رئاسة الشؤون الدينية تدشّن "روبوت منارة الحرمين" للإجابة بسبع لغات على استفسارات الحجاج

روبوت منارة الحرمين
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

في خطوة رائدة تعكس روح العصر وتوجه المملكة نحو التحول الرقمي في خدمة ضيوف الرحمن، دشنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي "روبوت منارة الحرمين"، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف الإجابة على استفسارات السائلين داخل المسجد الحرام، ويأتي هذا الابتكار المتقدم في إطار جهود الرئاسة لمواكبة التحولات الرقمية المتسارعة، وتقديم خدمات ذكية تعزّز التجربة الإيمانية والمعرفية للحجاج والمعتمرين.

الروبوت، الذي يحمل النسخة الثانية من "منارة الحرمين"، صُمم خصيصًا للرئاسة ليكون مرجعًا ذكيًا متكاملًا، يعتمد على قاعدة بيانات فقهية محوكمة وشاملة، قادرة على التعامل مع آلاف الأسئلة الشرعية بدقة وسرعة، ويمثل هذا الابتكار نقلة نوعية في منظومة تقديم الفتوى داخل الحرم المكي، حيث يمكن المستخدمين من الحصول على إجابات دقيقة في مختلف القضايا الشرعية والفقهية من خلال واجهة تفاعلية سلسة، ولغة مفهومة تناسب جميع الفئات.


إقرأ ايضاً:لماذا ينصح دكتور وخبير السرطان فهد الخضيري بعدم شراء الخبز والتمر وإكرامهمكافحة المخدرات تضبط 5 مواطنين في الطائف بحوزتهم 28 ألف قرص إمفيتامين

ولم يقتصر دور الروبوت على الإجابة الآلية فحسب، بل تم دعمه بخاصية التواصل المباشر عبر مكالمات الفيديو مع المفتين المؤهلين، في حال لم تتوافر الإجابة المطلوبة ضمن النظام الذكي، ما يعكس مرونة فائقة في تقديم الخدمة ويؤكد حرص الرئاسة على إيصال المعلومة الصحيحة مهما كان مستوى تعقيد السؤال.

وأوضح الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، أن الرئاسة تولي موسم حج 1446هـ اهتمامًا بالغًا في تعظيم المسار الإثرائي الذكي، وتسعى لتقديم خدمات رقمية متقدمة تليق بعظمة الحرمين الشريفين ومكانتهما في نفوس المسلمين، وأشار إلى أن "روبوت منارة" يُجسّد أيقونة حقيقية في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة الدين، ويعد منارة رقمية مبدعة تُبرز الصورة المشرقة للوسطية الإسلامية في عصر التقنية.

ويمتاز الروبوت بتصميم هندسي فريد مستوحى من الزخارف الإسلامية التي تزين الحرمين الشريفين، ما يمنحه طابعًا روحانيًا يجمع بين الأصالة والتراث من جهة، والحداثة والتقنية من جهة أخرى، ويُراعي التصميم أن يكون متجانسًا مع جماليات المكان، ليشكّل إضافة فنية وثقافية إلى جانب كونه أداة خدمية متطورة.

ومن بين أبرز مزايا الروبوت، قدرته على التعامل مع سبع لغات عالمية هي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الفارسية، الأردية، الملايوية، والبنغالية، وهو ما يعزز من عالمية رسالة الحرمين الشريفين، ويُسهم في إيصال الفتوى الشرعية إلى أوسع شريحة ممكنة من الزوّار والمعتمرين والحجاج من مختلف أنحاء العالم، دون حواجز لغوية أو ثقافية.

ويأتي إطلاق هذا الروبوت في سياق تطور طويل شهدته أدوات الإفتاء داخل الحرمين، حيث بدأت قديمًا باستخدام الكرسي التقليدي، ثم انتقلت إلى مرحلة الأجهزة الهاتفية، ومنها إلى المكاتب المزودة بالحواسيب، وصولًا إلى التطبيقات الذكية، وها هي اليوم تدخل عصر الذكاء الاصطناعي في واحدة من أكثر الصور تطورًا في تقديم الفتوى في العالم الإسلامي.

وتمثل هذه المبادرة امتدادًا لرؤية المملكة 2030، التي تولي التقنيات الحديثة أولوية كبرى في مختلف القطاعات، لا سيما تلك المرتبطة بالحرمين الشريفين، حيث تسعى الرئاسة من خلالها إلى تقديم خدمة دينية متميزة قائمة على الابتكار والتيسير، بما يرفع من جودة الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن، ويعكس الصورة الحضارية للإسلام.

ويُنتظر أن يكون "روبوت منارة الحرمين" أحد أبرز معالم الموسم القادم، من خلال إسهامه في تسريع وتسهيل الحصول على الفتوى، وتقليل الضغط على مراكز الإفتاء التقليدية، مع الحفاظ على الدقة والمصداقية العالية، وتوفير بيئة معرفية متجددة مدعومة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook