العالمي في مفترق طرق: تعليق عمل التنفيذيين بنادي النصر لهذا السبب

في خطوة مفاجئة أثارت موجة من الجدل في الأوساط الرياضية السعودية، قرر مجلس إدارة نادي النصر تعليق عمل الشركة التنفيذية المكلفة بإدارة شؤون النادي، برئاسة ماجد الجمعان، وذلك حتى إشعار غير محدد.
ويأتي هذا القرار في ظل حالة من التوتر والاحتقان داخل أروقة النادي وبين جماهيره، عقب موسم اعتُبره كثيرون مخيبًا للآمال، سواء على المستوى المحلي أو القاري.
إقرأ ايضاً:صفقات نارية مرتقبة في الدرعية بعد كأس العالم للأندية وقرار إدارة النصرأوبك بلس تعلن زيادة إنتاج النفط بأكثر من 400 ألف برميل يومياً وتوقعات بانهيار الأسعار وخسائر فادحة
وقد كشف الناقد الرياضي عبدالعزيز العصيمي عبر منصة "إكس" عن هذا التطور العاجل، مؤكدًا أن القرار جاء كرد فعل على تزايد الضغوط الجماهيرية، وتفاقم الانتقادات الموجهة للإدارة التنفيذية بسبب سوء إدارة المرحلة الماضية، والتفريط في عدد من الملفات الحساسة أبرزها ملف التجديد للاعبين المؤثرين.
والجدير بالذكر أن ماجد الجمعان كان قد تولى إدارة الشركة التنفيذية للنادي خلال منتصف الموسم المنصرم، خلفًا للإيطالي جويدو فينجا، الذي كان قد تم استقدامه ضمن خطة إدارة النصر لإعادة هيكلة المنظومة الإدارية والفنية.
ورغم الآمال المعقودة على الجمعان لتحقيق استقرار إداري يُترجم إلى نتائج ملموسة على أرضية الميدان، إلا أن الواقع جاء مغايرًا تمامًا، مع تراجع أداء الفريق في العديد من المسابقات، وغياب الروح التنافسية التي طالما ميّزت العالمي في فترات سابقة.
وقد شكل هذا التراجع أرضية خصبة للانتقادات الجماهيرية والإعلامية، التي طالت كافة مفاصل الإدارة الفنية والتنفيذية، ودفعت بالمجلس لاتخاذ قرارات جذرية بدأت بتعليق مهام الفريق التنفيذي.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب موسم رياضي أنهى فيه النصر مشاركته في دوري روشن للمحترفين محتلًا المركز الثالث برصيد 70 نقطة، متأخرًا بفارق خمس نقاط عن الهلال صاحب المركز الثاني، وثلاث عشرة نقطة عن الاتحاد الذي توّج باللقب.
وهذا الترتيب غير المرضي لجماهير النادي زاد من الإحباط العام، خاصة وأن الفريق لم ينجح في الظفر بأي من البطولات المحلية أو القارية خلال الموسم، على الرغم من امتلاكه لترسانة من النجوم المحليين والأجانب يتقدمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
كما تعمقت الأزمة بعد خروج الفريق من دوري أبطال آسيا للنخبة، عقب خسارته في الدور نصف النهائي أمام كاواساكي فرونتال الياباني، وهو ما اعتبره المتابعون إخفاقًا كبيرًا في ظل التطلعات التي كانت تراهن على وصول العالمي إلى النهائي والتتويج.
وإحدى النقاط التي ساهمت في تأجيج الغضب الجماهيري تمثّلت في مغادرة المدافع الدولي علي لاجامي إلى الهلال، في صفقة انتقال حر دون أن يتمكن النصر من تجديد عقده أو تحقيق أي مكسب مادي من رحيله.
وقد اعتُبر هذا الحدث نقطة فاصلة في تقييم عمل الإدارة التنفيذية، إذ أظهر خللًا واضحًا في متابعة عقود اللاعبين وغياب الرؤية الاستراتيجية في إدارة الموارد البشرية للنادي.
وقد تداولت جماهير النادي هذا الحدث بكثير من الغضب والأسى، حيث عُدّ انتقال لاعب بحجم لاجامي إلى الغريم التقليدي الهلال، دون مقابل، ضربة موجعة لهيبة النادي وقدرته التفاوضية، فضلًا عن كونه مؤشرًا على وجود خلل تنظيمي واسع النطاق.
وفي خضم هذه الأجواء المتوترة، تتزايد التساؤلات حول مستقبل النادي في ظل غموض القرار المتعلق بتعليق مهام التنفيذيين، وما إذا كان سيعقبه إعادة هيكلة شاملة تطال الجهازين الإداري والفني، أم أنه مجرد إجراء مؤقت لامتصاص غضب الجماهير.
كما يُطرح سؤال جوهري عن مدى جاهزية الإدارة الحالية للتعامل مع سوق الانتقالات الصيفية، خصوصًا أن الفريق في حاجة ماسة لتدعيم صفوفه بعدد من الأسماء القادرة على إعادة التوازن الفني وتحقيق طموحات الجماهير.
كما يُتوقع أن ينعكس غياب الجهاز التنفيذي في هذه المرحلة الدقيقة على قدرة النادي في التفاوض وجلب صفقات نوعية، مما قد يحد من فرص تعزيز التشكيلة قبل انطلاق الموسم الجديد.
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي بيان رسمي من إدارة نادي النصر لتوضيح أسباب القرار أو مدته أو الإجراءات التي ستتبعه، تبقى الجماهير في حالة ترقب وانتظار لما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام القادمة.
والعالمي، الذي لطالما عُرف بطموحه العالي وشغفه بالتتويجات، يقف اليوم في مفترق طرق، بين إدارة تُعيد ترتيب أوراقها بصمت، وجماهير تتوق إلى قرارات واضحة ومصيرية تعيد للنادي بريقه ومكانته الطبيعية بين كبار القارة.
وقد تصبح الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كان النصر سيعود قويًا كما عهده محبوه، أم أنه سيظل رهينًا لتجاذبات داخلية وتحولات إدارية قد تُطيل أمد أزمته الراهنة.