النصر يضع شرطا ناريا لبيع العمري.. والاتحاد في ورطة

تزايدت التساؤلات خلال الساعات الماضية حول مصير المدافع الدولي عبدالإله العمري، لاعب نادي النصر المعار حاليًا إلى صفوف الاتحاد، حتى نهاية الموسم الجاري، وسط مؤشرات على تحركات مكثفة لحسم مصيره في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، والعمري، الذي أثبت جدارته في الخط الخلفي لكتيبة "العميد"، بات مطلبًا ملحًا لإدارة الاتحاد التي تسعى لإبقاء اللاعب ضمن صفوف الفريق بشكل نهائي، بعد أن قدم مستويات لافتة ساعدت الفريق في تحقيق إنجازات مؤثرة هذا الموسم.
نادي النصر الذي لا يزال يملك عقد العمري حتى يونيو 2028، قد وضع سعرًا باهظًا أمام نظيره الاتحاد، حيث طالبت الإدارة النصراوية بمبلغ 60 مليون ريال سعودي مقابل الاستغناء عن خدمات اللاعب بشكل نهائي، وهذا الرقم، الذي وصفه البعض بـ"المفاجئ" أو حتى "الصادم"، ألقى بظلاله على مسار الصفقة، وفتح أبواب التساؤلات حول ما إذا كان الاتحاد سيتحرك لحسم الصفقة بهذا الثمن المرتفع أم سيلجأ لخطة بديلة.
إقرأ ايضاً:رينارد يعلن "قائمة الأخضر" لمواجهتي البحرين وأستراليا الحاسمتينتصميم أنيق يضع سامسونغ في اختبار الموازنة بين الشكل والمضمون
ورغم أن العمري خرج من حسابات النصر هذا الموسم على سبيل الإعارة، إلا أن أدائه الملفت مع الاتحاد جعله من أبرز المدافعين في الدوري، خصوصًا بعد أن ساهم بشكل مباشر في تتويج الفريق ببطولة الدوري، إلى جانب بلوغ نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وتلك الإنجازات عززت من رغبة إدارة الاتحاد في الاحتفاظ بخدمات اللاعب، لا سيما مع وجود رغبة متبادلة بين الطرفين، إذ كشفت تقارير صحفية عن رغبة واضحة من العمري في البقاء داخل أسوار "العميد".
في المقابل، فإن نادي النصر لا يبدو مستعدًا للتفريط في أحد أبرز مدافعيه بسهولة، خصوصًا وأن عقد اللاعب لا يزال ممتدًا لثلاث سنوات مقبلة، وهذا ما جعل الإدارة النصراوية تتشدد في شروطها المالية، واضعة الاتحاد أمام خيارين: إما دفع القيمة المطلوبة أو صرف النظر عن الصفقة، وتحدثت مصادر مقربة من الناديين عن مفاوضات لا تزال جارية خلف الكواليس، في محاولة للتوصل إلى صيغة ترضي الطرفين.
وكان الاتحاد قد قدّم خلال الفترة الماضية أكثر من عرض رسمي إلى النصر من أجل الحصول على توقيع العمري، غير أن تلك العروض لم تلقى القبول من "العالمي"، وهو ما زاد من تعقيد الموقف، ولكن، وبحسب ذات المصادر، فإن إدارة الاتحاد تدرس الصفقة بجدية في الوقت الحالي، ومن غير المستبعد أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي إذا تم تعديل بعض التفاصيل المالية.
عبدالإله العمري، الذي يحظى بثقة كبيرة من الجماهير والمدربين، يعد من اللاعبين السعوديين القلائل الذين جمعوا بين المهارة التكتيكية والقوة البدنية، وهو ما يجعل استمراره في صفوف الاتحاد إضافة نوعية للمنظومة الدفاعية، ومع قرب نهاية الموسم، يبدو أن صيف 2025 سيكون حاسمًا في تحديد وجهة العمري القادمة، خاصة في ظل التنافس بين النصر والاتحاد على فرض شروطهما في واحدة من أبرز صفقات الميركاتو المحلي.
ومع توالي الأنباء، ينتظر عشاق الكرة السعودية ما ستسفر عنه مفاوضات الطرفين في الأيام المقبلة، وسط تساؤلات عن مدى استعداد الاتحاد لدفع المبلغ المطلوب، ومدى جدية النصر في بيعه، وهل يشهد الصيف المقبل نهاية لمسيرة العمري في "العالمي"، أم أن الباب سيبقى مواربا أمام عودته إلى الفريق الذي نشأ فيه.