الحسني: منذ عهد الملك عبد العزيز لم تتعرض قوافل الحجاج لأي أذى

الحجاج
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

أكد الدكتور عبد الله الحسني، الباحث المتخصص في تاريخ الحرم المكي، أن المملكة العربية السعودية، ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – أولت أمن الحجاج وسلامتهم أهمية قصوى، مشيرًا إلى أنه لم تُسجَّل أي حالة اعتداء أو أذى على قوافل الحجيج أو المنافذ الحدودية منذ توحيد المملكة وحتى اليوم، في دلالة واضحة على الثبات الأمني والمكانة الرفيعة التي توليها القيادة السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.

وأوضح الدكتور الحسني، خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة «الإخبارية»، أن هذا المستوى الراقي من التنظيم والتأمين لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتاج نهج راسخ تبناه الملك عبد العزيز منذ اليوم الأول لتأسيس المملكة، حيث وضع أمن الحجاج ورعايتهم في صدارة أولوياته، وأرسى قواعد راسخة لسيادة النظام في موسم الحج، ليكون الحج رحلة إيمانية مطمئنة وآمنة لكل مسلم يأتي إلى الأراضي المقدسة، مهما بعدت دياره.


إقرأ ايضاً:سهم أكوا باور يواصل الانهيار: نزيف حاد وسط ذهول المستثمرينلماذا نشعر بالخمول في الطقس الحار خاصة مثل طقس المملكة؟ العلم يجيب

وأشار إلى أن الملك المؤسس كان ينظر إلى الحج ليس فقط كركن من أركان الإسلام، بل كموسم عالمي يتطلب ترتيبات دقيقة وحرصًا بالغًا على راحة وكرامة الزائر، موضحًا أن من أبرز المظاهر الحضارية التي تكرست منذ ذلك الوقت وحتى اليوم هي استقبال الحجاج بالحفاوة والورد، وتوديعهم بهدية رمزية غالية، وهي نسخة من المصحف الشريف مقدمة من خادم الحرمين الشريفين، في بادرة تعكس عمق العناية الروحية والمعنوية بضيوف بيت الله الحرام.

وبيّن الحسني أن هذا التقليد الإنساني والديني لم ينقطع منذ عقود، بل ازداد ترسيخًا وتجددًا عبر العهود المتلاحقة، حتى أصبح أحد ملامح الهوية السعودية في خدمة الحجيج، وركيزة رئيسية ضمن منظومة متكاملة من الخدمات التنظيمية، الأمنية، الصحية، والإرشادية التي تُقدَّم في كل موسم حج.

وأضاف أن أمن الحجاج لا ينفصل عن منظومة القيم التي تأسست عليها الدولة السعودية، والتي ترى في خدمة الحرمين الشريفين والحجاج شرفًا ومسؤولية كبرى تتوارثها الأجيال، ولفت إلى أن من بين العوامل الأساسية التي ساهمت في استتباب الأمن هو التعاون الوثيق بين الجهات الأمنية والإدارية، فضلًا عن التخطيط الاستراتيجي الذي يسبق كل موسم حج، والمتابعة المستمرة من القيادة العليا لكافة التفاصيل المتعلقة بسلامة الحجيج منذ لحظة وصولهم إلى منافذ المملكة، وحتى مغادرتهم بعد أداء المناسك.

وأشار إلى أن ما يميز التجربة السعودية في هذا المجال هو المزج بين القيم الدينية العميقة والتقنيات الحديثة، بحيث يتم تسخير كل الإمكانيات التكنولوجية والموارد البشرية لضمان موسم حج يليق بمكانة الحرمين الشريفين ويعكس تطور الدولة وقدرتها على إدارة الحشود الضخمة بكفاءة واقتدار.

وشدد الحسني على أن الاهتمام الذي تبديه القيادة السعودية لا يقتصر على موسم الحج فقط، بل يمتد ليشمل الحجاج طيلة فترة تواجدهم في المملكة، من خلال خدمات الرعاية الصحية، والإرشاد الديني متعدد اللغات، وتنظيم التفويج، والنقل، وتوزيع وجبات الطعام، بالإضافة إلى الخدمات الذكية التي تهدف إلى التيسير على الحاج عبر التطبيقات والمنصات الرقمية.

واستعرض الباحث في تاريخه المتخصص أن الملك عبد العزيز كان قد أصدر توجيهات صارمة منذ البدايات، تُلزم بحماية الحجيج وضمان أمنهم في كل مرحلة من مراحل تنقلهم داخل المملكة، حيث اعتبر أن أي تقصير في خدمة ضيوف الرحمن يمثل تقصيرًا في جوهر رسالة الدولة، الأمر الذي أسهم في تشكيل ثقافة مؤسسية أصبحت فيما بعد نموذجًا يُحتذى به عالميًا في إدارة الفعاليات الدينية الكبرى.

وفي ختام حديثه، شدّد الدكتور عبد الله الحسني على أن خدمة الحجاج ستظل على رأس أولويات الدولة السعودية، مؤكدًا أن ما تحقق حتى اليوم من تطور في هذا المجال يُعد امتدادًا لرؤية ثاقبة بدأت مع المؤسس وتُستكمل اليوم على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى لأن تكون المملكة نموذجًا عالميًا في خدمة الإسلام والمسلمين.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook