"بقيمة 200 مليون دولا" الإعلان عن قرب إطلاق مشروع برج ترمب في دمشق بسوريا

برج ترامب
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

في تطور مثير على الساحة العقارية والسياسية في الشرق الأوسط، تستعد مجموعة "تايغر" الإماراتية لإطلاق مشروع عقاري ضخم في العاصمة السورية دمشق يحمل اسمًا لا يخلو من الجدل: "برج ترامب"، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن البرج المرتقب سيصل ارتفاعه إلى 45 طابقًا، بتكلفة تقدر ما بين 100 و200 مليون دولار، في خطوة تعكس تقاطع المصالح الاقتصادية مع التحولات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة مؤخرًا.

المشروع، الذي سيكون من أضخم الأبراج في دمشق حال اكتماله، سيتزين اسمه بعبارة "ترامب" محفورة بالذهب على قمته، في استحضار مباشر لعلامة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التجارية التي لطالما ارتبطت بالمشاريع الفاخرة حول العالم، وصرح وليد محمد الزعبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "تايغر"، أن العمل جاري لتقديم طلب رسمي بالحصول على التراخيص اللازمة خلال زيارته المقبلة إلى دمشق، مؤكدًا أن عدة مواقع داخل العاصمة قيد الدراسة، وأن عدد الطوابق قد يخضع لتعديلات وفق التصميم المعماري النهائي.


إقرأ ايضاً:وزير العدل يوقع مذكرة تفاهم عدلية مع نظيره اليابانيالسعودية تمنع دخول مكة لحاملي تأشيرات الزيارة في موسم الحج وغرامة صارمة للمخالفين

وتعود فكرة المشروع إلى ديسمبر من العام الماضي، حين طُرحت أول مرة من قبل عضو الكونغرس الأميركي جو ويلسون، ثم تطورت لاحقًا إلى مقترح متكامل تتبناه مجموعة "تايغر"، وغير أن اللافت في الأمر هو أن البرج لا يزال في مرحلة الإجراءات التمهيدية، إذ إن الصور الأولية للمشروع لم تتضمن بعد شعار منظمة "ترامب"، وذلك بسبب أن رخصة استخدام العلامة التجارية لم تمنح رسميًا حتى الآن، وهي في طور التفاوض مع المنظمة التجارية التابعة لترامب.

الزعبي أوضح في حديثه أن المشروع لن ينطلق فعليًا قبل الحصول على الحقوق التجارية الكاملة من منظمة ترامب، إلى جانب الموافقات القانونية والرسمية من الحكومة السورية، مشيرًا إلى أن الشركة تتوقع استغراق نحو ثلاث سنوات لإنجاز البناء بمجرد تجاوز العقبات البيروقراطية والتجارية.

ويأتي هذا الإعلان في ظل متغيرات سياسية لافتة، أبرزها التحسن النسبي في العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب - في تصريح مفاجئ - رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ما شكل تغيرًا جذريًا في السياسة الأميركية تجاه دمشق، وقد مهد هذا القرار، بحسب مراقبين، الطريق أمام شركات استثمارية إقليمية ودولية لإعادة النظر في السوق السورية كساحة استثمار واعدة، خصوصًا في قطاعات مثل العقارات والسياحة والبنى التحتية.

ورغم أن مشروع "برج ترامب دمشق" لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن مجرد الإعلان عنه أثار موجة من التفاعل على المستويين الإعلامي والسياسي، خاصة وأن استخدام اسم ترامب في مشروع داخل سوريا يشكل سابقة لم يشهدها تاريخ العلاقات بين البلدين، التي اتسمت بالتوتر لسنوات طويلة، كما يفتح المشروع باب التساؤلات حول ما إذا كان يمثل مجرد استثمار تجاري بحت، أم أنه مؤشر على بداية مرحلة جديدة من الانفتاح الغربي – الأميركي على النظام السوري الجديد بقيادة الرئيس بشار الشرع، الذي تولى الحكم بعد تغييرات داخلية عميقة.

ويُنتظر أن تراقب الأوساط الدولية عن كثب تطورات هذا المشروع، لا سيما في ظل ضرورة حصوله على موافقات متداخلة من جهات عدة، بدءًا من الحكومة السورية، مرورًا بمنظمة ترامب، وصولًا إلى الهيئات الرقابية في الإمارات والولايات المتحدة، كما يتوقع أن يثير المشروع جدلًا واسعًا لدى الرأي العام الأميركي، في حال وافقت منظمة ترامب على ترخيص استخدام اسمها في بلد لا يزال في نظر كثير من الدول "محورًا للمخاطر الجيوسياسية".

ومع تزايد الاهتمام بإعادة إعمار سوريا واستغلال الفرص الكامنة في هذا السوق، يبدو أن مشروع "برج ترامب" قد لا يكون الأخير من نوعه، بل ربما يشكل بداية سلسلة من المشاريع الدولية التي ترى في دمشق وجهة جديدة تجمع بين العراقة التاريخية والطموح الاستثماري.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook