الداخلية: تنفيذ أحكام بالقتل لمهربي هيروين وحشيش في مكة ونجران

نفذت وزارة الداخلية السعودية، اليوم الثلاثاء، أحكام القتل تعزيرًا بحق ثلاثة مقيمين أُدينوا بتهريب مواد مخدرة إلى داخل أراضي المملكة، في خطوة تؤكد عزم السلطات على اجتثاث هذه الآفة القاتلة من جذورها، وتوجيه رسالة حازمة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد وصحة المجتمع.
وجاء تنفيذ أول الأحكام في منطقة مكة المكرمة بحق المقيم الباكستاني محمد كرم محمد أفضل، الذي ثبت تورطه في محاولة تهريب كمية من مادة الهيروين المخدر، في واحدة من القضايا الخطيرة التي تعاملت معها الأجهزة الأمنية بحزم ويقظة، وقد أسفرت التحقيقات التي أجريت مع المتهم عن اعترافه بجرمه، وتوجيه الاتهام إليه رسميًا، ومن ثم تمت إحالته إلى المحكمة المختصة التي أصدرت حكمها بثبوت التهمة وقررت قتله تعزيرًا، وبعد استنفاد كافة درجات التقاضي، بما فيها الاستئناف وتصديق المحكمة العليا، صدر الأمر الملكي بتنفيذ الحكم الشرعي.
إقرأ ايضاً:التعاون يوقف المفاوضات مع "يوردانيسكو": من يقود الفريق في الموسم الجديد؟يايلسه يكشف تفاصيل أزمة جديدة في الأهلي.. رسالة مهمة للجماهير
وفي ذات السياق، نفذت الداخلية في وقت لاحق من اليوم ذاته حكم القتل تعزيرًا بمنطقة نجران بحق المقيمين عبدالسلام جمال محمد وعبدالصمد ليقي محمد، وهما من الجنسية الإثيوبية، بعد تورطهما في محاولة تهريب كمية من الحشيش المخدر إلى داخل المملكة، وتمكنت الجهات الأمنية من ضبطهما قبل تنفيذ جريمتهما، وبعد استكمال إجراءات التحقيق وتأكيد الأدلة، أُحيلا إلى المحكمة المختصة التي أصدرت حكمها بقتلهما تعزيرًا، وقد نُفذ الحكم بعد تأييده من الجهات القضائية العليا وصدور الأمر الملكي بإنفاذه.
وأكدت وزارة الداخلية، في بيان لها عقب تنفيذ الأحكام، أن حكومة المملكة العربية السعودية ماضية في حربها الشرسة ضد المخدرات، إدراكًا منها لما تسببه هذه السموم من أضرار جسيمة تطال الفرد والمجتمع على حد سواء، وتنتهك القيم والحقوق، وتدمر مستقبل النشء، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى إزهاق أرواح بريئة، وشددت الوزارة على أن المملكة لن تتهاون مع كل من تسوّل له نفسه الإضرار بأمنها أو تهديد صحة مواطنيها ومقيميها، وأن العقوبات الرادعة بانتظار كل من يشارك في تهريب أو ترويج أو تصنيع المواد المخدرة.
كما أوضحت الداخلية أن تنفيذ هذه الأحكام يأتي في إطار التزام المملكة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي تجرّم المخدرات بشدة، وتعتبر التورط فيها من أعظم الجرائم التي تستوجب العقوبة الرادعة، حفاظًا على الدين والنفس والعقل، وهي الضرورات التي جاءت الشريعة لحمايتها، ووجهت الوزارة رسالة واضحة وصريحة إلى كل من يفكر بالانخراط في مثل هذه الأنشطة الإجرامية بأن مصيره سيكون المواجهة الحتمية مع العدالة، وأن المملكة لا تساوم على أمنها ولا تتسامح مع من ينشر الفساد في أرضها.
ولقي بيان الداخلية تفاعلًا واسعًا على الصعيدين الرسمي والشعبي، حيث اعتبره كثيرون تأكيدًا على جدية الدولة في مكافحة المخدرات بكل الوسائل المتاحة، وردع المتاجرين بها، خصوصًا في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تصاعد في نشاط العصابات المنظمة العابرة للحدود، وفيما تتضافر الجهود الأمنية والقضائية لقطع دابر هذه الجريمة، تدعو المملكة المجتمع إلى رفع مستوى الوعي والتعاون مع الجهات المختصة للتبليغ عن أي أنشطة مشبوهة تسهم في نشر المخدرات أو التستر على مهربيها.
وفي ظل هذا الحزم، يتجلى بوضوح الموقف السعودي الراسخ: لا تساهل مع المخدرات، ولا تهاون مع من يهدد استقرار المجتمع ومستقبله.