يايسله باقٍ مع الأهلي: الإدارة تحسم الجدل وتتمسك بالاستقرار الفني رغم التحديات

أنهى النادي الأهلي السعودي الجدل القائم حول مصير المدير الفني الألماني ماتياس يايسله، بعد أسابيع من التكهنات التي رافقت أداء الفريق في ختام الموسم الكروي، وأكدت مصادر صحفية مطلعة أن المدرب الألماني سيقود الفريق الأول لكرة القدم بالنادي خلال الموسم المقبل، في خطوة تعكس تمسك الإدارة بالاستقرار الفني والسعي لتعزيز مكتسبات الموسم الماضي.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الرياضية" السعودية مساء السبت، أفادت مصادر مقربة من إدارة النادي الأهلي أن ماتياس يايسله سيواصل مهمته على رأس الجهاز الفني للفريق الأول خلال الموسم القادم، في ظل قناعة الإدارة بالإبقاء عليه ومنحه فرصة استكمال مشروعه الفني مع الفريق.
إقرأ ايضاً:معجزة طبية في مكة شفاء أربعينية من مرض جلدي أرّقها نصف عقد!"شؤون الأسرة" و"اليونيسف" يتفقان على تطوير وثيقة تعزز التكامل الإقليمي لحماية الأسرة!
ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي أشارت إلى أن الإدارة الأهلاوية تدرس خيار الاستغناء عن المدرب الألماني، خاصة بعد بعض النتائج المتذبذبة في نهاية مشوار الدوري المحلي، والتي أثارت موجة من الجدل بين الجماهير.
إلا أن إدارة النادي، بحسب التقرير، فضّلت تغليب منطق الاستقرار الفني، لا سيما في ظل الإنجاز الذي حققه الفريق بقيادة يايسله هذا الموسم، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، عقب الفوز المستحق في النهائي أمام كواساكي الياباني بهدفين دون مقابل، ما أعاد الأهلي إلى منصات التتويج القارية بعد سنوات من الغياب.
ووفقًا للمصادر، فإن مفاوضات تجديد عقد يايسله لا تزال جارية حتى الآن، ولم يُحسم الاتفاق النهائي بعد، إلا أن الإدارة أبدت رغبة واضحة في الإبقاء على المدرب، وأشارت إلى أنها ناقشت معه بالفعل بعض التفاصيل المتعلقة بمعسكر الإعداد للموسم الجديد، بما في ذلك موقع الإقامة وبرنامج التحضيرات، مما يعكس استمرار الثقة به لقيادة المرحلة المقبلة.
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة لم تتعامل مع الملف من زاوية فنية فحسب، بل وضعت في الحسبان أهمية الحفاظ على الانسجام بين اللاعبين والجهاز الفني، وهو ما بدا واضحًا خلال الفترة الماضية، خاصة بعد تتويج الفريق بالبطولة القارية، التي اعتبرها كثيرون مؤشرًا على تطور العمل الفني بقيادة يايسله.
ويُذكر أن ماتياس يايسله تولى قيادة الفريق الأهلاوي مطلع الموسم الماضي، في خطوة مثّلت آنذاك تحولًا نوعيًا في نهج الإدارة التي سعت للتعاقد مع مدرب أوروبي شاب بخبرة دولية، حيث سبق له قيادة فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي، قبل انتقاله للدوري السعودي.
وخلال موسمه الأول مع الأهلي، نجح يايسله في بناء هوية واضحة للفريق، قائمة على التنظيم التكتيكي والانضباط داخل الملعب، كما منح الفرصة لعدد من اللاعبين الشبان، ما ساهم في تنويع الحلول الهجومية وتثبيت خط الدفاع، وهو ما انعكس في نتائج الفريق خلال البطولة الآسيوية.
غير أن مسيرة الفريق في الدوري السعودي شهدت بعض التذبذب، وهو ما فتح باب الانتقادات من جانب جماهير النادي، التي طالبت الإدارة بإحداث تغيير على مستوى الجهاز الفني، إلا أن الأداء المميز في البطولة القارية، والتقدم الواضح في أسلوب اللعب، كانا كفيلين بإعادة تقييم الموقف ودعم خيار الاستمرار.
وعلى صعيد الجماهير، تباينت ردود الأفعال عقب صدور التقرير، إذ عبّر البعض عن ارتياحهم لقرار الإبقاء على يايسله، مؤكدين أن الاستقرار الفني هو مفتاح النجاح في الموسم المقبل، لا سيما في ظل المنافسة الشرسة المنتظرة في الدوري السعودي، بعد التدعيمات الكبيرة التي تشهدها الأندية.
وبينما رأى آخرون أن الإدارة كان ينبغي أن تستمع إلى صوت الجماهير، التي عبّرت مرارًا عن عدم رضاها الكامل عن أداء الفريق محليًا، رغم التتويج الآسيوي، معتبرين أن الفريق بحاجة إلى تجديد الدماء على مستوى الجهاز الفني.
ومع اقتراب انطلاق التحضيرات للموسم الجديد، يضع يايسله تحديات كبرى أمامه، على رأسها المنافسة على لقب الدوري المحلي، وتحقيق نتائج إيجابية في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، إضافة إلى السعي نحو تعزيز التناغم بين اللاعبين، خصوصًا في ظل التوقعات بضم عناصر جديدة خلال فترة الانتقالات الصيفية.
ويُنتظر أن تُحسم مفاوضات تجديد العقد خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث من المتوقع أن يُعلن النادي رسميًا تمديد الارتباط مع المدرب الألماني لمواسم إضافية، في حال التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين.
وفي المحصلة، يبدو أن الأهلي اختار المضي قدمًا بخيار الاستقرار الفني عبر الإبقاء على يايسله، في وقت تشهد فيه الأندية السعودية تغييرات كبيرة على مستوى الأجهزة الفنية واللاعبين، وسيكون الموسم المقبل بمثابة اختبار حقيقي للمدرب الألماني، الذي يطمح إلى مواصلة البناء وتحقيق المزيد من النجاحات، في ظل طموحات إدارة وجماهير لا تعرف الاكتفاء.