"الحج والعمرة" تُصدر تنبيهات عاجلة لسلامة الحجاج يوم عرفة

مع قرب يوم عرفة وارتفاع درجات الحرارة المتوقعة هذا العام في المشاعر المقدسة، أصدرت وزارة الحج والعمرة السعودية حزمة من التعليمات والتنبيهات العاجلة لحجاج بيت الله الحرام، حرصًا على سلامتهم وسهولة أداء مناسكهم.
وشددت الوزارة في بيان صدر صباح اليوم على ضرورة التزام الحجاج بالبقاء في المخيمات في يوم عرفة، بدءًا من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، وعدم التوجه إلى جبل الرحمة أو مسجد نمرة خلال هذا التوقيت، وذلك لتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة التي قد تؤثر سلبًا على صحتهم.
إقرأ ايضاً:الذكاء الاصطناعي يجمع الغريمين: جوجل وأبل في تعاون مفاجئ فماذا ستكون النتيجة؟خطة النصر لإرضاء رونالدو: "جوكر" ليفربول على رأس القائمة
وتأتي هذه التعليمات ضمن استعدادات المملكة الشاملة لموسم حج عام 1446هـ، والتي تهدف إلى تسخير كافة الإمكانات لحماية ضيوف الرحمن وتيسير مناسكهم بأعلى درجات الأمان والراحة.
وأكدت الوزارة أن هذه الإجراءات تأتي بناءً على توصيات الجهات المختصة في الصحة والسلامة العامة، التي حذّرت من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة قد يشهده يوم عرفة، مما يستوجب اتخاذ تدابير احترازية صارمة، خاصة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
كما نبهت الوزارة إلى ضرورة تجنب الازدحام في المواقع المكشوفة، مشيرة إلى أن الخيام المجهزة في عرفات مزودة بأنظمة تبريد حديثة وفرق إسعافية وطبية على مدار الساعة، ما يجعل التزام الحجاج بالبقاء داخلها خطوة بالغة الأهمية لضمان سلامتهم.
وقد باشرت الجهات المختصة منذ أسابيع بعمليات التفويج والتنظيم داخل المشاعر، حيث وضعت خططًا دقيقة تُنفذ بالتنسيق مع مختلف القطاعات المعنية لتسهيل انتقال الحجاج بين المواقع وتجنب التكدس.
ومن بين التعليمات البارزة التي أُعلن عنها اليوم، شددت الوزارة على ضرورة الالتزام بجداول التفويج المحددة من قبل السلطات الرسمية، وعدم مخالفتها بأي شكل من الأشكال خلال التنقل بين منى وعرفات ومزدلفة.
وحذّرت من أن الخروج عن هذه الجداول قد يسبب ارتباكًا في حركة الحشود، ويعرّض الحاج ومرافقيه للخطر، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة، كما شددت الوزارة على أهمية استخدام وسائل النقل المعتمدة فقط، وعدم التنقل مشيًا على الأقدام بين المشاعر، لتقليل الجهد البدني المبذول والحد من التعرض للإجهاد الحراري.
وأوضحت أن نظام النقل الترددي سيعمل بكفاءة عالية لنقل الحجاج في الوقت المحدد دون تأخير، مشيرة إلى أن أي محاولة للانتقال الفردي خارج النمط المقرر قد تتسبب في تعطل المنظومة وتؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
وفي سياق متصل، دعت الوزارة جميع الحجاج إلى ضرورة الحفاظ على بطاقة "نسك" الإلكترونية، التي تمثل وثيقة تعريف رقمية معتمدة تحتوي على بيانات الحاج وموقع سكنه وجهة خدمته، ما يُسهل عمليات الدعم والإغاثة عند الحاجة.
وأشارت الوزارة إلى أن البطاقة تعتبر جزءًا أساسيًا من منظومة التنظيم الذكي التي اعتمدتها الجهات المختصة هذا العام لتتبع وتقديم الخدمات الفورية للحجاج في حال فقدان الاتجاه أو الاحتياج إلى رعاية صحية عاجلة.
وناشدت الحجاج بعدم إهمال حمل البطاقة وإبرازها عند الطلب، مؤكدة أن فقدانها قد يُعيق تقديم الخدمات الطارئة، ويؤدي إلى تأخير التعامل مع الحالات الحرجة لا قدر الله، كما تم تفعيل آليات ذكية لتحديد موقع الحاج في حال فقد الاتصال، اعتمادًا على البطاقة والأنظمة الإلكترونية المتصلة بها.
ومن جهة أخرى، وجّهت وزارة الحج والعمرة تنبيهًا إلى ممثلي شركات الخدمة ومزوديها، بضرورة التوعية المستمرة لحجاجهم بهذه التعليمات والحرص على تذكيرهم بها في كل مرحلة من مراحل التنقل والإقامة داخل المشاعر.
وأكدت الوزارة في بيانها على أن مسؤولية متابعة التزام الحجاج تقع أيضًا على عاتق الجهات المنظمة والمرافقة لهم، مشددة على أن أي تقصير في توجيه الحجاج أو إخلال في تطبيق التعليمات سيُعد مخالفة تعرض الشركة للمساءلة النظامية.
وذكّرت الوزارة بأن موسم الحج يمثل تحديًا تنظيميًا ولوجستيًا ضخمًا، يتطلب تكاتف الجميع، لا سيما في ظل المتغيرات المناخية التي أصبحت من أبرز العوامل التي تُبنى عليها خطط التفويج والسلامة، وأكدت أن النجاح في تنظيم الحشود وضمان سلامتهم مرهون بتطبيق التعليمات بدقة والتفاعل معها بإيجابية.
وتأتي هذه التنبيهات في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها حكومة المملكة لتطوير خدمات الحج والارتقاء بها وفق رؤية المملكة 2030، التي تضع خدمة ضيوف الرحمن في مقدمة أولوياتها.
وتجسد هذه الخطوات حرص القيادة السعودية على تمكين المسلمين من أداء نسكهم في أجواء من الراحة والطمأنينة، عبر توظيف أحدث وسائل التقنية وتوفير بيئة تنظيمية متكاملة، تجمع بين المرونة والانضباط.
ومن المتوقع أن يشهد هذا العام حجًا أكثر انسيابية وتنظيمًا بفضل التنسيق المبكر بين الجهات المعنية، واستجابة الحجاج للتعليمات، ووعيهم المتزايد بأهمية الالتزام بالإرشادات الرسمية، خصوصًا في ظل ما تفرضه الطبيعة المناخية من تحديات تتطلب التعامل معها بحكمة واحترافية.