هل تشتعل الحرب وما هي سيناريوهات المواجهة بين ايران والولايات المتحدة ؟

توتر في الشرق الاوسط
كتب بواسطة: فواز حمدي | نشر في  twitter
آخر تحديث

في خضم التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، تصاعد الحديث عن احتمال شن ضربة عسكرية ضد إيران، وذلك بعدما أعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 يونيو 2025 أن طهران انتهكت التزاماتها النووية، مما أدى إلى تصاعد التحذيرات ورفع حالة التأهب في عدد من الدول العربية والغربية.

وفقًا لتقارير اعلامية، فإن إسرائيل باتت "جاهزة تمامًا" لتنفيذ عملية تستهدف منشآت إيران النووية، وقد وصلت استعداداتها إلى مراحل متقدمة، بما في ذلك نقل ذخائر جوية وإجراء تدريبات عسكرية، وما يزيد القلق أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعترفون بوجود "احتمال متزايد" لخيار عسكري إسرائيلي.


إقرأ ايضاً:إغلاق جزئي للمجالات الجوية وتفاصيل هامة .. مطار الدمام يحذررسميًا .. قرار جديد من الاتحاد الآسيوي يشعل المواجهة بين السعودية وقطر!

رغم ذلك، تشهد الإدارة الأمريكية انقسامات داخلية؛ فمن جهة، أمر ترامب بإجلاء عائلات العسكريين والدبلوماسيين من المنطقة تحسبًا لأي تصعيد، ومن جهة أخرى، يحث على دفع الحل الدبلوماسي مع إعلان عزمه منع إيران من امتلاك السلاح النووي، حتى لو تعذّر الاتفاق النووي الحالي.

إيران ردت بقوة محذرة من أنها ستوجه ضربة "قاسية وقاصمة" ضد إسرائيل، بل إن وزير دفاعها أعلن استعداد طهران لاستهداف القواعد الأمريكية في حال وقوع هجوم عليها، وأن قرارها يمكن أن يشمل الفضاء الأمريكي ضمن شبكتها من الردع.

المحللون يرون أن السيناريوهات المطروحة تتراوح بين ضربة دقيقة تستهدف فقط المنشآت النووية، وقد تشمل مواقع سرية كما ورد في تقارير حول منشأة مشفرة باسم "رينبو"، وبين تصعيد أكبر يعمق المواجهة ويشمل شبكة الصواريخ الباليستية الإيرانية التي يتجاوز مداها 2000 كم.

في إحدى السيناريوهات المتقدمة، قد تعتمد إسرائيل أو الولايات المتحدة على ضربات تمهيدية ضد قواعد دفاع جوي إيرانية، كما حصل في أكتوبر وأبريل 2024 عندما حاولت اسرائيل استهداف أنظمة دفاع وصواريخ إيرانية في إيران من خارج المجال الجوي الايراني، بهدف تمهيد الطريق لهجوم جوي محدود ضد المنشآت النووية، وتقليل فرصة الردع الإيراني.

لكن ثمة خطر حقيقي بأن تُسقط إيران ردًا استراتيجيًا يشمل قواعد أمريكية أو حليفة او ضرب اسرائيل بمئات الصواريخ، واستخدام شبكتها من الميليشيات مثل حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن، وحركات مسلحة آخرى في العراق لتوسيع رقعة الرد وتوجيه ضربات مضادة ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وعلى اسرائيل.

الدبلوماسية لا تزال تواصل محاولاتها، فقد عقدت الجولة السادسة من محادثات عمان بين الولايات المتحدة وإيران، بحضور إسرائيلي غير مباشر، حيث قدمت طهران مقترحًا بتخفيض مرحلة تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 % مقابل رفع العقوبات، لكن التوترات تعرقل إحراز تقدم ملموس.

بالملخص، فإن احتمالات الضربة تتراوح بين:

  1. ضربة دقيقة إسرائيلية، تستهدف المنشآت النووية فقط، مع خطورة وقوع أضرار جانبية ومن الصعب ان يكتب لهكذا ضربة اسرائيلية النجاح بسبب تباعد مواقع البرنامج النووي الايراني ووجوده في اعماق كبيرة تحت الارض وخطر الدفاعات الجوية وغيرها.

  2. ضربة موسّعة تتجاوز النووي، تشمل الدفاع الجوي والبنية التحتية الصاروخية تقوم بها الولايات المتحدة واسرائيل معاً وربما بمشاركة دول آخرى مثل المملكة المتحدة.

  3. تفاهمات تفضي إلى اتفاق مؤقت، يؤجل الهجوم ويقلّص حجم التخصيب مقابل دعم مالي.

ويشير محللون الى أن المواجهة الآن تدخل في مضمار عزف على وترين، لكنها ما تزال بعيدة عن الوقوع ولا تعدو عن كونها تهديدات عسكرية وضغوط على ايران لانجاح المفاوضات تحت الضغط والتهديد العسكري من جهة، ودفع قنوات الحوار من جهة أخرى، لكن التصعيد قد يكون سريعًا إذا خرجت الأوضاع عن السيطرة.

ويتوقف مستقبل الحدث على قرارين حاسمين: قدرة إسرائيل على التنفيذ، واستجابة إيران للتهديدات العسكرية، مع وجود الولايات المتحدة كعامل اساسي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook