المملكة تتحرك لتوطين باتفاقية تاريخية مع كوريا لتوطين زراعة مهمة

في خطوة جديدة تعزز توجهات المملكة نحو تحقيق الأمن الغذائي وتوطين الصناعات الزراعية، شهد وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، اليوم، توقيع اتفاقية شراكة نوعية بين شركة الجوف للتنمية الزراعية وشركة جلوبال جرين (EGG) الكورية، وذلك في مقر الوزارة بالرياض.
الاتفاقية تهدف إلى توطين إنتاج تقاوي البطاطس عالية الجودة داخل المملكة، باستخدام أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال.
إقرأ ايضاً:الأمير فيصل بن فرحان يشارك في اجتماع وزاري خليجي حاسم بالكويتهل ستفقد العمالة الأجنبية وظائفها؟ السعودية تستهدف توطين 21 مهنة بحلول 2025
وتعد هذه الاتفاقية تجسيدًا عمليًا لتوجهات رؤية المملكة 2030، التي تضع الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية في صميم أولوياتها، عبر تقليل الاعتماد على الاستيراد، ودعم الإنتاج المحلي.
وتشير التقديرات إلى أن المملكة تستورد تقاوي بطاطس بقيمة تصل إلى 200 مليون ريال سنويًا، وهو ما تسعى هذه الشراكة إلى تقليصه بشكل جذري من خلال نقل التقنية والمعرفة الزراعية إلى الداخل السعودي.
وبحسب بنود الاتفاقية، سيتم إنشاء مختبر متخصص بمواصفات فنية متقدمة في مقر شركة الجوف بمنطقة البسيطا في الجوف، ليكون مركزًا إقليميًا رائدًا في تطوير وإنتاج تقاوي البطاطس، كسلعة استراتيجية تؤثر بشكل مباشر على منظومة الأمن الغذائي.
وسيسهم هذا المركز في ضمان توفر التقاوي محليًا بجودة عالية، مما يمنح المزارعين السعوديين قدرة أكبر على المنافسة والإنتاج المستدام.
ومن المرتقب أن يسهم المشروع في إنتاج زراعي تراكمي يصل إلى نحو 500 مليون ريال حتى عام 2034م، ما يعزز الميزان التجاري، ويرفع من كفاءة القطاع الزراعي الوطني، ويقلل من الفجوة الغذائية.
كما يتضمن الاتفاق استثمارًا مباشرًا من شركة الجوف في الشركة الكورية بقيمة 15 مليون ريال، عبر سندات قابلة للتحويل إلى ملكية، وهو ما يعكس الثقة المتبادلة في هذا المشروع المشترك، ويؤكد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من الإعلان الأولي عن الشراكة، واليوم تؤكد وزارة البيئة والمياه والزراعة دعمها الكامل لمثل هذه المبادرات النوعية التي تفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمار الزراعي، وتعزز الابتكار، وتدعم التحول الصناعي في المجال الزراعي، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة، ويضع المملكة في موقع ريادي إقليميًا في تقنيات إنتاج التقاوي.
ويمثل مشروع توطين إنتاج تقاوي البطاطس نقلة نوعية في سلسلة القيمة الزراعية، إذ يتيح الاعتماد على تقاوي محلية مقاومة للآفات ومتأقلمة مع البيئة السعودية، فضلًا عن تخفيض كبير في استهلاك المياه مقارنةً بأنواع التقاوي المستوردة، مما يعزز البعد البيئي والاستدامة في الإنتاج.
ويُتوقع أن تبدأ باكورة الإنتاج المحلي في عام 2026، ما يمثل بداية عهد جديد في الاعتماد على الذات في واحدة من أهم السلع الزراعية في المملكة.
وتعكس هذه الاتفاقية التزام القطاعين العام والخاص في المملكة بالعمل معًا نحو تحقيق سياسات غذائية ذكية ومستدامة، من خلال استقطاب الشراكات الدولية التي تسهم في نقل الخبرات، وتطوير البنية التحتية الزراعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بما ينسجم مع طموحات وطن يخطو بثقة نحو المستقبل.