إنجاز علمي "تاريخي" للسعودية.. فوز "ساحق" لـ "أبطال الرياضيات" في هذا المحفل الدولي

6 طلاب من السعودية يحصدون ميداليات عالمية
كتب بواسطة: مروى علوي | نشر في  twitter

حقّق ستة من طلاب المملكة العربية السعودية إنجازًا علميًا لافتًا بفوزهم بست ميداليات عالمية في منافسات أولمبياد البلقان للرياضيات للناشئين 2025، في نسخته التاسعة والعشرين، والتي أُقيمت هذا العام في جمهورية مقدونيا الشمالية بمشاركة 135 طالبًا وطالبة يمثلون 23 دولة من مختلف أنحاء العالم.

وجاءت هذه المشاركة لتؤكد من جديد قدرة الطلبة السعوديين على التميز في المحافل الدولية، حيث توزعت الميداليات التي حققها الفريق السعودي بين ميداليتين ذهبيتين، وميداليتين فضيتين، وميداليتين برونزيتين، لتُضاف إلى سجل المملكة المتنامي في مثل هذه المنافسات العلمية رفيعة المستوى.


إقرأ ايضاً:"التجارة" ترصد التجاوزات وتفرض النظام ..67 مخالفة في "القصيم" تضع أصحاب المنشآت تحت طائلة العقوباتاستطلاع" تطرح 21 مشروعًا تنمويًا واقتصاديًا بمشاركة 14 جهة حكومية

وضم الفريق المشارك في البطولة نخبة من الطلبة الذين تم اختيارهم بعناية، من خلال اختبارات دقيقة نظمت ضمن البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، حيث تأهل بعد مراحل طويلة من التصفية الطالب عبدالله طارق العامر من إدارة تعليم الشرقية، والطالب عبدالإله محمد السقاف من تعليم جدة، وحصلا كلاهما على الميدالية الذهبية عن جدارة.

كما تألق الطالب ياسر محمد حبيب الله من تعليم الهيئة الملكية بينبع، وزميله محمد علي شيبان من تعليم الهيئة الملكية بالجبيل، بحصولهما على ميداليتين فضيتين، بعد أن قدّما حلولًا متميزة لمسائل رياضية متقدمة، نافسا بها أبرز العقول الشابة على المستوى الإقليمي والدولي.

واستطاع الطالبان عبدالرحمن شوقي منصور، وبلال نافع الحجيلي من إدارة تعليم المدينة المنورة أن يحصدا الميداليتين البرونزيتين، ليكتمل بذلك حضور المملكة المشرّف في هذه الدورة الدولية، التي تشهد تنافسًا عاليًا سنويًا بين الدول ذات الباع الطويل في الرياضيات.

ويعود هذا الإنجاز إلى جهود تدريبية مكثفة شارك فيها الطلاب على مدى سنوات، تحت إشراف مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، بالتعاون مع وزارة التعليم، وذلك ضمن رؤية واضحة تهدف إلى اكتشاف ورعاية المواهب الوطنية وتأهيلها للمشاركة في المسابقات العالمية.

وقد خضع الطلاب لمراحل متقدمة من التدريب والتأهيل، عبر معسكرات علمية متخصصة، نفذها نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في مجال الرياضيات، حيث شملت تدريباتهم نماذج معقدة لمسائل أولمبية، بالإضافة إلى محاكاة للظروف الفعلية للبطولة، مما ساعدهم على رفع جاهزيتهم الذهنية والمهارية.

وتُعد مشاركة المملكة هذا العام هي الرابعة عشرة في تاريخ مشاركاتها في أولمبياد البلقان للناشئين، وهي المسابقة التي تُصنّف ضمن أبرز المنافسات الدولية في مجال الرياضيات على مستوى طلاب المرحلة المتوسطة، ما يجعل الحفاظ على التميز فيها تحديًا كبيرًا.

وبفوزهم هذا العام، ارتفع الرصيد الإجمالي لميداليات المملكة في تاريخ مشاركاتها بهذه المسابقة إلى 64 ميدالية متنوعة، موزعة على 11 ميدالية ذهبية، و24 ميدالية فضية، و29 ميدالية برونزية، ما يُظهر التطور اللافت في نوعية النتائج، مقارنة بالمشاركة السابقة التي سجلت ميدالية فضية وأربع برونزيات فقط.

ويمثل هذا التقدم تأكيدًا على فعالية البرامج الوطنية المعنية برعاية الموهبة، التي تقوم على مبادئ التخطيط المبكر، والاختيار النوعي، وتوفير البيئة الملائمة للتدريب، وهو ما جعل المملكة تنافس بقوة في مسابقات دولية عُرفت سابقًا بتفوق دول أوروبية وآسيوية فيها.

وتعد أولمبياد البلقان منصة علمية مرموقة تجمع بين أبرز الطلبة الموهوبين في الرياضيات من الدول المشاركة، وتُعقد وفق ضوابط صارمة ومعايير عالية من التقييم، ما يمنح الفوز فيها وزنًا أكاديميًا كبيرًا، ويجعل نتائجه موضع اهتمام من الجهات التعليمية في الدول المشاركة.

وحظي إنجاز الفريق السعودي بإشادة واسعة من المسؤولين والمهتمين بالشأن التعليمي، حيث عبّرت مؤسسة "موهبة" عن اعتزازها بما تحقق، معتبرة أن هذا الفوز ثمرة لشراكة وطنية استراتيجية مع وزارة التعليم، هدفها الرئيسي صناعة جيل متميز علميًا يمكنه أن يحمل راية المملكة في ميادين الابتكار والمعرفة.

ويُنتظر أن يتم تكريم الطلبة الفائزين فور عودتهم، في إطار دعمهم المعنوي وتعزيز حضورهم المستقبلي في المنافسات المقبلة، كما تُخطط الجهات المعنية لتوسيع قاعدة المشاركة في البرامج الأولمبية مستقبلاً، من خلال زيادة عدد المتقدمين للبرامج التمهيدية وتنويع مجالات التدريب.

وينعكس مثل هذا الإنجاز على صورة المملكة في التقارير الدولية المهتمة بقياس أداء النظم التعليمية، ويعزز من مكانتها بين الدول التي تولي اهتمامًا فعليًا بالموهوبين، لاسيما وأنه يأتي في سياق استراتيجية وطنية واسعة تُعنى بتعزيز الابتكار ودعم اقتصاد المعرفة.

ويرى تربويون أن تكرار النجاحات في هذا النوع من المسابقات يفتح الأفق أمام الطلاب السعوديين للمنافسة على أعلى المستويات، ويجعل من الرياضيات والعلوم عمادًا حقيقيًا لتطور التعليم في المملكة، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.

ويشكل هذا التتويج في أولمبياد البلقان نقطة انطلاق جديدة للطلاب الموهوبين نحو منصات دولية أكبر، مثل أولمبياد الرياضيات الدولي، والتي باتت المملكة تنافس فيه بانتظام، ما يعكس التحول النوعي في مستوى طلابها وطموحاتهم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook