جامعة تبوك تصل إلى مرحلة TRL8 وتُطلق منتج دهانات الطرق الذكية

جامعة تبوك
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

حققت جامعة تبوك إنجازًا بحثيًا متميزًا يُعد علامة فارقة في مسيرتها الأكاديمية والعلمية، وذلك بعد أن نجحت في الوصول إلى المرحلة الثامنة من مقياس الجاهزية التقنية (Technology Readiness Level - TRL8)، وهي مرحلة متقدمة تعكس الجاهزية الصناعية والتجارية للمنتجات العلمية المطورة، وقد جاء هذا الإنجاز من خلال تطوير وتسويق منتج مبتكر تحت مسمى "دهانات الطرق الذكية"، الذي تم تسويقه بالتعاون مع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال، في خطوة تمثل تحولًا عمليًا في ربط البحث العلمي بالقطاع الصناعي لخدمة أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة.

المنتج الذي طورته الجامعة عبارة عن طلاء مخصص للطرق، يتميز بكونه مستدامًا وصديقًا للبيئة، وتم تصميمه ليتحمل الظروف البيئية الصعبة والقاسية التي تشهدها مناطق المملكة المختلفة، مع المحافظة على وضوح العلامات والإشارات المرورية لفترات طويلة، وهو ما يسهم في تعزيز السلامة المرورية ورفع كفاءة البنية التحتية للطرق، ويعكس هذا المنتج توجه الجامعة نحو ابتكار حلول عملية وقابلة للتطبيق الصناعي، تساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة البيئية.


إقرأ ايضاً:القصيم تزرع السمك ونجاح باهر في طريق الريادةسهم ارامكو يتراجع بحدة وتوصية باركليز بالشراء وتعتبره فرصة

وقد انبثق هذا الابتكار من مجموعة بحثية متخصصة تُعرف باسم "مجموعة البنية التحتية الصديقة للبيئة"، ضمن مشروع علمي تم دعمه من قبل عمادة البحث العلمي والدراسات العليا بجامعة تبوك، في إطار أحد أبرز المسارات البحثية الموجهة للتحول الصناعي والمعروف بمسار "البحث للابتكار" (Research to Innovation - R2I)، ويهدف هذا المسار إلى ربط مخرجات البحث العلمي بالتطبيقات الصناعية والتجارية، بما يحقق نقل المعرفة وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية عالية.

وتأتي هذه المبادرة النوعية كجزء من جهود الجامعة المتواصلة في دعم بيئة الابتكار وريادة الأعمال داخل الحرم الجامعي، وتمكين الباحثين والمخترعين من ترجمة أفكارهم العلمية إلى حلول واقعية تخدم المجتمع وتنسجم مع متطلبات السوق المحلية والعالمية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تؤكد على أهمية تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد المعرفي.

ويُظهر هذا التطور الملحوظ التزام جامعة تبوك بتعزيز ثقافة البحث العلمي التطبيقي، من خلال إنشاء بيئة محفزة تسهم في بناء جسور التعاون بين الجامعة والقطاع الخاص، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الصناعية لتحقيق التكامل في منظومة البحث والابتكار، كما يعكس وعي الجامعة العميق بالدور الحيوي الذي تلعبه الجامعات السعودية في بناء اقتصاد وطني قوي ومستدام، يرتكز على الإبداع والتقنية.

ويأتي وصول المنتج إلى هذه المرحلة المتقدمة ليؤكد نضج الفكرة البحثية، ومدى قدرتها على تحقيق متطلبات السوق، حيث أن بلوغ TRL8 يعني أن النموذج الأولي تم تطويره واختباره في بيئة تشغيلية حقيقية، وهو ما يشير إلى جاهزية المنتج للمرحلة التجارية الكاملة، مما يعزز من فرص تبنيه من قبل الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص.

كما أن هذا الإنجاز لا يمثل فقط نجاحًا لجامعة تبوك، بل يُعد مثالًا يُحتذى به في الجامعات السعودية والعربية، لما فيه من دمج حقيقي بين البحوث الأكاديمية والتطبيقات العملية، فهو يعكس مدى نجاح السياسات التعليمية والبحثية التي تتبناها الجامعة في توجيه الطاقات العلمية نحو ابتكارات تواكب تحديات العصر وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة.

وتؤكد الجامعة من خلال هذا التوجه الاستراتيجي أنها ماضية في دعم مسارات البحث العلمي الهادف، وتهيئة البنية التحتية التي تشجع على الابتكار والتطوير، سواء من خلال توفير الموارد المالية أو من خلال الدعم الإداري والتقني، وكذلك من خلال برامج التدريب والتأهيل التي تسهم في صقل مهارات الباحثين ورفع جاهزيتهم لتقديم مشاريع بحثية ذات بعد تطبيقي ملموس.

ويُنتظر أن يشكل منتج "دهانات الطرق الذكية" نقطة انطلاق نحو المزيد من المنتجات العلمية التي تُبنى على أسس بحثية صلبة، وتخدم قطاعات حيوية مثل النقل، والتخطيط الحضري، والبنية التحتية، والبيئة، كما يتوقع أن يسهم في خفض تكاليف صيانة الطرق، وتحقيق معايير الاستدامة، وجذب استثمارات جديدة في مجال تقنيات البنية التحتية الذكية.

وبهذا الإنجاز، تواصل جامعة تبوك تأكيد مكانتها كواحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة التي تجمع بين التميز الأكاديمي والابتكار التطبيقي، وتسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني نحو المزيد من التنوع والاستدامة، وذلك من خلال تطوير حلول ذكية قائمة على البحث العلمي الدقيق والتعاون المؤسسي البنّاء مع مختلف القطاعات.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook