بعد أداء الفريضة: المسجد النبوي يفتح أبوابه بخدمات نوعية لضيوف الرحمن

في مشهد يُجسد أسمى معاني العناية والاهتمام بضيوف الرحمن، أكملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي استعداداتها لاستقبال وفود الحجاج الكرام بمنظومة متكاملة من الخدمات المتطورة، وذلك بعد أن منَّ الله عليهم بأداء فريضة الحج في مكة المكرمة بيسر وسهولة، هذه الاستعدادات المكثفة تُشير إلى مرحلة جديدة تهدف إلى إثراء التجربة الإيمانية والمعرفية للحجاج، منذ لحظة وصولهم إلى رحاب المسجد النبوي الشريف وحتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين، حاملين معهم أجمل الذكريات الروحانية.
وقد كثّفت الهيئة عنايتها بمختلف الجوانب التشغيلية والميدانية في المسجد النبوي الشريف، وذلك لضمان أعلى مستويات الراحة والطمأنينة لزواره، وشملت هذه العناية الفائقة خدمات فرش السجاد النظيف والمُعقم في جميع أرجاء المسجد، وسُقيا الماء المبارك من زمزم الذي يُقدم للحجاج في أوعية مُبردة ومُعقمة، بالإضافة إلى خدمات التطييب والتعطير المستمرة للمسجد بعبق البخور والعود، مما يُضفي أجواءً من السكينة والخشوع، كما امتدت الخدمات لتشمل تسهيل حركة التنقّل داخل ساحات المسجد النبوي الواسعة عبر توفير عربات الجولف التي يستفيد منها أكثر من 10,000 شخص يوميًا، خاصة كبار السن وذوي الإعاقة، مما يُسهم في راحتهم ويُقلل من عناء التنقل.
إقرأ ايضاً:رينارد يُعلن قائمة المنتخب السعودي المشاركة في الكأس الذهبية 2025 وسط غياب نجوم الهلال"سعود عبد الحميد يحدد مستقبله الكروي.. وخطوة الهلال تنتظر الحسم!"
ولم يقتصر دور الهيئة على الخدمات الأساسية، بل شملت أيضاً تسهيل حركة الحشود وتنظيمها داخل المسجد وفي ساحاته، وذلك لضمان انسيابية دخول وخروج المصلين والزوار، وتنظيم زيارة الروضة الشريفة بطريقة تُقلل من الازدحام وتُوفر فرصة للجميع لأداء الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، كما تُولي الهيئة اهتماماً خاصاً لضمان جاهزية أنظمة التكييف والإضاءة والصوت على مدار الساعة، بما يهيّئ بيئة تعبديّة مريحة وهادئة لضيوف الرحمن، تُمكنهم من أداء عباداتهم بخشوع واطمئنان، بعيداً عن أي عوامل مُشتتة.
وتحرص الهيئة على تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، عبر حزمة شاملة من الخدمات المتطورة والمُقدمة في مراكز الخدمة الشاملة المنتشرة في المسجد وساحاته، والتي تُقدم الدعم والإرشاد للحجاج، بالإضافة إلى مراكز ضيافة الأطفال التي تُوفر بيئة آمنة ومرحة لأطفال الحجاج، مما يُمكن ذويهم من أداء عباداتهم براحة بال، كما تُقدم خدمات مُخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، تشمل توفير الكراسي المتحركة والمسارات الميسرة، بما يسهم في تسهيل زيارتهم للمسجد النبوي، فضلاً عن تكثيف الجوانب التوعوية والإرشادية من خلال الشاشات الرقمية المنتشرة في كل مكان، وقنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالهيئة، والتي تُقدم معلومات مفيدة وإرشادات ضرورية للحجاج بلغات متعددة.
وتُعزز الهيئة جهودها المستمرة بالتنسيق والتكامل الفعال مع مختلف القطاعات العاملة في المسجد النبوي، سواء كانت أمنية، صحية، أو خدمية، هذا التعاون المُحكم يُضمن تقديم أرقى الخدمات للزائرين والمصلين، ويُسهم في تحقيق تجربة روحانية لا تُنسى، وعناية فائقة بضيوف الرحمن، مما يُرسخ مكانة المسجد النبوي كوجهة إيمانية ومعرفية تُقدم أقصى درجات الراحة والسكينة لزوارها، وهذا التنسيق يُعد مثالاً يحتذى به في العمل الجماعي لخدمة الإسلام والمسلمين.
إن المسجد النبوي الشريف، بصفته ثاني الحرمين الشريفين، يُعد وجهة أساسية للحجاج والمعتمرين على حد سواء، وتُولي المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً بتقديم أفضل الخدمات لزواره، من خلال تطوير البنية التحتية، وتوفير أحدث التقنيات، وتدريب الكوادر البشرية على أعلى المستويات، كل ذلك بهدف ضمان تجربة روحانية مُيسرة، وتأكيداً على دور المملكة الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين حول العالم، فكل جهد يُبذل في المسجد النبوي يُعتبر جزءاً من هذا الالتزام المقدس، ويُسهم في تعزيز مكانة المملكة كقبلة للمسلمين، ورائدة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.