مليون ريال "نواشف".. صفقة هيرنانديز إلى الهلال تشعل الشارع الرياضي

صفقة هيرنانديز إلى الهلال.
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

أشعلت تصريحات الناقد الرياضي عبدالعزيز العصيمي جدلًا واسعًا في الشارع الرياضي السعودي بعد تلميحاته القوية بشأن صفقة انضمام اللاعب الفرنسي ثيو هيرنانديز إلى صفوف نادي الهلال، ضمن استعدادات الفريق الأزرق للموسم المقبل، في صفقة يصفها كثيرون بأنها من الأضخم والأكثر إثارة خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

وقد كتب العصيمي، المعروف بآرائه المثيرة وجرأته في الطرح، منشورًا عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، هاجم فيه السياسات المالية لبعض الأندية دون أن يسميها بشكل مباشر، لكنه أشار إلى أرقام ومعلومات تتطابق تمامًا مع ما يتداول حول صفقات الهلال الأخيرة، الأمر الذي فُسر على نطاق واسع على أنه هجوم مباشر على الزعيم.


إقرأ ايضاً:رغم الإغراءات المالية.. "غيماريش" يرفض عرض الهلال ويختار البقاء في أوروبا "تقويم التعليم": بدء المرحلة الثانية لإعلان النتائج إلكترونيًا.. تفاصيل الدرجات متاحة في هذا الموعد

ويذكر أن الهلال، الذي يسعى إلى استعادة توازنه بعد موسم اعتبره الكثير من أنصاره غير مرضٍ من ناحية النتائج والأداء، قد دخل بقوة إلى سوق الانتقالات الصيفية، حيث تشير التقارير إلى اقترابه من حسم صفقة ثيو هيرنانديز، ظهير فريق إي سي ميلان والمنتخب الفرنسي، في خطوة وصفها محللون بأنها استراتيجية لتعزيز الخط الخلفي للفريق.

وباتت الصفقة التي يُنتظر الإعلان الرسمي عنها خلال أيام، محور نقاش موسع بعد تداول أنباء تفيد بأن اللاعب الفرنسي قد غادر إلى فرنسا مؤخرًا لعقد اجتماع حاسم مع مسؤولي نادي الهلال، تمهيدًا للتوقيع الرسمي، وهو ما يعزز فرضية اقتراب الهلال من إنهاء الاتفاق.

وفي خضم هذه الأحداث، نشر العصيمي ما بدا أنه انتقاد لاذع لما أسماه "البجاحة في الإنفاق"، متسائلًا عن مدى منطقية الحديث عن تغيير مدرب في الوقت الذي تعاقد فيه النادي مع مدرب يُعد الأغلى في العالم، في إشارة مباشرة إلى صفقة التعاقد مع المدرب الإيطالي سيميوني إنزاجي، الذي وقع عقدًا لمدة موسمين بقيمة تصل إلى 52 مليون يورو.

وأضاف العصيمي في منشوره أن رحلة التفاوض مع الظهير الفرنسي الجديد كلفت نحو مليون ريال، معتبرًا أن هذه المبالغ باتت تُصرف كأنها "نواشف"، وهو تعبير محلي ساخر يُستخدم للدلالة على التبذير أو الإنفاق السهل دون حساب، مما أثار ردود فعل واسعة بين المتابعين بين مؤيد ومعارض.

ويواصل الهلال، الذي لم يصدر أي بيان رسمي حتى الآن بشأن تصريحات العصيمي، استعداداته للموسم المقبل بهدوء، وسط تسريبات إعلامية مستمرة تؤكد مضيه قدمًا نحو بناء فريق قادر على المنافسة محليًا وآسيويًا، خصوصًا في ظل استحقاقات كبرى تنتظره خلال الموسم الجديد.

وسيكون ثيو هيرنانديز، في حال انضمامه رسميًا، من بين الأسماء اللامعة التي التحقت بالدوري السعودي مؤخرًا، وهو ما يعكس استمرار المشروع الكروي الضخم الذي تتبناه أندية المملكة ضمن خطط الاستثمار الرياضي ورفع جودة المسابقات المحلية.

ويُعد اللاعب الفرنسي من أبرز الأظهرة في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، حيث تألق مع ميلان في الدوري الإيطالي، وشارك مع المنتخب الفرنسي في عدة مناسبات، ويتميز بسرعته الكبيرة ومهاراته الهجومية، مما يجعله خيارًا مثاليًا لفريق يبحث عن استعادة الهيبة الدفاعية وتحسين الأداء التكتيكي.

وقد واجه العصيمي، الذي لم يتراجع عن تصريحاته، موجة من الانتقادات من جانب جماهير الهلال، التي اعتبرت حديثه محاولة للتقليل من قيمة الصفقات، والتشويش على استعدادات الفريق، بينما رأى آخرون أن ما طرحه يمثل وجهة نظر مشروعة في ظل ما اعتبروه "تضخمًا ماليًا غير مسبوق" في بعض الصفقات.

ولم تقتصر الانتقادات على الجماهير، بل دخل بعض الإعلاميين والنقاد على خط الجدل، بين من يرى أن الهلال يُدار باحترافية عالية ويملك القدرة على اتخاذ قراراته بمعزل عن الضغوط، وبين من يؤمن بأن سقف الإنفاق الحالي في بعض الأندية يستدعي الوقوف عنده ومراجعته تجنبًا لأي انعكاسات مستقبلية.

وفي المقابل، لاقت صفقة إنزاجي إشادة واسعة من قبل محللين فنيين يرون أن التعاقد مع مدرب بحجمه وخبرته هو استثمار حقيقي على المدى البعيد، خصوصًا إذا ما تم دمجه مع عناصر جديدة تمتلك الكفاءة الفنية المطلوبة، مثل هيرنانديز، لتشكيل فريق قادر على المنافسة في البطولات الكبرى.

ولا يزال الشارع الرياضي يتابع تطورات الصفقة المنتظرة باهتمام بالغ، وسط تسريبات بأن الهلال سيتحرك سريعًا للإعلان عن الصفقة بعد انتهاء بعض التفاصيل الإدارية والمالية، خصوصًا مع اقتراب موعد معسكر الفريق الخارجي.

ويرى مراقبون أن صفقة هيرنانديز، إذا تمت، ستكون بمثابة رسالة واضحة من الهلال بأنه عازم على العودة بقوة إلى منصات التتويج، خصوصًا بعد أن واجه موسمًا صعبًا على الصعيدين المحلي والقاري، ما يجعل من هذه التحركات ضرورة وليست ترفًا.

ويبدو أن تصريحات العصيمي، رغم حدتها، فتحت باب النقاش الأوسع حول موازنات الأندية وطريقة صرفها، وهو نقاش أصبح جزءًا من الحراك الطبيعي في ظل الطفرة الاقتصادية والرياضية التي تعيشها كرة القدم السعودية.

ومع اقتراب كل من الإعلان الرسمي وصفارة انطلاق الموسم الجديد، يبقى الشارع الرياضي على موعد مع المزيد من المفاجآت، سواء من الهلال أو من بقية الأندية التي تسعى هي الأخرى لترتيب أوراقها، بينما يترقب الجميع ما إذا كان هيرنانديز سيرتدي القميص الأزرق قريبًا بالفعل.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook