379 رأسًا في الدقيقة!.. مشروع الأضاحي السعودي يبهر العالم

مشروع الأضاحي السعودي
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

في مشهد يعكس مدى التنظيم والدقة التي باتت سمة لموسم الحج في المملكة العربية السعودية، كشف المشرف العام على مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي (أضاحي)، سعد الوابل، عن نجاح المشروع في تنفيذ أكثر من ربع مليون أضحية خلال يوم النحر، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي في إطار منظومة عمل متكاملة تهدف لتيسير أداء المناسك على ضيوف الرحمن، وتقديم خدمات نوعية ترتقي إلى مستوى التطلعات.

وأشار الوابل إلى أن المشروع تمكن من تنفيذ 287,067 أضحية في يوم النحر وحده، كما بلغت عدد الرؤوس المباعة أكثر من 811,486 رأسًا، بمتوسط مذهل وصل إلى 379 رأسًا في الدقيقة الواحدة، وهو ما يعكس حجم التنسيق الميداني، والتقنيات الحديثة المستخدمة، وسرعة الأداء التي أظهرتها الفرق العاملة على الأرض، هذه الأرقام لم تكن لتتحقق لولا الجهود المشتركة والتكامل بين مختلف الجهات التي تعاونت لإنجاح هذا النُسك المهم.


إقرأ ايضاً:عائلة حميدان التركي تصدر بيان عاجل«الأخضر» يستعيد أحد أسلحته قبل التصفيات

وأضاف أن المشروع لا يكتفي بإتمام عمليات الذبح فقط، بل يمتد ليشمل أيضًا سلسلة دقيقة من الإجراءات التي تضمن جودة وسلامة الأضاحي في جميع مراحلها، من الفحص البيطري، إلى الذبح الشرعي، إلى التغليف والتبريد، وأخيرًا التوزيع على المستحقين، وقد تم بالفعل توزيع 19,931 أضحية على الفئات المحتاجة، في صورة تعكس البُعد الإنساني والاجتماعي لهذا المشروع، وتُجسد روح التكافل التي يُفترض أن تظل حاضرة في كل موسم حج.

وأكد أن العمل في المشروع سيستمر خلال أيام التشريق، بالتنسيق مع الجهات المختصة، لضمان استكمال تنفيذ بقية الأضاحي في أوقاتها الشرعية، بما يتماشى مع التوجيهات التنظيمية والشرعية، ويُحقق أقصى استفادة من الهدي، سواء للحاج أو للمستفيد من التوزيع، وقد أولت إدارة المشروع عناية كبيرة بآليات التوزيع، حرصًا على وصول الأضاحي لمستحقيها بأفضل صورة ممكنة، وفقًا لأعلى معايير الجودة والسلامة.

ويُعد مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي من المشاريع الرائدة التي تبنّتها المملكة لتعزيز خدماتها الموجهة لضيوف الرحمن، وتوفير بيئة آمنة ومنظّمة لأداء الشعائر، مع الحفاظ على البيئة والصحة العامة من خلال مراكز متخصصة ومجازر مرخصة ومجهزة بأحدث التقنيات، ويعكس المشروع أيضًا رؤية المملكة في تعزيز قيم العطاء والتكافل، حيث لا تذهب الأضاحي سدى، بل تُوزع بشكل مدروس على الأسر المحتاجة في مناطق مختلفة داخل المملكة وخارجها، وهو ما يضفي بُعدًا عالميًا وإنسانيًا على الشعيرة.

ويُبرز المشروع المكانة الريادية للمملكة في إدارة شؤون الحج والعمرة بكفاءة واقتدار، إذ لم تعد التجربة السعودية في الحج مجرد إدارة حشود، بل أصبحت نموذجًا في التكامل الخدمي والابتكار التقني والتخطيط الاستراتيجي، حيث يتكامل الجانب الديني مع الإنساني، في إطار رؤية متكاملة تجعل من كل موسم حج فرصة لتعزيز القيم، وتقديم خدمات غير مسبوقة للحجاج من مختلف بقاع العالم.

ولعلّ أبرز ما يُميز هذا المشروع هو سعيه الدائم إلى التطوير، حيث يتم كل عام تقييم الأداء وتحسين الإجراءات بما يضمن المزيد من الانسيابية والدقة، والتقليل من الهدر، وتقديم تجربة حج أكثر راحة وإنسانية، ويؤكد القائمون على المشروع أن هدفهم ليس فقط تنظيم شعيرة الهدي، بل تقديمها بأفضل صورة ممكنة، تليق بضيوف الرحمن، وتعكس صورة المملكة كمركز عالمي لخدمة الإسلام والمسلمين.

وفي ضوء هذه النجاحات، يواصل مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي أداء دوره الحيوي في كل موسم، بوصفه عنصرًا أساسيًا في منظومة الحج المتكاملة، التي لا تكتفي بضمان سلامة الحجاج وأمنهم، بل تمتد لتلمس حاجات المجتمعات المحتاجة، في رسالة تتجاوز حدود المشاعر المقدسة، وتعانق آفاق الرحمة والعطاء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook