"94 رحلة يوميا" السعودية تستقبل ضيوف الرحمن بالحفاوة والتنظيم الدقيق

وسط أجواء روحانية واستعدادات مكثفة، تشهد المملكة العربية السعودية هذه الأيام توافد أعداد كبيرة من ضيوف الرحمن من مختلف دول العالم، في مشهد يتجدد كل عام ويعكس مدى جاهزية الجهات المختصة وحرصها على تقديم أرقى الخدمات لضيوف بيت الله الحرام، وفي هذا السياق، كشف مدير الحركة في شركة الوكلاء، ياسر غراب، عن حجم الجهود اليومية المبذولة لاستقبال الحجاج القادمين، مؤكدًا أن الفريق يستقبل يوميًا نحو 94 رحلة قادمة من عدة دول إسلامية، ويعامل الحجاج فيها بكامل الحفاوة والترحيب منذ لحظة وصولهم إلى أرض المملكة.
وأوضح غراب أن فرق الاستقبال تنتشر في مواقع محددة لتأمين انسيابية عملية الدخول، وتبدأ مهمتهم فور نزول الحجاج من الطائرات، حيث يتم توجيههم إلى مناطق الاستراحة المجهزة مسبقًا، وتُقدم لهم فيها وجبات خفيفة وضيافة تليق بمكانتهم كضيوف الرحمن، في خطوة تعكس التقدير والاحترام الذي تحرص الجهات المنظمة على إظهاره لكل حاج.
إقرأ ايضاً:الداخلية تُغرم حتى 100 ألف ريال لمن يصدر تأشيرات زيارة لحجاج بدون تصريحمعجزة طبية في الرياض: إنقاذ ثمانيني من موت محقق بانفجار الشريان الأورطي
وأضاف أن الرحلات اليومية التي تصل إلى المملكة تحمل حجاجًا من دول متعددة مثل الهند، باكستان، إندونيسيا، ماليزيا، والجزائر، وغيرها من الدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن عملية التنظيم والفرز تبدأ مباشرة بعد الاستقبال، حيث يتم تصنيف الحجاج وفق حجوزاتهم الفندقية، فيتم توجيه كل مجموعة إلى الفندق المخصص لها ضمن آلية دقيقة تضمن عدم حدوث أي تكدس أو تأخير.
وأشار غراب إلى أن عملية فرز الحجاج لا تقتصر على توجيههم إلى مقار سكنهم فقط، بل تشمل أيضًا تنسيقًا متكاملًا لنقل الأمتعة، وهو ما يتطلب تنسيقًا عاليًا بين مختلف الفرق العاملة في الميدان، وقال: "فور الانتهاء من تقديم الضيافة، يتم فرز الحجاج حسب الفنادق المخصصة لكل مجموعة، ثم توجههم الفرق إلى الحافلات، بينما تنقل أمتعتهم بطريقة منظمة لتصل في الوقت ذاته إلى مقار السكن، دون أن يتكبد الحاج أي عناء في تتبع أغراضه".
ويبدو أن هذه الجهود المتواصلة تأتي ضمن خطة شاملة وضعتها الجهات المختصة في المملكة لخدمة الحجاج، تعكس حجم الاهتمام والعناية التي تحيط بها السعودية ضيوف بيت الله، وهو ما جعلها تحظى بإشادة عالمية سنوية نظرًا للدقة والانسيابية التي تتم بها عمليات الاستقبال والتنقل.
وتولي شركة الوكلاء، باعتبارها واحدة من الجهات المنفذة لخطط تنظيم الحج، اهتمامًا بالغًا بكفاءة العنصر البشري وتدريبه، حيث يتم اختيار فرق الاستقبال والنقل بعناية لضمان قدرتهم على التعامل مع مختلف الجنسيات والثقافات، إضافة إلى قدرتهم على أداء المهام اللوجستية المعقدة بكل سلاسة، ويُعد وجود مترجمين ومرافقين ميدانيين عنصرًا داعمًا لسهولة التواصل، خصوصًا مع الحجاج القادمين من دول آسيوية وإفريقية لا يتقنون اللغة العربية.
وتترافق هذه الإجراءات التنظيمية مع منظومة إلكترونية متطورة، تُستخدم لتتبع حركة الرحلات ومواعيد وصول الحجاج، كما تساهم في ربط الحجاج بمقار إقامتهم وفنادقهم المعتمدة، مما يعزز من كفاءة الخدمات المقدمة ويوفر تجربة مريحة وسلسة منذ لحظة الوصول وحتى استقرار الحاج في مكان إقامته.
ويُشار إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار التحول النوعي الذي تشهده خدمات الحج في المملكة، والذي يهدف إلى الارتقاء بالخدمات اللوجستية والبشرية بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، الرامية إلى تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة لهم على كافة الأصعدة.
وفي ظل هذه الأجواء الإيمانية التي يعيشها الحجاج مع وصولهم، تؤكد المملكة مجددًا أنها ماضية في تطوير منظومة الحج والعمرة عامًا بعد عام، وأن ضيوف الرحمن سيظلون على رأس أولوياتها، من خلال توفير أجواء مثالية تليق بمكانة الحج كأحد أركان الإسلام.