حرس الحدود بمكة المكرمة يتدخل لإنقاذ مجموعة مصرية جنحت وسيلتهم البحرية على الشعاب المرجانية

حرس الحدود
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في إطار المهام الموكلة للجهات الأمنية السعودية للحفاظ على الأمن البحري وسلامة المرتادين للبحار والسواحل، نجحت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود بمحافظة القنفذة بمنطقة مكة المكرمة، في تنفيذ عملية إنقاذ ناجحة لعشرة مقيمين من الجنسية المصرية، بعدما جنحت وسيلتهم البحرية على الشعاب المرجانية في مياه المحافظة.

هذا الحادث الذي أثار قلقًا كبيرًا بين المسؤولين والجهات المختصة، جرى التعامل معه بسرعة ودقة عالية من قِبل فرق البحث والإنقاذ، التي تحركت على الفور عقب تلقي البلاغ بخصوص جنوح الوسيلة البحرية، حيث تمكنت الفرق من الوصول إلى موقع الحادث في وقت قياسي، مع تجهيز كافة المستلزمات والأدوات التي تضمن سلامة الأشخاص المحتجزين على القارب.


إقرأ ايضاً:لتعزيز الابتكار الصناعي والتوسع الدولي: الإمارات تطلق برنامجًا عالميًا لتبادل الشركات الناشئة هل تقترب جوهرة نيوكاسل من روشن؟ شرط جزائي خرافي يشعل مفاوضات الاتحاد مع برونو

وأوضحت المصادر الرسمية أن الحادث وقع عندما تعرضت الوسيلة البحرية التي كان على متنها هؤلاء المقيمين لعطل فني أدى إلى جنوحها على الشعاب المرجانية الموجودة في أحد المواقع البحرية بمحافظة القنفذة، وهو ما شكل خطرًا داهمًا على سلامة الركاب وعلى الوسيلة البحرية نفسها، لكن بفضل يقظة فرق البحث والإنقاذ التي باشرت الموقع فورًا، تم تقديم الدعم اللازم والإنقاذ الفوري، وتمت عملية إنقاذ الركاب بسلام ودون وقوع إصابات تذكر، ما يعكس مستوى التدريب والجاهزية العالية التي تتمتع بها هذه الفرق الأمنية.

وقد حرصت فرق الإنقاذ على توفير كل الاحتياجات العاجلة للمقيمين، بدءًا من تقديم الإسعافات الأولية إن تطلب الأمر، إلى التأكد من توفير الأمن النفسي والمعنوي لهم أثناء عملية الإنقاذ، كما تم التنسيق مع الجهات المعنية لضمان نقل الوسيلة البحرية إلى مكان آمن، وفحصها بشكل شامل للتأكد من عدم تعرضها لأضرار جسيمة، ولضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

وفي هذا الصدد، أكدت المديرية العامة لحرس الحدود على أهمية الالتزام بإرشادات السلامة البحرية التي تُعد من الضوابط الرئيسية التي تضمن سلامة المرتادين للسواحل والبحار، ودعت في بيان رسمي جميع مستخدمي الوسائط البحرية إلى التحقق من سلامة ومتانة الوسائل البحرية قبل الشروع في الإبحار، واتباع التعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة، بهدف الوقاية من الحوادث التي قد تعرض حياة الإنسان للخطر وتسبب خسائر مادية كبيرة.

وتعد هذه الحادثة واحدة من ضمن الحوادث البحرية التي تقوم فرق حرس الحدود بالتعامل معها بشكل دوري في مختلف مناطق المملكة، إذ تحرص الجهات المعنية على متابعة الوضع البحري باستمرار، وتكثيف عمليات البحث والإنقاذ في كل وقت، لاسيما خلال المواسم التي تشهد كثافة في الحركة البحرية مثل موسم الصيف وشهر رمضان والأعياد، وذلك حرصًا على سلامة الجميع.

كما تقوم فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود بتدريب مستمر ومكثف على عمليات الإنقاذ البحري باستخدام أحدث المعدات والتقنيات، وهو ما ساهم بشكل كبير في تقليل معدلات الحوادث البحرية والوفيات الناجمة عنها في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يعكس مدى جدية المملكة في رفع مستوى السلامة البحرية، وحماية الأرواح والممتلكات في المياه الإقليمية.

من جهة أخرى، تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن حالات جنوح الوسائط البحرية على الشعاب المرجانية أو في المناطق الضحلة تشكل خطراً بيئياً إضافياً، إذ يمكن أن تؤدي إلى إلحاق ضرر بالبيئة البحرية والحياة الفطرية، خاصة في المناطق التي تحتوي على الشعاب المرجانية الحساسة، والتي تعتبر من النظم البيئية الهامة التي تحافظ على التنوع البيولوجي في البحر.

ولهذا السبب، تعطي المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لحماية البيئة البحرية، وتعمل على تكثيف حملات التوعية والتثقيف حول ضرورة الحفاظ على الموارد البحرية والالتزام بالأنظمة التي تمنع الإضرار بها، وذلك بالتعاون بين مختلف الجهات الحكومية المعنية، مثل وزارة البيئة والمياه والزراعة، والهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، إلى جانب الجهات الأمنية كحرس الحدود.

وفي إطار تعزيز ثقافة السلامة البحرية، تدعو المديرية العامة لحرس الحدود جميع المواطنين والمقيمين إلى الإبلاغ الفوري عن أي حوادث بحرية أو أية حالات قد تهدد سلامة الأشخاص والوسائط البحرية، وذلك عبر القنوات الرسمية المتاحة، حيث يشكل الوعي الجماعي والتعاون بين الجميع أحد أهم عوامل نجاح عمليات الإنقاذ والوقاية من الحوادث.

يضاف إلى ذلك أن السلطات السعودية تعمل على تحديث القوانين واللوائح المنظمة للنشاط البحري بشكل مستمر، بما يتماشى مع المعايير الدولية، لتعزيز السلامة البحرية، وتقليل المخاطر على مختلف المستويات، مما يجعل المملكة من الدول الرائدة في مجال الأمن والسلامة البحرية في المنطقة.

ختامًا، فإن حادثة جنوح الوسيلة البحرية التي وقعت بمحافظة القنفذة وأدت إلى تدخل فرق البحث والإنقاذ بحرس الحدود تُجسد بشكل واضح حرص الجهات الأمنية السعودية على توفير أقصى درجات الحماية والسلامة لجميع المرتادين للسواحل والبحار، ويُعد إنقاذ هؤلاء المقيمين المصريين تجسيدًا عمليًا للتعاون الأمني الإنساني الذي تبذله المملكة، الذي يهدف إلى حماية الأرواح وتقديم المساعدة للمتضررين في أسرع وقت ممكن.

وتؤكد هذه الحادثة أهمية الالتزام بإرشادات السلامة البحرية، وصيانة الوسائط البحرية بشكل دوري ومنتظم، فضلاً عن ضرورة احترام القواعد التنظيمية التي تهدف إلى الحفاظ على سلامة الجميع والبيئة البحرية، وهو ما يجسده الدور الحيوي لحرس الحدود في المملكة العربية السعودية كحامي للسواحل والحياة البحرية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook