هل تقترب جوهرة نيوكاسل من روشن؟ شرط جزائي خرافي يشعل مفاوضات الاتحاد مع برونو
في تطوّر مفاجئ قد يغيّر خارطة موسم الانتقالات الصيفي في آسيا، دخل نادي الاتحاد السعودي في مفاوضات رسمية مع نجم خط وسط نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، البرازيلي برونو جيماريش، في خطوة وُصفت بأنها "جريئة ومصيرية" من إدارة العميد لتعزيز صفوف الفريق بعناصر من الطراز العالمي.
ويأتي هذا التحرّك بعد موسم حافل للاتحاد، تُوّج فيه بلقب دوري روشن للمحترفين، ويستعد خلاله لخوض نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، مما يضع النادي في قلب المشهد الكروي السعودي ويمنحه دفعة قوية لدخول ميركاتو الصيف بثقة غير مسبوقة.
إقرأ ايضاً:بذكاء وتصميم أنيق: شاومي تدخل سوق الميكرويفات المنزليةمليار و400 مليون ريال السعودية تكتب قصة عطاء عبر منصة "تبرع"
وتستند المفاوضات إلى رغبة الاتحاد في ضم أحد أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث أكدت شبكة TNT البرازيلية، عبر الصحفي مارسيلو بيلتشر، أن الاتحاد بدأ بالفعل تواصله مع ممثلي اللاعب قبل أسابيع، في محاولة جادة للظفر بخدماته خلال صيف 2025.
ويُعد برونو جيماريش من أبرز المواهب البرازيلية في أوروبا حاليًا، بفضل أدائه اللافت مع نيوكاسل منذ انضمامه إليه عام 2022 قادمًا من نادي أولمبيك ليون الفرنسي، مقابل 47.1 مليون يورو، ليصبح أحد أعمدة الفريق الأساسية في مشروع إعادة بناء النادي الإنجليزي.
واللافت في هذه الصفقة المحتملة، هو الشرط الجزائي الخرافي الموجود في عقد جيماريش مع نيوكاسل، والبالغ 120 مليون يورو، وهو رقم ضخم حتى بمعايير الأندية الأوروبية الكبرى، ويطرح تساؤلات جدية حول قدرة الاتحاد على دفع هذا المبلغ، أو ما إذا كان سيلجأ إلى تفاوض مباشر مع نيوكاسل لتقليل القيمة المطلوبة.
ويبدو أن إدارة الاتحاد تدرك جيدًا صعوبة تفعيل الشرط الجزائي، إلا أن المؤشرات تؤكد استعداد النادي لتقديم عرض مالي مغرٍ، مدعومًا بإمكانات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي لا يزال يلعب دورًا حيويًا في دفع عجلة تطوير الدوري المحلي وتعزيز جاذبيته من خلال استقطاب نجوم عالميين.
وجيماريش، البالغ من العمر 27 عامًا، يتمتع بمقومات فنية وتكتيكية تجعله هدفًا مثاليًا لأي نادٍ يطمح للهيمنة على البطولات المحلية والقارية، فقد شارك مع نيوكاسل في أكثر من 130 مباراة، أحرز خلالها 17 هدفًا، وصنع 23 تمريرة حاسمة.
فضلًا عن كونه محورًا رئيسيًا في منظومة اللعب بفضل رؤيته الميدانية الحادة وقدرته على التحكم في نسق المباراة، كما يتميز بقدرته على التحوّل السريع بين الدفاع والهجوم، وهي السمة التي يفتقر إليها وسط الاتحاد حاليًا في ظل تقدم أعمار بعض اللاعبين وتراجع مردود آخرين.
وتأتي مفاوضات الاتحاد مع جيماريش في سياق استراتيجي موسع تتبناه إدارة النادي بقيادة أنمار الحائلي، التي تسعى للحفاظ على زخم الإنجازات، وعدم الاكتفاء بما تحقق في الموسم الماضي، وبعد نجاح الفريق في التوقيع مع نجوم عالميين مثل كريم بنزيما، ونجولو كانتي، وفابينيو، تبدو الإدارة مصممة على تعزيز الصفوف بأسماء أخرى قادرة على مواصلة النجاحات، خاصة في ظل المشاركة المرتقبة في دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية، حيث يصبح الحضور القاري والدولي مطلبًا أساسيًا.
ومن جهة أخرى، لا تزال إدارة نيوكاسل، التي تمتلكها أيضًا جهات سعودية عبر صندوق الاستثمارات العامة، تلتزم الصمت الرسمي حيال الأنباء المتداولة، لكن مصادر صحفية أشارت إلى أن النادي لا ينوي التفريط بسهولة في أحد أركانه الأساسية، نظرًا لدوره المحوري في المشروع الرياضي الجديد للنادي الذي يسعى إلى المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.
ومع ذلك، تبقى المعادلة المالية حاضرة بقوة في هذه المعادلة، إذ قد يُجبر عرض ضخم ومغرٍ الإدارة الإنجليزية على إعادة النظر، خاصة إذا كانت هناك بدائل جاهزة في السوق لتعويض اللاعب.
ومع دخول سوق الانتقالات مرحلة الغليان، وتهافت الأندية السعودية على التعاقد مع نجوم النخبة عالميًا، يبدو أن الاتحاد لا يرغب في الوقوف على هامش المشهد، بل يسعى لأن يكون في طليعة الصفقات الصيفية، وقد اعتاد متابعو دوري روشن على صفقات مفاجئة في السنوات الأخيرة، لكن صفقة بهذا الحجم وبهذا اللاعب تحديدًا، ستُعد نقلة نوعية حقيقية ليس فقط للاتحاد، بل للدوري السعودي ككل.
وفبرونو جيماريش ليس مجرد لاعب وسط بارع، بل رمز لقيمة رياضية وفنية ستمنح الدوري دفعة هائلة في معركته الإعلامية والتنافسية أمام الدوريات العالمية.
وفي ظل غياب أي إعلان رسمي حتى الآن، يبقى المشهد مفتوحًا على جميع السيناريوهات، فقد يتمسك نيوكاسل بنجمه ويغلق الباب أمام العرض السعودي، أو يرضخ لإغراءات مالية قياسية، تكتب فصلاً جديدًا في انتقالات دوري روشن، أما جماهير الاتحاد، فتُمنّي النفس بصفقة تُعيد إلى الأذهان أمجاد كبار النجوم الذين مرّوا على النادي، وتُعزّز الحلم بإحراز ألقاب جديدة، على رأسها دوري أبطال آسيا والمنافسة القارية والعالمية.
ويبقى السؤال الذي يشغل الشارع الرياضي السعودي الآن: هل ينجح الاتحاد في كسر حاجز المئة مليون يورو ويحقق صفقة العمر؟ أم أنّ نيوكاسل سيعضّ بالنواجذ على نجم وسطه ويمنع رحيله؟ الإجابة باتت قريبة، وقد تحمل الأيام القليلة المقبلة تفاصيل مثيرة تكتب سطورًا جديدة في تاريخ الانتقالات بين أوروبا وآسيا.