"الجوازات" تحذر من رهن جواز السفر أو تسليمه لجهات غير معتمدة
أعادت المديرية العامة للجوازات التأكيد على أهمية المحافظة على وثائق السفر، محذرة من التهاون في التعامل معها أو تسليمها لأشخاص غير مخولين، وذلك في إطار حرصها المستمر على تعزيز الوعي لدى المواطنين بأهمية حماية جواز السفر السعودي من أي استخدام غير مشروع، وأوضحت الجوازات، عبر منصة (إكس)، أن تسليم جواز السفر لغير ذوي الاختصاص أو رهنه يعد تصرفًا مخالفًا يعرض صاحبه للمساءلة القانونية، استنادًا إلى الأنظمة والتعليمات المعمول بها في المملكة، ويأتي هذا التحذير في ظل تنامي حالات سوء استخدام الوثائق الرسمية التي قد تؤدي إلى عواقب قانونية وأمنية تمس الأمن الشخصي للفرد، وأيضًا صورة المملكة أمام الجهات الدولية.
ويعكس هذا التنبيه من الجوازات اهتمام الجهات المختصة في المملكة بتعزيز ثقافة احترام الوثائق الرسمية والتعامل معها بمسؤولية، بوصفها إحدى الأدوات السيادية التي تصدرها الدولة لمواطنيها، وتُعد مرآة تعكس هوية المواطن ومكانته القانونية في الداخل والخارج، كما أن تسليمها لأطراف غير مخولين، سواء عن جهل أو تساهل، يمكن أن يؤدي إلى استخدامها في أغراض مشبوهة أو يعرّض صاحبها للابتزاز أو التلاعب، وهو ما تسعى الجوازات إلى الحد منه من خلال رسائلها التوعوية المتكررة عبر مختلف المنصات الرقمية.
إقرأ ايضاً:سهم أرامكو يتراجع بحدة وسط ضغوط النفط، والشركة تسعى للاقتراض وبيع الأصولالمرور السعودي يضبط 1528 مركبة ارتكبت هذه المخالفات
وفي ذات السياق، حرصت المديرية العامة للجوازات على تسليط الضوء على خدمة تجديد الجواز السعودي إلكترونيًا، والتي تأتي ضمن سلسلة من الخدمات الرقمية التي طورتها وزارة الداخلية ممثلة بمنصة "أبشر"، لتسهيل الإجراءات على المواطنين وتقليل الحاجة إلى مراجعة الفروع، وأوضحت الجوازات أن خطوات تجديد الجواز عبر المنصة تبدأ بتسجيل الدخول إلى "أبشر"، ثم التوجه إلى قسم "خدماتي"، ومنه إلى "الجوازات"، ثم اختيار "تجديد جواز السفر السعودي"، لتتم بعد ذلك متابعة التعليمات بسهولة تامة حتى إتمام العملية.
ويمثل التحول الرقمي في خدمات الجوازات نقلة نوعية في أسلوب التعامل مع الوثائق الرسمية، حيث أصبحت الخدمات المتعلقة بجواز السفر أكثر مرونة وأقل اعتمادًا على الإجراءات التقليدية، وهذا بدوره يعزز من سرعة الإنجاز، ويقلل من أعباء الانتظار، كما يساهم في تخفيف الضغط على مكاتب الجوازات، ويوفر الوقت والجهد على المواطن، خاصة في المواسم التي تشهد إقبالًا كبيرًا على إصدار أو تجديد جوازات السفر، مثل موسم الإجازات أو الحج والعمرة.
وتُعد هذه الخطوة ضمن منظومة التطوير الشامل التي تنتهجها الجهات الحكومية في المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، والتي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الحكومية، وتعزيز الاعتماد على الحلول الذكية، وتسهيل حياة المواطنين والمقيمين من خلال رقمنة الإجراءات، وتقديم تجربة مستخدم سلسة وآمنة.
وفي ضوء هذه التسهيلات، تواصل الجوازات دعوتها للمواطنين إلى الالتزام بالضوابط والتعليمات المتعلقة بجواز السفر، وعدم استخدامه في غير ما خصص له، أو تسليمه لغير الجهات الرسمية المعنية، مؤكدة أن الجواز وثيقة شخصية لا يجوز رهنها أو التفريط بها تحت أي ظرف، مهما كانت المبررات، كما تشدد على ضرورة التأكد من صلاحية الجواز قبل السفر بمدة كافية، والاحتفاظ به في مكان آمن خلال التنقلات، مع عدم تصويره أو تداوله على وسائل التواصل، إذ أن ذلك قد يعرّض البيانات الشخصية للسرقة أو الاستغلال.
وتأتي هذه الجهود من الجوازات ضمن مسؤولياتها في التوعية الأمنية، إلى جانب دورها التنفيذي في إصدار الوثائق الرسمية، ومتابعة الالتزام بالأنظمة، وتنفيذ العقوبات على المخالفين، وهي بذلك تمثل أحد الخطوط الأمامية في حماية أمن المواطن وهوية الدولة، من خلال ضمان عدم إساءة استخدام الوثائق الرسمية، سواء داخل المملكة أو خارجها.
وبين التحذيرات والتسهيلات، يتجلى حرص الدولة على مواكبة التغيرات العالمية في مفاهيم الحوكمة الرقمية وأمن الوثائق، ما يعكس نضج التجربة السعودية في مأسسة الخدمات العامة وتحقيق التوازن بين الحماية والمرونة، ليظل جواز السفر السعودي أحد أقوى الجوازات الإقليمية من حيث المكانة والثقة، وأداة عبور تحمل دلالات السيادة والانتماء، تتطلب وعيًا دائمًا ومسؤولية فردية من كل من يحمله.