من عملاق الدفاع إلى نقطة ضعف: بالأرقام البليهي هو الأسوء هذا الموسم

تجددت الأضواء السلبية على أداء مدافع الهلال والمنتخب السعودي، علي البليهي، بعد موسم وصفه الكثيرون بالمخيب للآمال، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي، لم يقتصر التراجع على مستواه مع ناديه الذي فرط في لقب الدوري لصالح الاتحاد وودع دوري أبطال آسيا للنخبة على يد الأهلي، بل امتد ليشمل مشاركاته مع المنتخب الوطني، ليثير تساؤلات جدية حول مدى جاهزيته وقدرته على قيادة خط الدفاع.
وتكشف الأرقام بوضوح عن وضع البليهي المقلق، فهو يتصدر قائمة المدافعين الأكثر ارتكابًا للأخطاء المباشرة التي أدت إلى أهداف في الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم، بواقع ثلاث أخطاء، هذه الإحصائية لا تشمل مجمل الأخطاء، بل تركز على تلك التي أثرت بشكل مباشر على نتائج المباريات، مما يعكس تأثيرها السلبي على أداء فريقه، وإذا ما توسعنا في نطاق الأخطاء لتشمل تلك التي تسببت في محاولات خطيرة للخصم، يصل الرقم إلى اثني عشر خطأ، وهو الأعلى بين جميع المدافعين في الدوري، مما يؤكد تذبذب مستواه وتأثيره المباشر على تلقي الأهداف.
إقرأ ايضاً:"الصندوق العقاري: آلية جديدة لدعم مستفيدي "البناء الذاتي" و"أرض وقرض" المتعثرينغموض يلف انقطاع منصة "إكس".. ماسك يلتزم الصمت والتحقيقات مستمرة
لم تكن مشاركات البليهي مع المنتخب السعودي بمنأى عن هذه الأخطاء، بل تكررت السيناريوهات المقلقة التي شهدتها مباريات فريقه، ففي بطولة كأس الخليج الماضية، كان البليهي محورًا في الأخطاء التي أدت إلى تلقي "الأخضر" أهدافًا حاسمة، ففي مواجهة اليمن، على سبيل المثال، سمح البليهي بتسجيل الهدف الأول من كرة عرضية كانت في متناول اليد، حيث فشل في إبعاد الكرة بشكل حاسم، مما فتح الباب أمام مهاجمي اليمن للتسجيل.
ولم تقف أخطاء البليهي عند هذا الحد في مباراة اليمن، بل استمرت لتساهم في إهداء المنتخب اليمني الهدف الثاني بشكل مباشر، جاء ذلك عندما مرر كرة رأسية خاطئة وضعت لاعب اليمن في مواجهة حارس المرمى محمد العويس، ليهز الشباك السعودية مجددًا، في لقطة تعكس مدى التراجع في تركيزه وقراراته داخل الملعب، وتؤثر سلبًا على معنويات زملائه في الفريق.
وفي مباراة مصيرية أخرى أمام عمان في نفس البطولة، تكررت أخطاء البليهي لتسهم في خروج المنتخب السعودي من، فقد جاء الهدف الثاني للمنتخب العماني بعد تمريرة ذكية من أحد لاعبيهم، الذي نجح في التخلص من رقابة البليهي ببراعة، لتصل الكرة إلى الظهير الأيسر الذي تابعها داخل المرمى، مما أدى إلى الإطاحة بالمنتخب السعودي من المنافسات الإقليمية في خيبة أمل كبيرة للجماهير.
وامتدت الأخطاء الدفاعية التي كان البليهي طرفًا فيها لتشمل مواجهة البحرين في نفس البطولة، حيث تلقت الشباك السعودية هدفين ناتجة عن أخطاء دفاعية مشتركة، هذه السلسلة من الأخطاء المتكررة في البطولات الكبرى، سواء مع النادي أو المنتخب، تضع علامة استفهام كبيرة حول قدرة اللاعب على تحمل الضغوط والمحافظة على تركيزه في اللحظات الحاسمة، مما يؤثر على مصداقيته كأحد الأعمدة الدفاعية الرئيسية.
وبعيدًا عن أداءه في الدوري السعودي أو مع المنتخب، لم يسلم البليهي من ارتكاب الأخطاء في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث كان خروج الهلال المرير أمام الاتحاد في دور الثمانية بركلات الترجيح، قد شهد أخطاء دفاعية أخرى، فخلال هذه المباراة، اهتزت شباك الحارس المغربي ياسين بونو بهدف للمهاجم الفرنسي كريم بنزيما، الذي تفوق على البليهي بوضوح، مما يعزز فكرة وجود تراجع في مستواه على مختلف الأصعدة.
ويعاني البليهي بشدة من سوء التغطية الدفاعية الواضحة، وفشله المستمر في رقابة الخصوم داخل منطقة الجزاء هذا الموسم، وهي مشكلة تتفاقم مع ظهور مساحات كبيرة خلفه في أغلب مباريات الموسم الحالي، سواء مع الهلال أو المنتخب السعودي، هذا التراجع الملحوظ في الأداء يجعله عرضة لانتقادات حادة من قبل النقاد والجماهير على حد سواء، الذين يرون أن مساهماته الدفاعية أصبحت تشكل عبئًا على فريقه بدلًا من أن تكون دعمًا له.