تحرك عاجل من "فيفا" بعد تصاعد أزمة روديجر في كأس العالم للأندية
في تطور لافت قد يلقي بظلاله على مشهد كأس العالم للأندية، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اليوم الأربعاء فتح تحقيق تأديبي بحق جوستافو كابرال، مدافع فريق باتشوكا المكسيكي، على خلفية حادثة مثيرة للجدل جمعته بالمدافع الألماني أنطونيو روديجر لاعب ريال مدريد.
الواقعة حدثت خلال الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت الفريقين مساء الأحد الماضي، حيث شهد الوقت بدل الضائع توترًا مفاجئًا بين كابرال وروديجر، تطور إلى شجار قصير أثار تساؤلات كثيرة داخل وخارج الملعب.
إقرأ ايضاً:بسبب 29 رأساً من الأغنام.. "الأمن البيئي" يطيح بمواطن ارتكب هذه "المخالفة الصريحة"رغم الإغراءات المالية.. "غيماريش" يرفض عرض الهلال ويختار البقاء في أوروبا
ما جعل الحادثة تأخذ منحى أكثر جدية هو تدخل الحكم رامون أباتي الذي أوقف المباراة سريعًا، وفعّل بروتوكول مكافحة التمييز الصارم، رافعًا ذراعيه أمام صدره في إشارة معتمدة ضمن لوائح فيفا للتعامل مع حالات الإساءات العنصرية أو التمييزية.
وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز"، فقد أكدت لجنة الانضباط في فيفا بدء إجراءات رسمية ضد كابرال، وذلك بعد مراجعة تقارير المباراة التي رُفعت من طاقم التحكيم ومراقبي اللقاء الذين سجلوا تفاصيل الواقعة.
الحادثة وقعت على أرض ملعب تشارلوت بالولايات المتحدة، ضمن منافسات كأس العالم للأندية، وهي البطولة التي تجمع أبطال القارات، وكان يُنتظر أن تسير بنسق رياضي خالص دون أي شوائب سلوكية أو تجاوزات.
لكن ما حدث في الدقائق الأخيرة من المواجهة بين ريال مدريد وباتشوكا فتح بابًا واسعًا للجدل، خاصة بعد ظهور علامات واضحة للانزعاج على وجه روديجر، الذي بدا مصدومًا من الموقف الذي تعرّض له.
المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة لم يخلُ من التوتر أيضًا، إذ أجاب مدرب ريال مدريد، تشابي ألونسو، بكلمات مختصرة لكنها حاسمة، حين سُئل عما إذا كان روديجر قد تعرض لإساءة عنصرية، فقال: "هذا ما قاله روديجر، ونحن نصدقه".
كلمات ألونسو لم تكن مجرد تصريح عابر، بل بدت كدلالة قوية على أن ما تعرّض له المدافع الألماني لم يكن مجرد احتكاك طبيعي داخل أرضية الملعب، بل موقف يستحق التوقف والتحقيق.
اللافت أن روديجر لم يتحدث بنفسه عن تفاصيل الواقعة حتى الآن، لكنه اكتفى بالإشارة بيده نحو الحكم فور حدوث الحادثة، وهو ما فُسر حينها بأنه تلميح لتعرضه لإساءة لفظية أو عنصرية.
في المقابل، لم يصدر حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي تعليق رسمي من جوستافو كابرال أو نادي باتشوكا، ما يجعل الرواية الحالية أحادية الجانب إلى حين اتضاح التفاصيل عبر التحقيقات.
وتعد هذه الحادثة واحدة من الحالات القليلة التي يشهد فيها كأس العالم للأندية تفعيلًا مباشرًا لبروتوكول مكافحة التمييز، ما يعكس تشدد فيفا في مواجهة أي سلوك يتعارض مع قيم المساواة والاحترام.
ومن المتوقع أن تُصدر لجنة الانضباط قرارها خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد الاستماع إلى جميع الأطراف ومراجعة لقطات الفيديو، حيث قد يواجه كابرال عقوبات تأديبية قد تشمل الإيقاف أو الغرامة أو كليهما.
الحادثة تأتي في وقت تحاول فيه فيفا تعزيز صورتها كمؤسسة لا تتسامح مع التمييز، خصوصًا في البطولات الدولية التي تحظى بمتابعة إعلامية وجماهيرية واسعة.
الاهتمام الإعلامي الكبير الذي أثارته الواقعة يعكس مدى الحساسية المتزايدة تجاه قضايا العنصرية في الملاعب، ومدى تأثير سلوك اللاعبين على صورة بطولاتهم أمام الرأي العام.
ومن المرجح أن تُلقي نتيجة التحقيق بظلالها على سمعة اللاعب وناديه، وربما تمتد إلى النقاشات المتعلقة بالرقابة والانضباط داخل الملاعب اللاتينية التي تشهد أحيانًا تجاوزات من هذا النوع.
يبقى أن نترقّب مخرجات اللجنة التأديبية، وما إذا كانت ستُدين كابرال رسميًا أم ستمنحه البراءة، لتُغلق بذلك واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في البطولة الحالية.