السعودية تترقب رؤية الهلال لتحديد موعد عيد الأضحى والحج 1446

دعت المحكمة العليا في المملكة العربية السعودية عموم المسلمين إلى تحري رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء الثلاثاء المقبل الموافق التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة لعام 1446هـ، والموافق السابع والعشرين من مايو 2025 ميلاديًا، وذلك استنادًا إلى ما ورد في قرارها الرسمي الصادر برقم (194/هـ) بتاريخ التاسع والعشرين من شوال الجاري، وتأتي هذه الدعوة السنوية تأكيدًا لأهمية مشاركة المواطنين والمقيمين في التحقق من ولادة الهلال الذي يحدد دخول أحد أعظم شهور السنة الهجرية، والذي تتعلق به مناسك الحج ويوم عرفة وعيد الأضحى المبارك.
وفي بيانها الرسمي، أوضحت المحكمة أن يوم الثلاثاء المقبل يوافق اليوم التاسع والعشرين من ذي القعدة، وفقًا لتقويم أم القرى، وهو اليوم المحدد شرعًا لتحري هلال الشهر الجديد، وبناءً على ذلك، فإن رؤية الهلال في هذا المساءتُعد حاسمة في تحديد موعد بداية شهر ذي الحجة، وبالتالي تحديد الأيام التي تليها من مناسبات دينية عظيمة ينتظرها المسلمون في كافة بقاع الأرض، وعلى رأسها يوم الوقوف بعرفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك.
إقرأ ايضاً:مفاجأة الميركاتو.. رونالدو يقترب من مونتيري للمشاركة في مونديال الأنديةيايسله باقٍ مع الأهلي: الإدارة تحسم الجدل وتتمسك بالاستقرار الفني رغم التحديات
وتهدف هذه الدعوة إلى التأكيد على روح التكاتف المجتمعي والمشاركة في شعيرة دينية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأركان الإسلام، إذ إن دخول شهر ذي الحجة مرتبط بإقامة مناسك الحج، الركن الخامس من الإسلام، الذي يؤديه ملايين المسلمين سنويًا، كما أن رؤية الهلال تُحدد بدقة موعد العيد الأكبر الذي يحتفل فيه المسلمون بذبح الأضاحي اقتداءً بسنة الخليل إبراهيم عليه السلام.
ودعت المحكمة العليا كل من يتمكن من رؤية الهلال سواء بالعين المجردة أو من خلال الوسائل البصرية الحديثة كالمناظير، إلى التوجه لأقرب محكمة في منطقته لتقديم شهادته الرسمية، كما أهابت بالمواطنين والمقيمين التعاون مع المراكز الرسمية لتوثيق الرؤية أو الإبلاغ عنها، بما يضمن التحقق من دخول الشهر الجديد وفقًا للأحكام الشرعية المعتمدة.
ولم تغفل المحكمة العليا في بيانها عن الإشارة إلى أهمية هذا الدور الجماعي من أفراد المجتمع، فحثت كل من لديه القدرة على الترائي إلى الانضمام للجان الرسمية المشكّلة لهذا الغرض في مختلف المناطق والمحافظات، وتعد هذه اللجان أحد أذرع الدولة في التحقق من ولادة الأهلة، وتعمل سنويًا على مراقبة السماء من مواقع محددة بدقة، يتم اختيارها بناءً على اعتبارات فلكية وجغرافية لضمان أوضح رؤية ممكنة.
كما أشارت المحكمة إلى أن المشاركة في هذا الحدث لا تقتصر على الجانب الفلكي أو العلمي فقط، بل تمتد إلى أبعاد دينية وروحية، حيث يُعد تحري الهلال من مظاهر التعاون على البر والتقوى، ومن الأعمال التي يرجى بها الأجر والثواب، لما فيها من نفع كبير للمجتمع الإسلامي بأسره، فبتحديد بداية الشهر الهجري، تبنى عليه عبادات عظيمة، وتنظيم لمناسك كبرى يترتب عليها شؤون دينية واقتصادية واجتماعية في حياة المسلمين.
وتأتي هذه الدعوة السنوية ضمن منظومة متكاملة تعتمدها المملكة في توحيد التقويم الهجري، وضبط المناسبات الدينية، إذ تعتمد المحكمة العليا في إعلان الأشهر القمرية على الرؤية الشرعية للهلال، رغم الاستئناس بالحسابات الفلكية، تأكيدًا للمنهج الذي يجمع بين العرف الديني والاعتبارات العلمية، وقد دأبت المحكمة منذ سنوات على إصدار بيانات مماثلة قبيل نهاية كل شهر هجري، خصوصًا الشهور التي تترتب عليها عبادات كالصيام والحج والأعياد.
وتبقى الأنظار متجهة إلى ما ستسفر عنه جهود الترائي مساء الثلاثاء، إذ ينتظر المسلمون في المملكة والعالم الإسلامي إعلان المحكمة العليا حول ما إذا تم ثبوت رؤية الهلال أم لا، ليُبنى عليه تحديد موعد أول أيام ذي الحجة ويوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، وفي حال تعذر رؤية الهلال، فإن الأربعاء سيكون متممًا لشهر ذي القعدة، والخميس أول أيام ذي الحجة، وفق ما تقتضيه الشريعة الإسلامية.