صدمة نصراوية مدوية بعد "تسريب قرار التحكيم" في قضية الرويلي

بترقب شديد تنتظر جماهير ناديي الهلال والنصر السعودي ما ستُسفر عنه الساعات القادمة، في واحدة من أكثر القضايا جدلا في دوري روشن للمحترفين هذا الموسم، والقضية تتعلق بمشاركة رافع الرويلي، حارس مرمى نادي العروبة، في المباراة التي جمعت فريقه بالنصر، والتي انتهت بفوز مفاجئ للعروبة بهدفين مقابل هدف، وسط شكوك كبيرة حول قانونية مشاركة اللاعب.
النصر لم يلتزم الصمت طويلاً بعد نهاية اللقاء، بل تحرك بسرعة نحو لجنة الانضباط التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم، مقدماً احتجاجاً رسمياً ضد إشراك الرويلي، والاحتجاج استند إلى أن اللاعب غير مؤهل للمشاركة في الدوري، لعدم تفرغه الكامل لكرة القدم، وهو أحد الشروط الأساسية المعتمدة في لوائح دوري روشن للمحترفين، ورغم أن لجنة الانضباط رفضت احتجاج النصر، إلا أن النادي العاصمي واصل التصعيد، متجهاً إلى مركز التحكيم الرياضي باعتباره الجهة الأعلى في مسار التقاضي الرياضي.
إقرأ ايضاً:"الصندوق العقاري: آلية جديدة لدعم مستفيدي "البناء الذاتي" و"أرض وقرض" المتعثرينغموض يلف انقطاع منصة "إكس".. ماسك يلتزم الصمت والتحقيقات مستمرة
الأزمة تكتسب بعداً رياضياً أكبر، مع دخول الحسابات المعقدة لتحديد هوية الفرق المتأهلة لدوري أبطال آسيا للنخبة. النصر، الذي يصارع من أجل حجز بطاقة التأهل، يضع كل آماله على الفوز في الجولة الأخيرة أمام الفتح، بشرط تعثر الهلال أمام القادسية، وهو ما يجعل نقاط المباراة موضع الشك ذات أهمية كبرى في هذا الصراع المحتدم.
القرار النهائي المنتظر من مركز التحكيم الرياضي لا يمس فقط نتيجة مباراة واحدة، بل يحمل في طياته آثاراً محتملة على ترتيب جدول الدوري، وقد يرسم ملامح المشاركات الخارجية للفرق السعودية في الموسم المقبل، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الحكم النهائي خلال الساعات القليلة المقبلة، وتحديداً قبل انطلاق الجولة الرابعة والثلاثين والأخيرة من دوري روشن، والتي تُعد جولة الحسم في أكثر من اتجاه.
وفي خضم حالة الترقب، أثار الإعلامي المقرب من الهلال، عبد العزيز أبو لطيفة، جدلاً واسعاً بتغريدة غامضة نشرها عبر حسابه، أشار فيها إلى أن العقوبة ستُفرض على اللاعب، لكن "النقاط ستبقى في الملعب"، ما فُسر على نطاق واسع بأن مركز التحكيم ربما يعترف بوجود مخالفة من قبل الرويلي، لكنه لن يغيّر نتيجة المباراة ولن يمنح النقاط لنادي النصر.
التكهنات زادت مع تداول أنباء تشير إلى أن العقوبة التي قد تُوقع على رافع الرويلي لن تتجاوز الإيقاف أو الغرامة المالية، نتيجة عدم تفرغه الكامل، رغم مشاركته في مباراة رسمية بدوري المحترفين، وهو ما يفتح تساؤلات حول مدى وضوح وتطبيق اللوائح التنظيمية في هذا السياق. بعض المراقبين رأوا أن هذا الاتجاه سيحرم النصر من نقاط كان يراها مستحقة في حال ثبوت الخطأ.
جماهير النصر عبّرت عن استيائها مما وصفته بـ"الضبابية" التي تحيط بالقرار المنتظر، معتبرة أن النظام يجب أن يُطبق بعدالة، خصوصاً وأن لوائح الاحتراف واضحة بشأن شروط المشاركة في دوري المحترفين، وفي المقابل، ترى جماهير الهلال والعروبة أن محاولة كسب النقاط خارج الملعب تُعد سلوكاً بعيداً عن الروح الرياضية، مشددين على أن الملعب هو الفيصل الحقيقي في حسم النتائج.
في هذه الأثناء، لا يزال الغموض سيد الموقف، وسط ترقب مشوب بالحذر من جميع الأطراف، فيما تبدو اللحظات القادمة حاسمة ومفصلية في تحديد مصير إحدى أكثر القضايا حساسية هذا الموسم، والقرار المنتظر قد يُغلق باب الجدل، أو قد يُشعل فتيل أزمة جديدة بين الأندية والجهات القضائية الرياضية في السعودية، وهو ما سيُبقي الشارع الرياضي على صفيح ساخن حتى اللحظة الأخيرة.