أوبك+ والرسوم الجمركية تضغطان على أسعار النفط العالمية

أوبك+
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات يوم الجمعة، وذلك قبيل عطلة "يوم الذكرى" في الولايات المتحدة، والتي تستمر لثلاثة أيام، وسط حالة من الترقب والقلق في أوساط المستثمرين بشأن مستقبل المفاوضات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، وقد ساهم هذا القلق في دفع الأسعار إلى الأعلى خلال الجلسة، في ظل مخاوف الأسواق من احتمالات التأثير على التوازن بين العرض والطلب العالميين في حال إحراز تقدم ملموس في تلك المفاوضات.

وبرغم هذا الصعود المحدود في ختام الأسبوع، إلا أن سوق النفط العالمية أنهت تعاملاتها على انخفاض أسبوعي، هو الأول من نوعه منذ ثلاثة أسابيع، نتيجة تعرض الأسعار لضغوط متعددة، أبرزها توقعات زيادة الإمدادات النفطية من قبل تحالف الدول المنتجة للنفط ضمن مجموعة "أوبك+"، بالإضافة إلى تأثير القرارات الأميركية الأخيرة المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتي أثارت موجة من المخاوف بشأن الطلب العالمي على الطاقة، لا سيما في ظل التباطؤ المتوقع في بعض الاقتصادات الكبرى.


إقرأ ايضاً:لماذا نشعر بالخمول في الطقس الحار خاصة مثل طقس المملكة؟ العلم يجيبتسريبات جديدة تشير لإعلان Switch 2 في يونيو

وبحسب البيانات الصادرة، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت العالمي بواقع 34 سنتًا، ما يعادل نسبة 0.54%، ليصل سعر البرميل عند التسوية إلى 64.78 دولارًا أميركيًا، غير أن هذه الزيادة اليومية لم تكن كافية لتعويض الخسائر المتراكمة خلال الأسبوع، حيث سجل خام برنت انخفاضًا أسبوعيًا بنسبة 0.9%، ليضع بذلك حدًا لسلسلة مكاسب استمرت لثلاثة أسابيع متتالية.

وفي السياق ذاته، شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعًا طفيفًا أيضًا، حيث زادت بقيمة 33 سنتًا، أو ما يعادل 0.54%، لتغلق عند مستوى 61.53 دولارًا للبرميل، ومع ذلك، أنهى الخام الأميركي الأسبوع على تراجع بنسبة 0.7%، ليعكس بذلك حالة عدم الاستقرار التي تسود الأسواق في ظل المعطيات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.

وتعود المخاوف المتعلقة بالمحادثات النووية بين واشنطن وطهران إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات عن صادرات النفط الإيرانية، مما قد يعني عودة مئات الآلاف من براميل النفط إلى السوق في فترة قصيرة، وهو ما يشكل عنصر ضغط كبير على الأسعار، خاصة في حال عدم وجود زيادة مقابلة في مستويات الطلب العالمي.

في المقابل، تسود توقعات قوية بأن تقوم مجموعة "أوبك+" بزيادة إمداداتها من النفط تدريجيًا خلال الشهور المقبلة، خصوصًا مع ارتفاع الأسعار مؤخراً وتشجيع عدد من المنتجين على ضخ كميات أكبر إلى السوق، ومن المقرر أن تعقد المجموعة اجتماعًا قريبًا لمراجعة مستويات الإنتاج، وسط دعوات متزايدة من بعض الدول المستهلكة بضرورة الحفاظ على توازن السوق ومنع ارتفاع الأسعار بشكل مفرط قد يؤثر على التعافي الاقتصادي العالمي.

أما على الصعيد الأميركي، فقد أسهمت السياسات التجارية الأخيرة، المتمثلة في فرض رسوم جمركية إضافية على واردات معينة، في إثارة تساؤلات حول قدرة الاقتصاد الأميركي على الاستمرار في مسار النمو بنفس الزخم، وهو ما قد ينعكس سلبًا على استهلاك الطاقة في أكبر اقتصاد في العالم، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر على مستويات الطلب على النفط.

ويشير مراقبون إلى أن التوازن بين هذه العوامل المتضادة سيستمر في تحديد مسار أسعار النفط خلال الأسابيع المقبلة، حيث ستحكم الأسواق بين تأثير المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بالملف النووي الإيراني، والسياسات التجارية الأميركية، من جهة، وبين توقعات العرض التي تتأثر بقرارات "أوبك+" من جهة أخرى.

ويُتوقع أن تظل الأسواق النفطية في حالة ترقب شديد للتطورات المقبلة، سواء على مستوى العلاقات الدولية أو المؤشرات الاقتصادية العالمية، مع احتمال بقاء الأسعار في نطاقات تذبذب محدودة حتى تتضح الصورة بشكل أكبر فيما يخص مخرجات المفاوضات والمواقف الرسمية من قبل الأطراف المعنية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook