وزارة الحج تحذر: الأمتعة الزائدة تُعطّل حركة الحجيج في الحرمين!

في إطار جهودها المستمرة لتوفير أفضل الظروف وأيسر السبل لضيوف الرحمن خلال موسم الحج، وجهت وزارة الحج والعمرة نداءً توعويًا هامًا إلى الحجاج، عبر منصتها الرسمية على "إكس"، حثّت من خلاله على ضرورة التقيد بتعليمات تتعلق بتنظيم الأمتعة الشخصية للحاج، بما يُسهم في تسهيل أداء المناسك ويحافظ على انسيابية الحركة داخل الحرمين الشريفين.
وشددت الوزارة على أهمية الاكتفاء بحمل الحاج للمستلزمات الضرورية فقط، وتجنّب اصطحاب الأمتعة الزائدة التي تتسبب في إرباك حركة الحشود داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتشكّل عبئًا على صاحبها وعلى غيره من الحجاج الذين يسعون إلى أداء الشعائر في أجواء من السكينة والتنظيم والاحترام المتبادل، وأضافت أن من واجب كل حاج مراعاة حقوق الآخرين، عبر تقليل الأغراض المحمولة عند الانتقال إلى الحرم المكي أو المدني، لأن كثرة الحقائب والأمتعة الكبيرة تعيق الحركة وتضايق المتواجدين من ضيوف الرحمن.
إقرأ ايضاً:لهذا السبب الصادم: الداخلية تنفّذ حكم القتل تعزيرًا في مصري بتبوكفي عملية إنقاذ سريعة: حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنًا تعرّض لوعكة صحية في عرض البحر
كما أوضحت الوزارة أن السلوكيات المرتبطة بتحميل الأمتعة الزائدة داخل الحرمين الشريفين لا تقتصر أضرارها على الإزعاج أو تقييد حرية التنقل، بل تؤثر كذلك على الإجراءات التنظيمية، وتزيد من الضغط على مسارات الدخول والخروج، وتُعيق أعمال الفرق الميدانية التي تعمل على ضبط وتنظيم الحشود وضمان سلامتهم، مشيرةً إلى أن الانضباط في حمل المتعلقات الشخصية هو جزء من منظومة الوعي الجماعي والتعاون بين الحجاج لضمان موسم حج آمن وناجح للجميع.
وأكدت الوزارة أن هناك تنسيقات كبيرة تتم مع الجهات الأمنية والتنظيمية العاملة في الحرم، لضمان انسيابية الدخول والخروج من الساحات والصحن والمسعى، وهذه الجهود تتطلب من الجميع التعاون، وذلك من خلال الامتناع عن إدخال الأمتعة ذات الحجم الكبير أو غير الضرورية، وتخزينها في أماكن الإقامة المخصصة أو في أماكن الأمانات المعتمدة خارج الحرم، وبيّنت أن الغرض من هذا التوجيه ليس التضييق على الحجاج، وإنما تيسير حركتهم وتحقيق أقصى درجات الراحة والسلامة داخل المشاعر المقدسة.
وقد شدّدت الوزارة على أن هذه التوصية تأتي ضمن إطار حملة توعوية واسعة تنفذها استعدادًا لموسم الحج الحالي، وتستهدف تعزيز ثقافة الحج الذكي، والتي ترتكز على مفاهيم التخفف من الأعباء، والتنقل المرن، والتقيد بالإرشادات التنظيمية، واتباع التعليمات الصادرة عن الجهات المعنية، وتأتي هذه التوجيهات امتدادًا لرؤية المملكة 2030 التي تضع راحة ضيوف الرحمن ضمن أولوياتها، وتسعى إلى تقديم خدمات عالية الجودة للحجاج والمعتمرين والزوار من كافة أنحاء العالم.
وأشارت الوزارة إلى أنها تعمل بشكل مستمر على إيصال هذه الرسائل التوعوية بلغات متعددة من خلال منصاتها الرقمية، ومن خلال فرق التوجيه الميدانية المنتشرة في مداخل ومخارج الحرم، ومواقع الحجيج، ومقار السكن والنقل، وذلك لضمان وصول الرسائل الإرشادية لأكبر شريحة ممكنة من الحجاج، وتمكينهم من الاستفادة القصوى من خدمات الحج بأعلى درجات الترتيب والتنظيم.
وقد وجّهت الوزارة نداءها لجميع الحجاج القادمين إلى المملكة، أو المتواجدين حاليًا في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بأهمية الالتزام بهذه التعليمات، وعدم حمل أمتعة كبيرة عند التوجه إلى الحرم، والاكتفاء بالمستلزمات الشخصية الضرورية مثل سجادة الصلاة، قارورة ماء صغيرة، وبعض الأدوات البسيطة كالمصحف أو الكتيبات التوعوية، مؤكدة أن ذلك يسهّل على الحاج حركته داخل الحرم، ويمنحه تجربة روحانية أكثر سلاسة وخشوعًا.
وتُعتبر هذه الخطوة جزءًا من الحوكمة الذكية والإدارة الرشيدة لحشود الحجيج، التي تسعى من خلالها وزارة الحج والعمرة إلى تقليل مسببات التكدس، ومعالجة السلوكيات التي قد تؤثر على انسيابية خدمات النقل والطواف والسعي والصلاة، وهو ما يعكس تطورًا ملحوظًا في طريقة إدارة موسم الحج على مختلف الأصعدة، من خلال الجمع بين التقنية، والتخطيط، والتوعية السلوكية.
وفي ختام بيانها، أكدت وزارة الحج والعمرة أن هذه النصيحة نابعة من حرصها على سلامة الحجاج وراحتهم، وأن تطبيقها يسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الخدمات المقدمة، والارتقاء بتجربة الحاج منذ لحظة وصوله إلى المملكة وحتى إتمامه مناسكه وعودته إلى بلاده سالمًا، ودعت الجميع إلى التعاون الكامل، والتحلي بروح المسؤولية المشتركة التي تليق بعظمة هذا الركن من أركان الإسلام.