خطوة مفاجئة تغير مستقبل التعليم .. تعليم جدة يُعلن استمرار التسجيل في ثانوية الموهوبين التقنية

أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة عن استمرار التسجيل في "ثانوية الموهوبين التقنية" للعام الدراسي 1447هـ، وهي مدرسة نوعية تفتح آفاقًا جديدة أمام طلاب وطالبات الصف الثالث متوسط، استعدادًا للمرحلة الثانوية، في إطار شراكة استراتيجية بين وزارة التعليم السعودية وأكاديمية طويق المتخصصة في التعليم التقني.
وتعد هذه المدرسة واحدة من أبرز المبادرات التعليمية المستحدثة التي تهدف إلى إعداد جيل وطني متمكن في مجالات التقنية والابتكار، حيث تمثل نموذجًا حديثًا يجمع بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي المكثف في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وعلوم الحاسب، والميكاترونيكس، وغيرها من التخصصات التي تمثل جوهر اقتصاد المستقبل.
إقرأ ايضاً:زيادة المخزونات الأمريكية تهبط بأسعار النفط مجددًاالقيمة السوقية لـ"تاسي" تقترب من 9.2 تريليون ريال.. وأسهم 120 شركة تهبط
وأكدت إدارة تعليم جدة أن المدرسة تستهدف نخبة من الطلبة الموهوبين ممن لديهم شغف بمجالات التقنية والبرمجة والتحليل الرقمي، موضحة أن آلية القبول تشمل عدة معايير دقيقة لاختيار الطلبة الأكثر تميزًا من الناحية الأكاديمية والفكرية، مع مراعاة الميول التقنية والرغبة الجادة في التعلّم والابتكار.
وتُقدَّم البرامج التعليمية داخل "ثانوية الموهوبين التقنية" ضمن إطار أكاديمي متكامل، يجمع بين المنهج الدراسي العام الذي يخضع له جميع طلاب المرحلة الثانوية، والمقررات التقنية المتقدمة التي تصممها وتنفذها نخبة من الخبراء المتخصصين بالتعاون مع أكاديمية طويق.
ويشمل المسار التعليمي للمدرسة مجموعة من المساقات التخصصية في علوم الحاسب، وهندسة البرمجيات، وتعلم الآلة، والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الأمن السيبراني وأساسيات الشبكات، كما تتضمن الخطة الدراسية مكونات عملية وورش تدريبية تمنح الطالب بيئة تعليمية تطبيقية أقرب إلى طبيعة سوق العمل.
وتولي المدرسة اهتمامًا خاصًا ببناء شخصية الطالب القيادية، من خلال إدراج برامج مهارية وتدريبية تهدف إلى تعزيز مهارات التفكير النقدي، والعمل الجماعي، واتخاذ القرار، وحل المشكلات، وهي عناصر أساسية في منظومة التعليم الحديثة التي ترتكز على الكفاءة والتكامل المعرفي.
ويحظى طلاب المدرسة بفرصة المشاركة في منافسات دولية وإقليمية في مجالات الابتكار والتقنية، كما تُقدَّم لهم برامج صيفية متخصصة في مراكز ومؤسسات وطنية وعالمية، لتوسيع آفاقهم وربطهم بتجارب مهنية واقعية، مما يثري تجربتهم التعليمية ويمنحهم ميزة تنافسية منذ وقت مبكر.
وتُعد هذه المدرسة جزءًا من توجه وطني أوسع يهدف إلى تحويل التعليم في المملكة إلى تعليم قائم على المهارات والمواهب، وفق رؤية السعودية 2030، التي تضع الاستثمار في الإنسان في مقدمة أولوياتها، خاصة في القطاعات المرتبطة بالاقتصاد الرقمي والصناعات التقنية.
وبحسب ما أوضحته إدارة التعليم، فإن التقديم لا يزال مفتوحًا عبر المنصة المخصصة لذلك، ويشمل طلاب وطالبات الصف الثالث متوسط ممن تنطبق عليهم معايير القبول، ويتم ذلك من خلال تقييم شامل يتضمن بيانات أكاديمية، ومقابلات شخصية، واختبارات في مهارات التفكير والتحليل المنطقي.
وتسعى المدرسة من خلال شراكتها مع أكاديمية طويق إلى الاستفادة من التجارب المتقدمة في التعليم التقني، حيث تقدم الأكاديمية المحتوى التدريبي والكوادر المؤهلة، وتوفر بنية رقمية متكاملة تدعم عملية التعلّم، بما في ذلك بيئات المحاكاة والتدريب العملي.
كما أن موقع المدرسة في جدة يمنحها ميزة استراتيجية، كونها تحتضن عددًا من مراكز التقنية والابتكار، إضافة إلى كونها مدينة رئيسية ذات بنية تحتية تعليمية متطورة، مما يسهل عملية الربط بين المدرسة والجهات الصناعية والرقمية التي قد تكون شركاء محتملين في التدريب والتمكين.
وأكد عدد من أولياء الأمور والمهتمين بالتعليم أن هذه المبادرة تمثل تحولًا نوعيًا في المسار الثانوي بالمملكة، حيث ينتقل التعليم من صورته التقليدية إلى نموذج تطبيقي يعزز الابتكار ويرتبط مباشرة بالاحتياجات المستقبلية لسوق العمل.
ويتوقع أن تسهم "ثانوية الموهوبين التقنية" في سد فجوة المهارات الرقمية التي لطالما شكلت تحديًا في مخرجات التعليم العام، من خلال رفد القطاعات التقنية بخريجين مؤهلين يمتلكون مهارات متقدمة تمكنهم من المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من البرامج الوطنية التي أطلقتها وزارة التعليم في السنوات الأخيرة، مثل مدارس تعليم البرمجة، والمراكز المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس إدراك الجهات المعنية لضرورة التحديث الجذري في منهجيات التعليم.
ويُنتظر أن تشهد المدرسة إقبالًا متزايدًا من الطلبة الموهوبين في الفترة المقبلة، خاصة مع وضوح أهدافها، وتمايز برامجها، والدعم الذي تحظى به من الشركاء التقنيين، مما يجعلها خيارًا تعليميًا استثنائيًا لمن يسعون إلى مستقبل مختلف.
وتجسد هذه المدرسة مثالًا عمليًا على التكامل بين القطاعين العام والخاص في صناعة تعليم المستقبل، حيث تقوم وزارة التعليم بتوفير الإطار التنظيمي والإشراف الأكاديمي، بينما تضيف أكاديمية طويق القيمة التقنية والخبرة الميدانية في التدريب والتأهيل.
ويمثل استمرار التسجيل فرصة ثمينة للطلبة المتميزين، لا سيما من يمتلكون شغفًا واضحًا بالتقنية وحلول المستقبل، حيث ستوفر لهم المدرسة البيئة المثالية للانطلاق نحو تخصصات يُبنى عليها اقتصاد الغد.