكية وتبديلاته المتأخرة، إضافة إلى ضعف التعامل مع المباريات الكبرى، وهي أمور لم ترضِ الجماهير ولا الإدارة.
ويبدو أن إدارة النصر، مدفوعة بالإرادة لتحقيق الألقاب الموسم المقبل، قررت أن الوقت قد حان لإحداث تغيير حاسم في الجهاز الفني، وهو ما يعكس توجهًا واضحًا نحو إعادة بناء الفريق فنيًا ومعنويًا، مستفيدة من فترة التوقف الصيفي لتأمين مدرب جديد وصياغة خطة إعداد قوية للموسم القادم.
وكان رد رونالدو، رغم إيجازه، له أثر واسع بين المتابعين، إذ اعتبره البعض رسالة وداع محترمة، فيما فسره آخرون كتعليق بارد لا يحمل الكثير من العاطفة، وهو ما يثير التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين النجم البرتغالي ومدربه السابق، وهل لعبت ملاحظات رونالدو دورًا في تسريع قرار الإقالة.
ورغم أن إدارة النصر لم تصدر بعد أي بيان رسمي بشأن المدرب البديل، إلا أن تداول اسم خيسوس بشكل متكرر في وسائل الإعلام، يلمح إلى وجود مفاوضات جدية قد تسفر عن إعلان قريب، خاصة مع تقارير تشير إلى تفضيل الإدارة للمدرب البرتغالي لخبرته السابقة في المنطقة وسرعة تأقلمه مع البيئة السعودية.
وفي حال تم التعاقد مع خيسوس رسميًا، فإن النصر سيدخل الموسم الجديد بخطة واضحة وطموحات متجددة، خصوصًا مع وجود عدد من النجوم العالميين في صفوفه، في مقدمتهم كريستيانو رونالدو، الذي يظل لاعبًا محوريًا في خطط أي مدرب قادم، وهو ما يجعل مسألة التفاهم بين الطرفين من أولويات المرحلة المقبلة.
ويعوّل الفريق النصراوي كثيرًا على الموسم القادم لتعويض إخفاقات الموسم الماضي، واستعادة الثقة في مشروعه الرياضي، خاصة بعد الاستثمارات الكبيرة التي ضُخت في الفريق، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على أي مدرب جديد يقود الدفة الفنية للنادي.
وحتى هذه اللحظة، تبقى الأمور مرهونة بإعلان رسمي من إدارة النادي، بينما تزداد حدة الترقب من الجماهير التي تنتظر اسم المدرب المقبل بفارغ الصبر، وسط طموحات عريضة بموسم يعيد النصر إلى منصات التتويج، ويعزز من حضوره القاري والدولي.