في عملية إنقاذ سريعة: حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنًا تعرّض لوعكة صحية في عرض البحر

حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنًا تعرّض لوعكة صحية في عرض البحر.
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

في استجابة عاجلة عكست الجاهزية العالية والاحترافية التي تتمتع بها فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود، أنقذت فرق حرس الحدود في مركز بيش بمنطقة جازان مواطنًا سعوديًا تعرّض لوعكة صحية مفاجئة أثناء تواجده على متن واسطته البحرية في عرض البحر، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية له على الفور ونقله إلى المستشفى لاستكمال الرعاية الطبية اللازمة، وقد أعلنت المديرية العامة لحرس الحدود أن حالة المواطن الصحية مستقرة حاليًا ولله الحمد.

وتلقّت غرفة عمليات حرس الحدود بقطاع بيش بلاغًا يفيد بوجود حالة طارئة تتعلق بمواطن يشعر بأعراض صحية غير طبيعية أثناء وجوده في رحلة بحرية ترفيهية، وفور تلقي البلاغ، تحركت فرق البحث والإنقاذ إلى الموقع المحدد بسرعة عالية، وتمكنت من الوصول إلى الواسطة البحرية وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة قبل أن تنقله إلى المرسى ومنه إلى أحد المستشفيات القريبة.


إقرأ ايضاً:لماذا نشعر بالخمول في الطقس الحار خاصة مثل طقس المملكة؟ العلم يجيبتسريبات جديدة تشير لإعلان Switch 2 في يونيو

وأكدت المديرية العامة لحرس الحدود أن عملية الإنقاذ تمت وفق خطط استجابة مدروسة، بالتنسيق الكامل مع الجهات الصحية، وذلك لضمان سرعة التعامل مع الحالات الطارئة في البحر، لاسيما تلك التي تتعلق بالسلامة البشرية، كما أشادت المديرية بتعاون المواطن ورفاقه الذين تواصلوا مع الجهات المعنية في الوقت المناسب، مما ساهم في تسريع عملية الإنقاذ والحد من تدهور حالته الصحية.

وأوضحت المصادر الميدانية أن المواطن كان على متن واسطة بحرية صغيرة برفقة اثنين من أصدقائه في رحلة بحرية قبالة سواحل بيش، عندما شعر بدوار حاد وألم مفاجئ في الصدر وصعوبة في التنفس، وهي أعراض دفعت مرافقيه إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل، وعلى الفور تم تفعيل نداء الطوارئ عبر مركز التنسيق الأمني التابع لحرس الحدود، وتم توجيه أقرب زورق إنقاذ مزوّد بكافة التجهيزات الطبية والفنية اللازمة للتعامل مع مثل هذه الحالات.

واستغرقت عملية الوصول إلى الموقع دقائق معدودة، حيث جرى سحب الواسطة إلى موقع آمن، في حين تولّت الفرق الطبية تقديم الأوكسجين وإجراءات الإسعافات الأولية داخل الزورق، وبمجرد الوصول إلى المرسى، كان في انتظار المصاب طاقم طبي من وزارة الصحة، حيث جرى نقله مباشرة إلى قسم الطوارئ في أحد مستشفيات المنطقة.

وفي هذا السياق، جدّدت المديرية العامة لحرس الحدود دعوتها إلى جميع مرتادي البحر من المواطنين والمقيمين بضرورة الالتزام بإجراءات السلامة البحرية، والتي تتضمن التأكد من جاهزية الوسائط البحرية، ووجود حقيبة الإسعافات الأولية، ومعدات الطوارئ مثل أجهزة تحديد المواقع ومصابيح الإنذار، فضلًا عن التحقق من الأحوال الجوية قبل الإبحار.

كما شددت على أهمية التواصل السريع مع أرقام الطوارئ المخصصة، حيث يمكن الاتصال بالرقم (911) في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، والرقم (994) في بقية مناطق المملكة، لتقديم الدعم الفوري في الحالات الطارئة.

وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من العمليات الإنسانية التي تنفذها وحدات حرس الحدود البحرية على مدار العام، والتي تعكس مدى الجهوزية الميدانية العالية للكوادر السعودية في هذا القطاع الحيوي.

وتشير الإحصاءات إلى أن فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود نفذت العشرات من العمليات الناجحة خلال الشهور الماضية، شملت إنقاذ عالقين، وإنقاذ وسائط بحرية تعرضت لأعطال مفاجئة، ومساعدة صيادين في عرض البحر، وإنقاذ حالات غرق، وغيرها.

وأكدت المديرية أن فرقها المنتشرة على طول السواحل السعودية، من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، مجهّزة بأحدث التقنيات البحرية وأدوات الإنقاذ، وتخضع لتدريبات دورية مكثفة تشمل محاكاة سيناريوهات متعددة لحالات الطوارئ البحرية.

ومن منطلق المسؤولية المجتمعية، حثت حرس الحدود مرتادي البحر من هواة الصيد والنزهات البحرية على أهمية رفع مستوى الوعي بإجراءات السلامة البحرية، مشيرة إلى أن كثيرًا من الحوادث التي يتم التعامل معها كان بالإمكان تجنّبها إذا ما تم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وأشارت إلى أن التعليمات واضحة وصادرة منذ سنوات، إلا أن البعض لا يزال يغفل عن حمل وسائل النجاة الأساسية، أو يهمل التحقق من حالة الطقس، وهو ما يشكل خطرًا على حياة الأفراد وقد يعيق جهود الإنقاذ.

ويُعد قطاع بيش البحري من أبرز القطاعات التابعة لحرس الحدود في منطقة جازان، نظرًا لموقعه الجغرافي المطل على البحر الأحمر، وكثافة النشاطات البحرية فيه سواء من قبل الصيادين أو هواة الرحلات البحرية، ويتميّز هذا القطاع بامتلاكه وحدات إنقاذ متقدمة، بالإضافة إلى طاقم مؤهل للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة.

وتحظى فرق البحث والإنقاذ بدعم متواصل من القيادة، حيث تم تعزيز قدراتها من خلال تزويدها بزوارق حديثة وأنظمة ملاحة متقدمة، فضلًا عن برامج تدريب مكثفة بالتعاون مع جهات دولية في مجال الإنقاذ البحري، كما يتم تحديث قواعد البيانات الجغرافية الخاصة بأماكن الخطر وتوزيع نقاط المراقبة على مدار الساعة، ما يساهم في سرعة التدخل عند الحاجة.

وعملية الإنقاذ التي نُفذت في بيش ليست سوى حلقة من سلسلة طويلة من النجاحات التي تحققها أجهزة الأمن والإنقاذ في المملكة، وهي تجسيد حقيقي لشعار "الإنسان أولًا" الذي تتبناه مؤسسات الدولة، ويبقى وعي المواطن والتزامه بإجراءات السلامة هو الحلقة الأهم في معادلة الوقاية من الحوادث، في ظل ما توفره الدولة من إمكانات وتقنيات وكفاءات ميدانية عالية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook