"سدايا" تجهز مطار المدينة بأحدث أنظمة المرور الذكية استعدادًا للحج

في خطوة تعكس مدى التقدّم التقني الذي تشهده المملكة، وتجسّد التكامل الفعّال بين الجهات الحكومية المعنية، أتمّت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" تجهيز 20 بوابة إلكترونية حديثة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، وذلك استعدادًا لاستقبال الحجاج القادمين لزيارة المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه قبيل أداء مناسك حج عام 1446هـ، هذا الإنجاز التقني يأتي بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالحج، لتقديم تجربة سلسة وذكية لضيوف الرحمن، تعكس صورة المملكة الحديثة وترحيبها المستمر بزوارها.
ولم تقتصر جهود "سدايا" على تركيب البوابات الإلكترونية فحسب، بل دعمتها بتوفير طاقم فني وتقني يعمل على مدار الساعة لضمان الجاهزية والدعم الفني الفوري في حال حدوث أي طارئ تقني، ما يعزز من كفاءة تشغيل هذه البوابات ويضمن انسيابية مرور الحجاج دون تأخير، ويُعدّ هذا المشروع خطوة محورية في منظومة التحول الرقمي التي تقودها "سدايا" في مختلف المنافذ الجوية للمملكة.
إقرأ ايضاً:قطر تطلق تطبيق "مرشد الحج" لتيسير أداء المناسك وتقديم خدمات رقمية متكاملة للحجاجالحرب التكنولوجية تتجدد: الصين تحذر من التعاون مع العقوبات الأميركية
وفي سياق متصل، عملت الفرق التقنية والفنية في "سدايا" على تركيب 30 قارئًا إلكترونيًا لجوازات السفر بمحطات العمل داخل المطار، بالتنسيق مع المديرية العامة للجوازات، لضمان تسريع وتيرة الإجراءات وتقليل فترات الانتظار، وترافقت هذه الخطوة مع تنفيذ اختبارات دقيقة على دوائر الشبكة الأساسية والاحتياطية، لضمان التوافر العالي والاستعداد التام قبل بدء موسم الحج، في تأكيد واضح على كفاءة البنية التحتية الرقمية التي تم تطويرها.
كما أجرت "سدايا" سلسلة من الاختبارات الشاملة على نظام المسافرين الاحتياطي بالمطار، وهي خطوة احترازية تضمن استمرارية الخدمة تحت أي ظرف، إضافة إلى تنفيذ أعمال صيانة وقائية دقيقة لأجهزة الكونترات في جميع صالات المطار لضمان كفاءتها التشغيلية العالية، وتم أيضًا تجهيز الصالة المؤقتة الخاصة بالحجاج بالأجهزة التقنية اللازمة وربطها بأنظمة التشغيل الحديثة، لتكون على أهبة الاستعداد لاستقبال الأعداد المتزايدة من الحجاج لهذا الموسم.
ومواكبة للطلب المتزايد والتوسع المستمر في أعداد الحجاج، قامت "سدايا" بتشغيل أربع محطات جديدة لأخذ بصمات القادمين في صالة الوصول الدولي، ضمن خطة مدروسة لتعزيز قدرات المعالجة البيومترية وتسهيل دخول الحجاج بموثوقية وسرعة، كما جرى دعم شعبة المطار التابعة لمركز المعلومات الوطني بكوادر فنية إضافية، لضمان الجاهزية الفنية واستمرارية العمل على مدار الساعة دون انقطاع.
وتأتي هذه التحركات التقنية ضمن الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به "سدايا" في تجهيز وتجديد البنية التحتية التقنية في المنافذ المخصصة لاستقبال الحجاج، والتي تشمل 15 منفذًا جويًا وبحريًا وبريًا موزعة على مختلف مناطق المملكة، وتُعد هذه الجهود جزءًا من رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحسين تجربة الحاج والمعتمر منذ لحظة وصوله وحتى دخوله الأراضي السعودية، من خلال تسخير أحدث ما توصلت إليه التقنية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
الجهود التي تُبذل اليوم لا تعبّر فقط عن الاستعداد لموسم حج جديد، بل تعكس رؤية طموحة لبناء مستقبل تقني متكامل يُدار بكفاءة ويخدم الإنسان أولاً، وهو ما تؤكده "سدايا" عبر مشاريعها المتعددة التي تجعل من البيانات والذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في تحسين جودة الخدمات الحكومية، وخصوصًا تلك المتعلقة بخدمة ضيوف الرحمن.