مفاجأة في معسكر الهلال .. حمد الله والبليهي يظهران معًا بعد صدامات الماضي

في مشهد لم يكن يتوقعه أكثر المتابعين تشاؤمًا أو تفاؤلًا، ظهر مدافع الهلال علي البليهي وهو يستقبل المهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله بحرارة داخل معسكر فريق الهلال المقام حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، في لحظة لفتت أنظار الجماهير وأثارت موجة من التعليقات المتباينة، خاصة في ظل التاريخ الحاد الذي جمع اللاعبين في مواجهات سابقة داخل المستطيل الأخضر.
وكانت اللقطة التي وثّقها إعلام الهلال قد التُقطت في فندق "ذا سيليستي" في مدينة أورلاندو، حيث يقيم الفريق الأزرق استعدادًا لخوض غمار منافسات كأس العالم للأندية 2025، التي يشارك فيها ممثلًا عن القارة الآسيوية بعد تتويجه بلقب دوري أبطال آسيا.
إقرأ ايضاً:انتعاش الأسواق.. بنك الرياض يعلن عن خطوة مالية "جريئة" بالدولارساعات حاسمة للقبول الجامعي.. "منصة قبول" تُنبه الطلاب السعوديين إلى خطوة لا تحتمل التأجيل!
وكان حمد الله، الذي انضم إلى صفوف الهلال قادمًا من نادي الشباب على سبيل الإعارة لمدة شهر واحد فقط، قد دخل المعسكر للمرة الأولى مرتديًا قميص الهلال، وذلك قبل أيام قليلة من مواجهة مرتقبة أمام نادي فلومينينسي البرازيلي في ربع نهائي البطولة العالمية.
فالمشهد بدا استثنائيًا بكل المقاييس، إذ لم يغب عن ذاكرة الجماهير المشادة التي وقعت بين اللاعبين خلال الموسم السابق حين كان حمد الله يقود هجوم الاتحاد، والبليهي يتولى قيادة الدفاع الهلالي، وقد وصلت تلك المواجهة إلى اشتباك لفظي حاد أثار جدلًا واسعًا على مستوى الإعلام والجمهور.
ورغم ذلك التوتر السابق، فإن لقطات اللقاء الأخير أظهرت ما يشبه المصالحة الضمنية بين النجمين، وهو ما فُهم ضمنًا كمؤشر على تجاوز الخلافات الشخصية لصالح المصلحة العامة للفريق، خاصة مع دخول الهلال فترة تنافسية لا تحتمل أي شرخ في الانسجام داخل المجموعة.
ولم تدلي إدارة الهلال من جانبها بأي تصريحات رسمية بشأن طبيعة العلاقة بين اللاعبين، إلا أن تداول الصور والفيديوهات عبر المنصات الرقمية للنادي جاء كرسالة واضحة بأن كل شيء تحت السيطرة، وأن التركيز موجه بالكامل نحو التحدي العالمي القادم.
وقد بقيت الصفقة التي جلبت عبد الرزاق حمد الله إلى الهلال حتى اللحظة دون تفاصيل مالية معلنة، فيما اقتصر الإعلان الرسمي على أنها إعارة قصيرة الأجل، بهدف تعزيز القوة الهجومية في بطولة قصيرة المدى لكنها عالية الأهمية من حيث الحضور الإعلامي والتنافسي.
وكان حمد الله قد شارك في عدة تجارب سابقة بالبطولة نفسها حين كان لاعبًا للنصر، مما يجعله إضافة ذات خبرة في مثل هذه المناسبات، وهو ما يبدو أن الجهاز الفني للهلال بقيادة المدرب قد أولاه اهتمامًا خاصًا في قرار الاستعانة به خلال هذه المرحلة الدقيقة.
وتشير لوائح كأس العالم للأندية إلى إمكانية قيد اللاعبين الجدد في القائمة، شريطة استيفاء شروط القيد والإعارة المحلية والدولية، وهو ما أكده مسؤولو النادي بأن تسجيل حمد الله تم وفقًا لتلك اللوائح دون تجاوز أي منها.
ومن المتوقع أن يظهر حمد الله بقميص الهلال رسميًا في مباراة الجمعة المقبلة أمام فلومينينسي، التي ستنطلق عند الساعة العاشرة مساءً بتوقيت السعودية، على أرضية ملعب "إنترناشيونال درايف" في أورلاندو، وهي المواجهة التي تمثل بوابة الهلال نحو نصف النهائي.
وبدت الجماهير الهلالية منقسمة إزاء هذه الصفقة، بين من اعتبرها إضافة ذكية في توقيت استثنائي، ومن رأى فيها مخاطرة قد تؤثر على تماسك الفريق، خاصة في ظل ما وصفه البعض بتاريخ "التوتر الخفي" بين بعض اللاعبين وأبرزهم البليهي وحمد الله.
إلا أن ما حدث في معسكر الفريق أزال الكثير من الغموض، وفتح باب التفاؤل أمام احتمال نشوء انسجام سريع بين خط الهجوم والدفاع، بوجود أسماء تملك الخبرة والجرأة، حتى وإن كانت قد تقاطعت من قبل في مواجهات مثيرة للجدل.
يُذكر أن الهلال يسعى هذا الموسم إلى تعويض ما فاته في النسخة السابقة من كأس العالم للأندية، حيث خسر النهائي أمام ريال مدريد، ويسعى حاليًا إلى الذهاب بعيدًا في البطولة، وربما اقتناص اللقب إذا سارت النتائج كما يأمل الجهاز الفني والجماهير.
ويمتلك الهلال كوكبة من النجوم في مختلف المراكز، إلا أن الإصابات والإرهاق الموسمي دفعا إدارة الفريق إلى التحرك سريعًا لسد بعض الثغرات، ومن هنا جاءت فكرة التعاقد المؤقت مع مهاجم يمتلك حسًا تهديفيًا عاليًا وخبرة دولية مثل حمد الله.
ولا تزال أصداء هذا الظهور الأول تتردد في أوساط الصحافة الرياضية المحلية والخليجية، التي رأت في صورة حمد الله والبليهي مؤشرًا على نضج احترافي وإداري، واستعداد الهلال لخوض تحدياته بعقلية الانتصار لا الخلاف.
ويبقى أن نشير إلى أن حمد الله لم يدلِ بأي تصريحات صحفية منذ وصوله إلى أورلاندو، وهو ما يُفسر برغبته في التركيز الكامل على مهمته القصيرة، التي قد تعيد صياغة صورته أمام جماهير كانت حتى الأمس القريب تصنّفه خصمًا لا حليفًا.