عطلة تتحول إلى كابوس مروري بفعل خرائط غوغل

 خرائط غوغل
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في بداية أحد أكثر الأيام ازدحامًا على الطرق الألمانية بسبب عطلة عيد الصعود، وقعت حالة من الفوضى المرورية غير المسبوقة نتيجة خلل تقني في خدمة "خرائط غوغل"، التطبيق الشهير، الذي يعتمده الملايين من السائقين حول العالم لتحديد الاتجاهات وتجنب الاختناقات، أبلغ مستخدميه في عدد من المناطق الألمانية بشكل خاطئ أن أجزاء واسعة من شبكة الطرق السريعة مغلقة تمامًا، ما أدى إلى اضطراب كبير في حركة المرور وتعطيل خطط السفر للعديد من العائلات والمسافرين.

المشكلة بدأت في ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس، مع تزايد حركة المركبات في مدن رئيسية مثل برلين وفرانكفورت وهامبورغ، وبينما كان الألمان يستعدون لقضاء عطلتهم التي تمتد لأربعة أيام، فوجئ مستخدمو تطبيق "خرائط غوغل" برسائل وتحذيرات تظهر على خرائطهم، تفيد بوجود إغلاقات شاملة على عدد كبير من الطرق السريعة، ما دفعهم إلى البحث عن طرق بديلة على نحو عشوائي.


إقرأ ايضاً:أبل تحت الضغط: هل ستنتقل مصانع الآيفون إلى الولايات المتحدة؟"الحج والعمرة" تُصدر تنبيهات عاجلة لسلامة الحجاج يوم عرفة

النتيجة كانت كارثية، التحويل الجماعي للمسارات نحو الطرق الثانوية الأقل تجهيزًا أدى إلى ازدحام شديد واختناقات مرورية امتدت لساعات طويلة، فيما انهالت الاتصالات على الشرطة والسلطات المعنية بحركة المرور للاستفسار عمّا إذا كانت البلاد قد فرضت إغلاقات فجائية أو ما إذا كان هناك طوارئ أمنية أو مناخية تسببت في هذا الشلل، لكن الواقع أن الأمر كله كان ناجمًا عن خلل في النظام المعلوماتي للتطبيق.

تفاقم الموقف بشكل أكبر مع انتشار الأزمة خارج الحدود الألمانية، فوفقًا لتقارير صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، فإن الخلل امتد إلى مناطق في بلجيكا وهولندا، ما أثار مزيدًا من التساؤلات حول دقة وموثوقية البيانات التي تعتمد عليها خدمات الخرائط الرقمية، خصوصًا في الفترات الحساسة التي تشهد ذروة في التنقلات.

مثيرٌ للدهشة أن مستخدمي تطبيقات ملاحة بديلة مثل "Apple Maps" و"Waze" لم يواجهوا أي مشاكل تذكر، بل على العكس، كانت البيانات التي تلقوها تشير إلى أن حركة المرور على الطرق المزعوم إغلاقها كانت تسير بصورة طبيعية نسبيًا، ما عزز من الشكوك حول مصدر الخطأ في "خرائط غوغل"، وأعاد النقاش القديم حول الاعتماد الكامل على التكنولوجيا في تحديد المسارات واتخاذ القرارات اللحظية أثناء القيادة.

شركة غوغل لم تتأخر كثيرًا في إصدار توضيح رسمي عبر متحدث باسمها في ألمانيا، مؤكدًا أن فرق الدعم الفني تعمل على مراجعة البيانات وتحليل مصادر المعلومات للوقوف على سبب الخطأ، وأشار المتحدث إلى أن المعلومات التي تستخدمها "خرائط غوغل" تأتي من ثلاثة مصادر: مزودو الخدمات من الطرف الثالث، والمصادر الحكومية والرسمية، بالإضافة إلى مدخلات المستخدمين الأفراد، وأنه رغم التحديث المستمر للخرائط، فإن سرعة ودقة هذه التحديثات قد تختلف باختلاف الظروف.

بدأت الشركة فور تلقي الشكاوى تعمل على تصحيح البيانات الخاطئة وإزالة الإشعارات غير الدقيقة التي أُدرجت بشكل غير مبرر، إلا أنها امتنعت عن التعليق على الحالات الفردية، ما أبقى العديد من السائقين في حالة غموض وارتباك.

هذه الحادثة أثارت مجددًا تساؤلات جدية حول مدى اعتماد المستخدمين المفرط على التطبيقات الرقمية دون وجود خطة بديلة، خاصة في أوقات الذروة، كما أنها فتحت الباب أمام مناقشة أوسع حول مسؤولية الشركات التقنية الكبرى في ضمان دقة البيانات التي تقدمها لمستخدميها، لا سيما عندما تكون تلك البيانات متعلقة بسلامة الطرق وحركة المرور العامة.

وفي حين نجحت غوغل في احتواء الأزمة جزئيًا بعد ساعات من بدايتها، إلا أن الضرر المعنوي قد وقع بالفعل، وأصبح واضحًا أن مجرد خلل بسيط في نظام بيانات مركزي قادر على التأثير في آلاف الأشخاص، وتغيير مسار يوم كامل من التنقلات، بل وقد يؤدي إلى حوادث أو أزمات أكثر خطورة في المستقبل إذا لم تُراجع هذه الأنظمة بشكل دوري وفعّال.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook