تطهير موسم الحج من الفوضى.. السعودية تضبط آلاف المخالفين وتطرد مكاتب وهمية!
تشنّ المملكة العربية السعودية حملة واسعة لمكافحة ممارسات الاحتيال والتجاوزات خلال موسم الحج، تهدف لضمان أداء المناسك بيسر وأمان للحجاج النظاميين، أسفرت هذه الجهود المكثفة عن كشف وإغلاق ما يقارب 415 مكتباً وهمياً، كانت تعمل على استغلال الراغبين في أداء الفريضة بأساليب غير مشروعة، هذه المكاتب كانت تروج لحملات حج مزورة، مستغلة رغبة الكثيرين في زيارة الأراضي المقدسة، مما يعرضهم للمخاطر ويساهم في الفوضى والازدحام غير المبرر، تؤكد هذه الإجراءات الصارمة عزم السلطات السعودية على الحفاظ على قدسية الحج وتنظيمه، وتقديم أفضل الخدمات للحجاج الشرعيين.
لم تقتصر الإجراءات على ملاحقة المكاتب الوهمية فحسب، بل امتدت لتشمل إعادة ما يزيد عن 269 ألف شخص ممن حاولوا دخول المشاعر المقدسة دون الحصول على التصاريح اللازمة، هذا العدد الكبير من المخالفين يشير إلى حجم التحدي الذي تواجهه السلطات في ضبط تدفق الحجاج وضمان التزام الجميع بالتعليمات المنظمة، مدير الأمن العام، الفريق محمد البسامي، كشف في مؤتمر صحفي عن تفاصيل هذه الحملة، مؤكداً أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على سلامة الحجاج النظاميين وتوفير بيئة هادئة ومناسبة لأداء الشعائر الدينية.
إقرأ ايضاً:رونالدو يحرم الهلال من صفقة عالمية قبل مونديال الأندية: ضربة قاضية تقلب الموازينالهلال السعودي يثير زوبعة في إيطاليا: غضب إعلامي بعد محاولة إنزاغي ضم لاعبي إنتر ميلان
وفي سياق متصل، طُبّقت عقوبات صارمة على نحو 23 ألف مقيم حاولوا أداء فريضة الحج دون تصريح رسمي، في رسالة واضحة لكل من يفكر في تجاوز الأنظمة، كما صودرت أكثر من 5 آلاف مركبة كانت مخصصة لنقل هؤلاء المخالفين، مما يؤكد على جدية الحملة في استهداف جميع حلقات سلسلة الاحتيال، من المنظمين وصولاً إلى وسائل النقل المستخدمة، هذه الإجراءات تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى القضاء على جميع الممارسات التي قد تعيق حسن سير موسم الحج أو تسبب ازدحاماً غير ضروري.
تؤكد قوات أمن الحج جاهزيتها التامة واستعدادها الكامل لمواجهة أي تحديات أمنية قد تطرأ خلال الموسم، تشمل الخطط الأمنية الشاملة جميع الجوانب المتعلقة بحفظ الأمن والنظام، بداية من نقاط الدخول إلى المشاعر المقدسة وصولاً إلى داخل المسجد الحرام، هذه الخطط لا تقتصر على الجانب الأمني البحت، بل تمتد لتشمل إدارة الحشود وتسهيل حركة الحجاج، وضمان انسيابية التنقل بين المواقع المختلفة.
ولتحقيق هذه الأهداف، تم تسخير جميع الإمكانات البشرية والمادية والتقنية لدعم هذه الخطط الأمنية، يشمل ذلك تعزيز القدرات الميدانية لقوات الأمن، وتوفير التجهيزات الحديثة التي تساعد على مراقبة الوضع بشكل دقيق وفعال، كما تم التركيز على الاستفادة من أحدث التقنيات المتاحة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، الذي يلعب دوراً مهماً في تحليل البيانات والتنبؤ بالسيناريوهات المحتملة.
وفي تطور لافت، كشفت السلطات عن استحداث تجارب لتقنيات جديدة مثل طائرات "الدرونز" والكاميرات الحرارية، هذه التقنيات المتقدمة تستخدم بشكل خاص في الطوق الخارجي لمكة المكرمة، لتوفير تغطية أوسع وأكثر فعالية، ورصد أي تحركات مشبوهة أو محاولات للتسلل، تساهم هذه التقنيات في تعزيز القدرة على التعامل مع التحديات الأمنية بفاعلية أكبر وتقليل الحاجة إلى التدخل البشري في بعض المواقع.
وأشار الفريق البسامي إلى أن جميع المواقع داخل المسجد الحرام والمشاعر المقدسة قد جُهّزت بشكل كامل، من خلال سلسلة من الفرضيات والتدريبات للتعامل مع أي سيناريوهات غير متوقعة، تهدف هذه الفرضيات إلى تقليل الازدحام والحفاظ على الطاقة الاستيعابية الآمنة للطرق وداخل المشاعر المقدسة، مما يضمن تجربة حج سلسة وآمنة لجميع الحجاج، هذه الاستعدادات المكثفة تعكس حرص المملكة على تقديم تجربة حج مثالية، تخلو من المعوقات والمشاكل.
تتواصل هذه الجهود بشكل دؤوب لضمان موسم حج منظم وآمن، خالٍ من أي ممارسات غير نظامية أو تجاوزات، إن التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والخدمية يلعب دوراً حاسماً في تحقيق هذه الأهداف، ويؤكد التزام المملكة بمسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف الرحمن وتقديم أفضل التسهيلات لهم لأداء فريضتهم بكل يسر وطمأنينة.