سباق مع الزمن: الاتحاد يتحرك لتأمين بقاء كانتي قبل فتح باب الانتقالات الصيفية
في خطوة تعكس حجم القلق من خسارة أحد أبرز نجومه، يسابق نادي الاتحاد السعودي الزمن لتأمين استمرار النجم الفرنسي نغولو كانتي ضمن صفوف الفريق، قبل أن تبدأ فترة الانتقالات الصيفية رسميًا، والتحركات الإدارية تأتي في وقت حساس، حيث تسعى أندية كبرى في أوروبا وآسيا لاستغلال أي ثغرة ممكنة لخطف لاعب الوسط المخضرم، الذي يعد ركيزة فنية أساسية في تشكيلة "العميد" منذ انضمامه عام 2023.
ويُظهر مسؤولو الاتحاد حرصًا واضحًا على إنهاء هذا الملف سريعًا، تفاديًا لأي سيناريو غير محسوب قد يُفقد الفريق أحد عناصر قوته في منتصف مشروعهم الرياضي، وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع اقتراب الموسم الكروي الحالي من نهايته، حيث يتطلع الاتحاد لتثبيت دعائم الاستقرار داخل الفريق استعدادًا لموسم مقبل مليء بالتحديات، على المستويين المحلي والقاري.
إقرأ ايضاً:الداخلية تُغرم حتى 100 ألف ريال لمن يصدر تأشيرات زيارة لحجاج بدون تصريحمعجزة طبية في الرياض: إنقاذ ثمانيني من موت محقق بانفجار الشريان الأورطي
مصادر مقربة من النادي أكدت أن مفاوضات التجديد مع كانتي ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة، وسط تفاؤل داخلي بإمكانية التوصل إلى اتفاق يُبقي اللاعب في جدة لسنوات إضافية، ويعزز من هذا التفاؤل ما وصفه المطلعون برغبة اللاعب الشخصية في الاستمرار بدوري روشن للمحترفين، الذي بات يستقطب اهتمام نجوم الصف الأول عالميًا.
ونغولو كانتي، الذي يحتفل بعيد ميلاده الخامس والثلاثين هذا العام، كان قد انضم إلى الاتحاد في صفقة بارزة صيف 2023، بعد مشوار حافل مع أندية أوروبية كبرى أبرزها تشيلسي الإنجليزي، ومنذ لحظة انضمامه، شكل اللاعب إضافة نوعية للفريق، ليس فقط بفضل أدائه في منتصف الملعب، بل أيضًا لخبرته الكبيرة وروحه القتالية التي انعكست إيجابًا على أداء زملائه.
ويرى متابعون أن بقاء كانتي يمثل مكسبًا فنيًا ومعنويًا للاتحاد، خاصة وأن اللاعب ما زال يحافظ على لياقته العالية ومستوياته الفنية المستقرة رغم تقدمه النسبي في العمر، وتشير البيانات الأخيرة إلى أن عقد كانتي الحالي مع الاتحاد يمتد حتى 30 يونيو 2026، ما يعني نظريًا أن النادي ليس مُلزمًا بتجديده في الوقت الراهن.
غير أن التحرك المبكر من الإدارة يهدف إلى قطع الطريق على أي مفاوضات خارجية قد تُغري اللاعب بتجربة جديدة، خصوصًا في ظل الأنباء المتكررة حول اهتمام أندية خليجية وأوروبية بالحصول على خدماته، كما يُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها تأكيدًا على نهج الاتحاد في الحفاظ على استقراره الفني وبناء فريق طويل الأمد، قادر على المنافسة محليًا وقاريًا.
والقيمة السوقية الحالية لكانتي، بحسب آخر تحديث لموقع "ترانسفير ماركت"، تبلغ نحو 7 ملايين يورو، وهو رقم يعكس التقدير المستمر لإمكاناته رغم عمره المتقدم نسبيًا في عالم كرة القدم، وتُعد هذه القيمة مؤشرًا على المكانة التي لا يزال يحتلها اللاعب في السوق الدولية، مما يُضفي مزيدًا من الأهمية على تحركات الاتحاد لتأمين استمراره.
ويأمل أنصار العميد أن تنتهي هذه المفاوضات سريعًا ودون تعقيدات، خاصة أن تجديد عقد نجم بحجم كانتي سيمثل رسالة واضحة للمنافسين حول جدية النادي في الحفاظ على مكانته كأحد أقطاب الكرة السعودية في المرحلة القادمة، وبقاء نغولو كانتي في الاتحاد لا يرتبط فقط بالأداء الفني، بل يتعداه إلى الجانب التسويقي والجماهيري.
وفوجود لاعب عالمي بمكانته ساهم في تعزيز صورة النادي إقليميًا وعالميًا، كما كان له تأثير ملحوظ على جذب اهتمام الجماهير والمستثمرين على حد سواء، وتُشير التقديرات إلى أن الإعلان عن تمديد عقده، في حال تم خلال الأيام المقبلة، سيكون له مردود إيجابي واسع داخل أروقة النادي وخارجه، وسيُسهم في تعزيز الثقة بمشروع الاتحاد الطموح، الذي يسعى لاستعادة مجده القاري والمحلي، بالتزامن مع التحولات الكبيرة التي يشهدها الدوري السعودي في السنوات الأخيرة.