بحضور علمي دولي: اختتام ناجح لمؤتمر الميتاجينوم الأول بالرياض
اختتمت في العاصمة الرياض اليوم أعمال المؤتمر العالمي الأول للميتاجينوم والميكروبيوم، والذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، في خطوة لافتة تؤكد التزام المملكة بتعزيز البحث العلمي والابتكار في مجالات الطب الحيوي والذكاء الاصطناعي الصحي، المؤتمر، الذي استقطب مشاركات دولية لافتة وحضورًا علميًا رفيع المستوى، جمع تحت سقفه نخبة من العلماء والباحثين من مختلف دول العالم، وفتح آفاقًا جديدة للتعاون العلمي واستكشاف أحدث التقنيات في مجال علوم الميكروبيوم والميتاجينوم.
وشهد اليوم الختامي للمؤتمر ثلاث جلسات علمية ثرية، قُدمت خلالها ثماني محاضرات تخصصية من قِبل رواد وخبراء في هذا الحقل المتنامي، وقد افتتحت فعاليات اليوم بجلسة تناولت تأثير الميكروبات على الجهاز المناعي، ألقاها رئيس جامعة كولومبيا الأمريكية، حيث استعرض أحدث النتائج العلمية حول العلاقة المعقدة بين الكائنات الدقيقة وصحة الإنسان، ودورها في الوقاية والعلاج من العديد من الأمراض المزمنة، أما الجلسة الثانية، فركزت على أحدث التقنيات في تشخيص الأمراض المعدية، بمشاركة متحدثين من قطر وكوريا الجنوبية والمملكة، حيث نُوقشت آليات التشخيص المتقدم وأثرها على دقة وكفاءة العلاج.
إقرأ ايضاً:مليار و400 مليون ريال السعودية تكتب قصة عطاء عبر منصة "تبرع"النصر يتحرك لضم نجم "ميلان الإيطالي" بديل لساديو ماني
واختُتمت الجلسات بجلسة نوعية تناولت تشخيص الأمراض باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وسلطت الضوء على التجارب الرائدة من المملكة المتحدة وهيئة الغذاء والدواء السعودية، التي استعرض ممثلوها تجارب استخدام خوارزميات التعلم الآلي لتحسين سرعة ودقة التشخيص الطبي، وهو ما يعكس تكامل علوم الحاسب الحيوي والذكاء الاصطناعي في خدمة الطب.
كما شهدت أروقة المؤتمر منافسة علمية ضمن مسابقة الملصقات البحثية، التي شارك فيها 15 باحثًا وباحثة قدموا ملصقات علمية متخصصة استعرضت مشاريعهم البحثية الرائدة، وتم خلال الحفل الختامي تكريم الفائزين في هذه المسابقة التي تهدف إلى دعم الطاقات البحثية الشابة وتعزيز روح الابتكار في الجيل الجديد من الباحثين.
وقد لاقى المؤتمر أصداءً إيجابية واسعة في الأوساط الأكاديمية والطبية داخل المملكة وخارجها، وعُدّ خطوة رائدة نحو توطين المعرفة وتعزيز دور المملكة في تشكيل مستقبل الطب الدقيق وصحة الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي.
وعبّرت الدكتورة همسة الطيب، رئيس مجلس إدارة جمعية الميتاجينوم والميكروبيوم والمشرف العام على المؤتمر، عن سعادتها بنجاح النسخة الأولى من هذا الحدث العلمي، مؤكدة أن المؤتمر تجاوز التوقعات من حيث المشاركة العلمية والنوعية، وقالت: "لقد نجحنا في بناء منصة عالمية جمعت الخبرات من مختلف القارات، وأسهمنا في نقل المعرفة واستعراض أحدث ما توصلت إليه الأبحاث في هذا المجال، بما يعكس التزام المملكة بتحقيق أهداف رؤية 2030 في دعم الابتكار العلمي والارتقاء بمنظومة الصحة".
وأكدت الدكتورة همسة أن الجمعية تسعى إلى ترسيخ المؤتمر كفعالية سنوية متجددة، تواكب التطورات المتسارعة في قطاع الميتاجينوم والميكروبيوم، وتُسهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للأبحاث الصحية الدقيقة والابتكار الطبي، وأشارت إلى أن النتائج والتوصيات التي خرج بها المؤتمر سيكون لها دور فاعل في توجيه السياسات البحثية والصحية في المستقبل، لا سيما في ظل تنامي الحاجة لفهم التكوين الميكروبي للجسم البشري وتأثيره على صحة الإنسان.