انفجار مرتقب في ميركاتو النصر.. 4 مراكز بحاجة لتدعيم عاجل

مع اقتراب الموسم الكروي الجديد وتحرك عقارب الساعة نحو لحظة البداية، تعيش إدارة نادي النصر حالة استنفار حقيقية في سبيل إعادة بناء الفريق بطريقة أكثر قوة وتوازناً، حيث تسعى جاهدة لاستغلال سوق الانتقالات الصيفية بأفضل شكل ممكن، مستهدفة صفقات نوعية تعيد للفريق هيبته وتنافسه على كافة البطولات المحلية والقارية.
في كواليس "العالمي" يدرك الجميع حجم التحدي المقبل، خاصة في ظل التغييرات التي يلوح بها صيف 2025، وهو ما جعل الإدارة تضع على طاولتها قائمة أولويات واضحة، تتضمن أربعة مراكز أساسية تحتاج إلى تدعيم عاجل، وذلك بعد موسم اتسم بتذبذب المستوى ورحيل بعض الأسماء اللامعة التي كانت تشكل أعمدة الفريق.
إقرأ ايضاً:هل ينتقل ميسي إلى دوري روشن؟ .... تلميحات ميسي تشعل السوق!الهلال يصنع المجد.. ويُقصي مانشستر سيتي من كأس العالم للأندية في ليلة لا تُنسى
المهاجم الصريح يمثل رأس الحربة في خطة التدعيمات، إذ يلوح في الأفق رحيل الكولومبي جون دوران إلى فنربخشة التركي، بعد تجربة لم ترق إلى طموحات الجماهير، لتزداد الحاجة إلى مهاجم شاب يملك قدرات بدنية هائلة وسرعة عالية، يمكنه أن يعوض تقدم الأسطورة كريستيانو رونالدو في العمر، ويمنح الفريق تنوعاً في أساليبه الهجومية.
وجود مهاجم آخر قادر على التناوب مع رونالدو أو حتى اللعب أساسياً في بعض المباريات سيمنح الجهاز الفني مرونة أكبر في التخطيط التكتيكي، خاصة في البطولات القارية التي تتطلب جهداً بدنياً مضاعفاً، وهو ما يضع هذا المركز على رأس أولويات الإدارة الساعية لصنع فريق لا يعرف التراجع.
وفي الجناح الهجومي، يبدو أن إدارة النصر وضعت يدها على ملف حساس لا يقل أهمية عن الهجوم، خصوصاً بعد الأداء المتذبذب للسنغالي ساديو ماني، الذي انتقل إلى الفريق قادماً من بايرن ميونيخ لكنه لم ينجح في تثبيت أقدامه بالشكل الذي كانت الجماهير تنتظره، في ظل تقارير تؤكد اقتراب رحيله خلال الميركاتو الجاري.
النصر بحاجة ملحة إلى جناح عصري يجيد الاختراق وصناعة اللعب، ويملك القدرة على العودة الدفاعية، فضلاً عن إمكانية التسجيل وصناعة الفرص، لاعب شاب يستطيع اللعب في الطرفين الأيمن والأيسر ويتكيف بسرعة مع تحركات رونالدو أو من سيأتي لاحقاً لقيادة الهجوم، وهو ما ينسجم مع فلسفة النادي المستقبلية في بناء فريق متوازن فنياً وعمرياً.
أما في قلب الدفاع، فإن الإدارة تجد نفسها أمام تحدٍ صريح يتمثل في البحث عن بديل لإيمريك لابورت، المدافع الإسباني القادم من مانشستر سيتي، والذي رغم قيمته الكبيرة لم يقدم الأداء الثابت، وتزايدت الأخبار حول اهتمام أندية أوروبية كبيرة مثل يوفنتوس بضمه، ما يعجل برحيله هذا الصيف.
الثغرات الدفاعية التي ظهرت جلية في الموسم الماضي كلفت النصر الكثير، وأبعدته عن منصة التتويج في الدوري ودوري أبطال آسيا، لذا فإن البحث عن قلب دفاع صلب صاحب خبرة دولية وقدرة على توجيه وتنظيم الخط الخلفي بات ضرورة ملحة وليس خياراً يمكن تأجيله أو التنازل عنه.
وفي العمق الميداني، تتوجه الأنظار إلى مركز المحور الدفاعي، بعد أن شهد تراجعاً واضحاً في الأداء إثر انخفاض مستوى الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، أحد أبرز صفقات النادي في الموسم قبل الماضي، حيث بدا بطيئاً ذهنياً وبدنياً في مراحل حاسمة، وسط أنباء متزايدة عن إمكانية رحيله في السوق الحالي.
إدارة النصر تدرك تماماً أن امتلاك محور ارتكاز بمواصفات قيادية لا يقف عند افتكاك الكرة فقط، بل يشمل القدرة على قراءة اللعب، وإطلاق التمريرات الطويلة الدقيقة، وبناء الهجمة من الخلف بسلاسة، بالإضافة إلى حماية خط الدفاع وتغطية المساحات، وهو ما يعيد التوازن المفقود إلى وسط الميدان.
هذه المراكز الأربعة تمثل حجر الزاوية في مشروع إدارة النصر لإعادة الفريق إلى منصة الأبطال، خاصة في ظل طموح النادي للمنافسة القارية الجادة، وهو ما جعل الميركاتو الصيفي الجاري ساحة صراع محتدمة بين الأندية، حيث تتنافس على الأسماء الكبيرة في سوق اللاعبين.
ولم يكن التحرك الإداري بعيداً عن متابعة التفاصيل اليومية للصفقات المحتملة، بل إن مسؤولي النصر يعكفون على دراسة السير الذاتية للاعبين المستهدفين، وتحليل أرقامهم وأدائهم في الدوريات المختلفة، في محاولة لتقليل نسبة المخاطرة وضمان نجاح الصفقات الجديدة التي ستحدد مصير الفريق في الموسم المقبل.
ورغم الضغوط الكبيرة التي تمارسها الجماهير التي لا تقبل بأقل من الفوز بالبطولات، فإن إدارة النادي تحاول الموازنة بين تلبية طموحات المدرجات وتطبيق سياسات مالية رشيدة، لتفادي أي أزمات مالية قد تؤثر على استقرار الفريق في المدى المتوسط والبعيد، وهي مهمة شاقة تتطلب الكثير من الحنكة.
كما يسود تفاؤل مشوب بالحذر داخل أروقة النادي، حيث يراهن المسؤولون على استثمار وجود أسماء كبيرة مثل كريستيانو رونالدو ليس فقط في أرض الملعب، بل في استقطاب لاعبين جدد يرون في اللعب إلى جانبه فرصة ذهبية للظهور والتألق، وهو ما قد يمنح النصر أفضلية نسبية في سوق الانتقالات.
وتبقى مسألة بناء فريق متوازن مهمة معقدة لا تقف عند حدود التعاقدات وحدها، بل تمتد إلى ضرورة الانسجام الفني والذهني بين اللاعبين، وتوفر مدرب قادر على توظيف القدرات بأفضل شكل ممكن، وهي مهمة ستتضح معالمها أكثر مع تقدم المفاوضات في الميركاتو ووضوح صورة التشكيلة الأساسية.
أما الجماهير النصراوية، فهي تتابع بترقب وقلق كل خبر عن صفقات الصيف، وهي تدرك أن الموسم المقبل قد يكون مفصلياً في رسم صورة النادي، حيث إن الفشل في تدعيم هذه المراكز قد يكلفه غالياً في سباق المنافسة، في حين أن النجاح سيضع الفريق على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها البطولات والانتصارات.