صدمة من "الفيفا" بشأن الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية..ضريبة تنتظر الجميع!

الفرق المشاركة في كأس العالم 2025
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في مفاجأة ثقيلة وقبيل أسابيع قليلة من انطلاق النسخة التاريخية من كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية، تلقّت الأندية المشاركة صدمة تنظيمية من العيار الثقيل بعدما أخطر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الفرق بوجود التزامات ضريبية أمريكية صارمة سيتم تطبيقها على الجوائز والمكافآت الممنوحة خلال البطولة، الخطوة أثارت حالة من الجدل والاستغراب في الأوساط الكروية، خاصة وأنها تأتي في إطار حدث يُفترض أن يكون احتفالية كروية عالمية ذات بعد رياضي خالص، لا يخضع لتعقيدات إدارية أو مالية تربك الحسابات.

وبحسب ما كشفته مصادر مطلعة داخل أروقة الاتحاد الدولي، فإن "فيفا" أبلغ الفرق المشاركة بضرورة الالتزام بالقوانين الضريبية الأمريكية المتعلقة بالدخل المكتسب داخل الأراضي الأمريكية، وتشمل هذه الالتزامات كلاً من المكافآت التي يقدمها "فيفا" مباشرة للفرق، وكذلك المدفوعات التي تصرفها الأندية للاعبيها وأجهزتها الفنية والإدارية خلال فترة التواجد في الولايات المتحدة، ما يعني أن أي مدخول مرتبط بنشاط البطولة سيخضع للضرائب الأمريكية.


إقرأ ايضاً:مخالفات مرورية بسيطة قد تُدخلك السجن في الكويت! ما هي؟خطوة استراتيجية: كوالكوم تطلق مركزها العالمي الجديد في قلب الإمارات

الجدير بالذكر أن "فيفا" كان قد أعلن سابقًا عن تخصيص مبلغ ضخم يقدر بحوالي مليار وخمسين مليون دولار كمكافآت للفرق المشاركة، سيتم توزيعها بحسب التصنيف التسويقي والقيمة الرياضية لكل نادٍ، إلا أن هذه المكافآت باتت الآن تحت سطوة الضرائب الأمريكية، حيث تم تحديد معدل خصم ضريبي يتراوح ما بين 10% و30%، حسب حالة النادي القانونية والدولة التي ينتمي إليها.

وبموجب القوانين الأمريكية، سيتوجب على "فيفا" حجب جزء من المكافآت قبل تحويلها للأندية، ويُحتمل أن تصل نسبة الخصم الضريبي إلى 30% في حال عدم وجود اتفاقية ضريبية بين الدولة التي ينتمي إليها النادي والولايات المتحدة، ومع ذلك، يمكن تقليص هذا الالتزام في حال تمتع الدولة باتفاقية ضريبية مع أمريكا أو إذا أقر النادي التزامه بتقديم إقرار ضريبي أمريكي مباشر.

وتأتي هذه التعليمات في وقت حساس، حيث تستعد الفرق للمشاركة في البطولة التي تنطلق يوم 14 يونيو المقبل وتستمر حتى 13 يوليو، في نسخة موسعة تُشارك فيها نخبة من الأندية العالمية، وتعد هذه النسخة الأولى التي تُنظم بصيغة موسعة تضم 32 فريقًا، وهي بمثابة تجربة كروية فريدة يأمل "فيفا" في أن تؤسس لمرحلة جديدة من البطولات العالمية للأندية.

لكن فرض الضرائب الأميركية على الجوائز المالية والمستحقات يضع الأندية أمام تحديات مالية غير متوقعة، لا سيما تلك التي لا تتمتع بملاءة اقتصادية كبيرة، كما أن خضوع الرواتب والمكافآت الخاصة باللاعبين والمدربين لهذه الضرائب قد يسبب إرباكًا إداريًا داخليًا، خاصة أن الرواتب في الأندية غالبًا ما تُحدد مسبقًا دون احتساب ضرائب إضافية على الأراضي الأجنبية.

من الناحية القانونية، فإن الأندية التي تمثل كيانات تجارية مرخصة كشركات لكرة القدم ستخضع تلقائيًا لضريبة دخل أمريكية على أي عائد تحققّه خلال فترة إقامتها في البلاد، وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من سياسة مالية أمريكية صارمة تُطبق على كل الكيانات الاقتصادية الناشطة داخل أراضيها، حتى وإن كانت تخضع لمنظمة رياضية عالمية كـ"فيفا".

وتسعى "فيفا" حاليًا إلى التنسيق مع السلطات الضريبية الأمريكية لتفصيل الإجراءات الخاصة بكل نادٍ على حدة، ومن المنتظر أن تُبلغ الأندية بكافة التفاصيل المرتبطة بالمبالغ المستحقة والاقتطاعات التي ستطالها، مع بيان الدول التي تشملها معاهدات ضريبية مع الولايات المتحدة، لتفادي فرض الحد الأقصى من الضريبة على أندية لا تستحق ذلك.

 فإن الأندية الأفريقية الأربعة التي تمثل القارة السمراء في البطولة – وهي الأهلي المصري، والترجي التونسي، والوداد المغربي، وصن داونز الجنوب أفريقي لن تخضع لأقصى نسبة ضريبية ممكنة (30%) التي قد تُفرض على الأندية الأخرى المشاركة في كأس العالم للأندية، نظراً لأن دولها ترتبط باتفاقيات ضريبية ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني أن الضرائب المفروضة على هذه الفرق ستكون أقل من 30%، وقد تنخفض إلى 10% أو أقل، تبعًا للتقدير القانوني لكل حالة.

ومع تصاعد الأصوات المنتقدة لهذا القرار، يرى بعض المراقبين أن تطبيق الضرائب في بطولة عالمية للأندية ينزع عنها جزءًا من طابعها الرياضي الصرف، ويحولها إلى مساحة للقيود الإدارية، في حين يدافع آخرون عن القرار باعتباره إجراء سيادي يخضع للأنظمة المحلية الأمريكية، التي لا تُستثنى منها حتى أكبر الهيئات الرياضية العالمية.

وتبقى الأيام القادمة حاسمة في مدى تأثير هذه الإجراءات على تحضيرات الفرق، خاصة أن بعض الأندية قد تعيد النظر في تفاصيل مكافآتها الداخلية، أو تطلب توضيحات قانونية إضافية قبل الشروع في المنافسة، وفي كل الأحوال، تبدو نسخة 2025 من كأس العالم للأندية مختلفة على أكثر من مستوى، ليس فقط بسبب توسعة البطولة، بل أيضاً بسبب البعد المالي والضريبي الذي طغى على مشهد التحضيرات.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook