في الرياض: تعاون سعودي-إسباني يتسع لمشاريع رؤية 2030

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية والتعاون البنّاء بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا، انطلقت اليوم في مدينة الرياض أعمال الدورة الرابعة للجنة السعودية-الإسبانية المشتركة، برئاسة وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل بن فاضل الإبراهيم، ونظيره الإسباني وزير الاقتصاد والتجارة والأعمال، كارلوس كويربو، وشهد اللقاء حضور عدد من كبار المسؤولين من كلا البلدين، في أجواء اتسمت بالتفاؤل والرغبة الصادقة في تعزيز أطر الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، كما أن التعاون السعودي-الإسباني يتسع لمشاريع رؤية 2030.
وتمحورت أعمال اللجنة حول مناقشة عدد من المبادرات القائمة والمستقبلية، التي تهدف إلى تعزيز أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يواكب تطلعات القيادتين في البلدين، ويعزز مكانة العلاقات السعودية-الإسبانية كأنموذج مميز للتعاون الدولي القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأعرب الجانبان عن تطلعهما لتطوير الشراكة إلى آفاق أكثر تنوعًا وابتكارًا، خاصة في ظل التحديات والمتغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، والتي تفرض أهمية تكاتف الجهود وتبادل الخبرات.
إقرأ ايضاً:مكافآت مالية تصل لـ20 ألف دولار عبر برنامج جذب المستخدمين الجدد في إنستغرامالهلال يفاوض نجم مانشستر يونايتد.. وطلب مالي يفوق التوقعات
وشكل الاجتماع منصة مهمة لتبادل الرؤى حول سبل تعميق التعاون في القطاعات الحيوية، من بينها التجارة والاستثمار، والطاقة المتجددة، والنقل، والبنية التحتية، والسياحة، والتعليم، والثقافة، كما استعرض الطرفان فرص الشراكة في إطار رؤية السعودية 2030، التي تمثل نقطة جذب للمستثمرين العالميين، وبالأخص الشركات الإسبانية الرائدة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والبناء، والتي أبدت اهتمامًا متزايدًا بالمشاركة في مشاريع التنمية السعودية الكبرى، مثل "نيوم"، و"البحر الأحمر"، و"القدية".
وأكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم خلال الاجتماع أن العلاقات السعودية-الإسبانية تشهد تطورًا ملحوظًا، وأن اللجنة المشتركة تمثل آلية فعالة لترجمة الطموحات إلى مشاريع واقعية تسهم في التنمية المستدامة للبلدين، وشدد على أهمية تعزيز التواصل بين القطاعين الحكومي والخاص في الجانبين، بما يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة، خاصة في ظل البيئة الاقتصادية السعودية الواعدة التي تقدم حوافز وتشريعات جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
من جهته، أشاد الوزير الإسباني كارلوس كويربو بمستوى التقدم الذي تحققه المملكة في مختلف المجالات، مؤكدًا حرص إسبانيا على توطيد شراكتها الاقتصادية مع السعودية، واستكشاف المزيد من مجالات التعاون، لا سيما في الابتكار والتقنيات الحديثة والتعليم العالي، وهي مجالات تشكل أولوية لدى الحكومتين وتعد بوابة لبناء علاقات أكثر عمقًا واستدامة.
ويأتي هذا الاجتماع امتدادًا لسلسلة من اللقاءات التي تعكس التزام الطرفين بتفعيل التعاون الثنائي من خلال أطر مؤسسية راسخة، حيث تُعد اللجنة السعودية-الإسبانية المشتركة إحدى الأدوات الفعالة لتعزيز العلاقات المتعددة الأبعاد، وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق نمو اقتصادي يخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وفي ختام أعمال الدورة الرابعة، أكد الجانبان عزمهما على مواصلة التنسيق المشترك، والعمل على إزالة العقبات أمام الاستثمارات والتبادل التجاري، وتكثيف الجهود لخلق بيئة أعمال مواتية تدفع بعجلة التنمية والازدهار المشترك، مع التطلع إلى عقد المزيد من اللقاءات والمنتديات الثنائية في المستقبل القريب.