أكثر من 107 آلاف طائف في الساعة: الحرم يسجل رقمًا قياسيًا في طواف الوداع

حج 1446
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

أدى حجاج بيت الله الحرام من المتعجلين اليوم طواف الوداع، معلنين بذلك ختام مناسكهم المباركة، في مشهد إيماني مهيب تتجلّى فيه روحانية الحج وخضوع الحجاج لخالقهم، امتثالًا لقول الحق سبحانه: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"، وقد امتلأ صحن المطاف بالحشود المؤدية لهذا النسك الختامي، وسط أجواء إيمانية تسودها السكينة والطمأنينة، في إطار تنظيم دقيق، وإدارة احترافية للخطة التشغيلية التي وضعتها الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن.

وسجّل المسجد الحرام كثافة غير مسبوقة في حركة الطواف، حيث تجاوزت الطاقة التشغيلية للموقع أكثر من 107 آلاف طائف في الساعة الواحدة، وهو ما يعكس حجم الاستعدادات الضخمة التي بذلتها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية المشاركة، لتنفيذ خطة متكاملة، تهدف إلى ضمان انسيابية حركة الحشود، وتقديم أفضل الخدمات في موسم الحج لهذا العام.


إقرأ ايضاً:النصر يخطط لضم مدرب "آيك أثينا اليوناني" بعد رحيل بيوليأول مطالب إنزاجي.. نجم فيورنتينا الإيطالي على رادار الزعيم

ولم تدّخر الجهات المختصة جهدًا في تسخير كامل طاقاتها وإمكاناتها البشرية والتقنية، لتيسير تفويج الحجاج المتعجلين، وضمان حركتهم الآمنة والسلسة داخل المسجد الحرام، حيث تم دعم الميدان بـ400 عربة كهربائية حديثة لنقل كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف عربة يدوية توزعت في مناطق متفرقة من المسجد وساحاته، مما ساهم في تسهيل حركة الحجيج، ورفع مستوى الرضا العام عن الخدمات المقدمة.

وفي مشهد لافت يعبّر عن التكامل بين البنية التحتية المتطورة والتنظيم الدقيق، تم تشغيل 210 بوابات ذكية موزعة بعناية لتنظيم دخول وخروج الحجاج، وضمان الأمن والسلامة، وتقليل التكدسات، كما شهد المسعى بين الصفا والمروة طاقة استيعابية كبيرة بلغت نحو 118 ألف ساعٍ في الساعة، وسط تنسيق ميداني دقيق، وإشراف مباشر من فرق التشغيل والخدمات لضمان انسيابية الحركة في جميع الاتجاهات.

وضمن خدمات التيسير على الحجاج، تم تجهيز 12 عربة مخصصة لأداء شعيرة التحلل من النسك، فضلًا عن توفير 4 مواقع لحفظ الأمتعة، بما يتيح للحجاج سهولة التنقل والتركيز على أداء المناسك دون مشقة أو عناء، وشملت منظومة الخدمات المساندة في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام توفير مستشفيين ميدانيين على أهبة الاستعداد، و99 موقعًا لدورات المياه، إضافة إلى أكثر من 50 نقطة إرشاد ميدانية، تعمل من خلال فرق راجلة مدربة على تقديم الدعم اللازم للحجاج، وإرشادهم إلى مواقعهم وتقديم المساعدة عند الحاجة.

ويأتي هذا الجهد الاستثنائي في إطار التوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – واللذَين يوليان خدمة ضيوف الرحمن أولوية قصوى، ويحرصان على أن تتم جميع مراحل الحج في أجواء يسودها الأمن والراحة والتنظيم العالي، وقد انعكست هذه التوجيهات في تفاصيل العمل اليومي على أرض الواقع، حيث يشهد الجميع بمدى التحول النوعي في الخدمات المقدمة للحجاج عامًا بعد عام.

ويُمثل طواف الوداع محطة ختامية مؤثرة في رحلة الحاج الروحية، حيث يغادر الحاج البيت العتيق بعد أن طاف مودعًا، تغمره مشاعر الامتنان والرجاء بأن يكون حجه مبرورًا وسعيه مشكورًا وذنبه مغفورًا، في تجربة إيمانية لا تُنسى، طُبعت في قلب كل من وقف في هذا المشهد النقي، حيث تلتقي أفئدة المؤمنين من كل بقاع الأرض على صعيد واحد.

ويؤكد هذا المشهد أيضًا نجاح المنظومة السعودية في إدارة الحشود، وتقديم الخدمات الذكية والميدانية التي تواكب تطلعات الحجاج، وتتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تضع في جوهرها خدمة ضيوف الرحمن وتيسير حجهم وفق أعلى معايير الجودة والابتكار، وقد برهنت التجربة السعودية في مواسم الحج المتعاقبة أنها نموذج عالمي في إدارة التجمعات البشرية، وتجسيد حيّ لقيم التنظيم، والكرم، والتفاني في خدمة الإنسان.

 

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook