تحذير إيراني بنبرة الردع: د. تركي القبلان يفسّر تهديد طهران في توقيت حرج

حذر رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث الدكتور تركي القبلان، من أن المشهد الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط بات على مشارف لحظة "ما قبل الانفجار"، مشيرًا إلى أن التهديدات الإيرانية الأخيرة بضرب القواعد الأميركية لا تُفهم ضمن إطار المقايضة النووية، بل تدخل في صلب استراتيجية الردع الاستباقي، في توقيت بالغ الحساسية.
وأوضح القبلان، أن رسالة طهران إلى واشنطن لا تقول ببساطة "إما أن تسمحوا لي بالتخصيب أو أهاجم"، بل تفيد بأن "أي هجوم على منشآتي النووية سيُقابل برد مباشر على قواعدكم العسكرية".
إقرأ ايضاً:ما هو مصير سهم طيران ناس بعد الغاء الرحلات واغلاق الاجواء في المنطقةتحذير عاجل من مطارات السعودية: تحقق من رحلتك الآن قبل أن تتوجه للمطار!
وفي سياق موازٍ، عبّر القبلان عن قلقه من أن الردع ذاته يمر بمرحلة تآكل خطيرة، دخلت معها المنطقة في وضع استراتيجي يمكن وصفه بـ"هشاشة الردع"، حيث لم يعد التوازن القائم بين الأطراف المتصارعة مستقرًا أو موثوقًا كما كان سابقًا، ما يرفع من احتمالية الانزلاق نحو صراع مباشر.
وأشار إلى أن الردع حين يصبح غير كافٍ أو قابل للكسر أو مشكوكًا في فعاليته، فإن قدرة أحد الأطراف على منع خصمه من اتخاذ خطوات تصعيدية تتضاءل بشكل خطير، الأمر الذي يهدد بانفجار مفاجئ نتيجة حسابات خاطئة أو سوء تقدير من أي طرف.
وتابع القبلان في تحليله للموقف الإيراني، أن طهران، نتيجة تجربتها الطويلة مع المفاوضات الدولية منذ اتفاق 2015، أصبحت أكثر قدرة على مقاومة الضغوط والعقوبات، ولم تعد تهاب التهديدات الخطابية، بل واصلت رفع نسب تخصيب اليورانيوم حتى باتت على مقربة من العتبة النووية، بحسب تقارير متعددة.
وأوضح أن انسحاب إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، ساهم في تآكل أدوات الردع الأميركية، وجعل طهران أكثر جرأة في سياساتها النووية.
وفي المقابل، رصد القبلان تحركات إسرائيل ضمن ما أسماه "الفراغ الاستراتيجي"، حيث ترى تل أبيب أن واشنطن غير مستعدة لتنفيذ عمل عسكري مباشر، وتسعى لإعادة بناء معادلة الردع عبر تحركات نوعية، لكنها تدرك أن أي خطأ في الحسابات قد يفتح الباب لمواجهة كبرى.
وأكد القبلان أن السياسة الخارجية الأميركية باتت تخضع بشكل أكبر لاعتبارات سياسية، ولم يعد استراتيجياً، وهذا ما يضعف مصداقية الردع .
وختم القبلان تحليله بالقول إن غياب قنوات التنفيس الدبلوماسي، في ظل محدودية تأثير الوسطاء الإقليميين والدوليين، يعمّق من حالة التوتر ويزيد من احتمالات الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، خاصة وأن كل طرف يظن أن الآخر لن يجرؤ على التصعيد.