ضبط أربعة مخالفين حاولوا تهريب 80 كيلو القات عبر الربوعة

في إطار الجهود الأمنية المتواصلة لحماية حدود المملكة من تسلل المهربين والأنشطة غير النظامية، أعلنت الدوريات البرية لحرس الحدود في قطاع الربوعة بمنطقة عسير عن إلقاء القبض على أربعة مخالفين لنظام أمن الحدود من الجنسية الإثيوبية، بعدما تم ضبطهم أثناء محاولتهم تهريب كمية من المواد المخدرة إلى داخل الأراضي السعودية، وقد أسفرت العملية عن إحباط محاولة تهريب نحو 80 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر، كانت بحوزة المتسللين الأربعة الذين تم توقيفهم أثناء محاولتهم التوغل في المناطق الحدودية الوعرة.
وتمكنت فرق المراقبة البرية، بفضل اليقظة والتقنيات الحديثة التي تعتمدها في تتبع ورصد التحركات المشبوهة، من كشف المتورطين، وضبط الكمية قبل أن تصل إلى أي نقطة توزيع داخل المملكة، وتعد هذه العملية واحدة من عشرات العمليات الناجحة التي نفذتها قوات حرس الحدود خلال الأشهر الأخيرة، والتي تهدف إلى التصدي بحزم لكل محاولات التهريب التي تشكل تهديدًا مباشرًا على الأمن الوطني والمجتمعي.
إقرأ ايضاً:نجم مانشستر يونايتد في طريقه إلى السعودية؟ الهلال ينتظر الكلمة الفاصلة!سندات دولية بالدولار.. هل ينجح طرح أرامكو الجديد في جذب رؤوس الأموال العالمية؟
وقد باشرت الجهات الأمنية المعنية تطبيق الإجراءات النظامية الأولية بحق المقبوض عليهم، تمهيدًا لاستكمال التحقيقات وتحويلهم للجهات المختصة، فيما جرى تسليم الكمية المضبوطة من القات إلى الجهات المسؤولة عن التعامل مع المواد المخدرة، لاتخاذ ما يلزم حيالها وفق الأنظمة المعمول بها، وتشدد السلطات المختصة على أن التعامل مع المهربين لن يكون إلا بمنتهى الحزم، لما يشكلونه من خطر على الصحة العامة والنسيج الاجتماعي.
وتعد منطقة الربوعة من المناطق الحدودية الحساسة التي تشهد محاولات متكررة للتهريب والتسلل، إلا أن جاهزية رجال حرس الحدود وامتلاكهم لأعلى درجات الكفاءة في الرصد والتدخل السريع، شكلت سدًا منيعًا أمام كل من يحاول المساس بأمن المملكة أو التلاعب باستقرارها، كما أن خطورة المواد المهربة، مثل القات، تتجاوز البعد الجنائي، لتطال جوانب اجتماعية واقتصادية وأمنية، ما يجعل من كل عملية إحباط إنجازًا وطنيًا متكامل الأبعاد.
في هذا السياق، دعت الجهات الأمنية المواطنين والمقيمين إلى ضرورة التعاون معها عبر الإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بأنشطة تهريب أو ترويج المخدرات، سواء داخل المدن أو على أطرافها، وقد خصصت لذلك مجموعة من وسائل الاتصال الفعالة.
وأكدت الجهات المعنية أن جميع البلاغات التي ترد إليها تتم معالجتها بسرية تامة، حفاظًا على سلامة المبلغين وضمانًا لنجاعة الإجراءات الأمنية، مشددة على أن مكافحة التهريب والمخدرات مسؤولية جماعية، تتطلب وعيًا وطنيًا وشراكة مجتمعية فاعلة، كما وجهت تحذيرًا واضحًا لكل من تسوّل له نفسه الانخراط في شبكات التهريب أو الترويج، مؤكدة أن العقوبات ستكون رادعة وتتناسب مع حجم التهديد الذي تمثله تلك الجرائم.
وتواصل الأجهزة الأمنية، ضمن استراتيجية وطنية شاملة، التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بمكافحة المخدرات، مستخدمة أحدث التقنيات والأساليب الاستخباراتية واللوجستية، بهدف كسر شبكات التهريب التي تستهدف أمن المملكة واستقرارها، ويُعد نجاح عملية الربوعة تأكيدًا جديدًا على الجاهزية العالية للقوات البرية السعودية، وفاعلية خطط المراقبة الميدانية التي يتم تحديثها باستمرار وفقًا للمعطيات الأمنية.
في ظل هذه الجهود، تشدد وزارة الداخلية على أن المملكة ماضية في حربها الشاملة ضد المخدرات بجميع أشكالها، ولن تتهاون في ردع كل من يحاول المساس بشبابها أو العبث بمقدراتها، وتؤكد أن حماية الحدود خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه، وأن أمن المواطن والمقيم سيبقى أولوية قصوى في جميع سياسات الدولة وخططها الأمنية.