شريحة واحدة تغيّر حياة المرضى: آبل تبدأ تجربة التحكم بالدماغ

آبل تدمج الدماغ بالتكنولوجيا
كتب بواسطة: سماح عبده | نشر في  twitter

في خطوة تقنية قد تعيد رسم حدود التفاعل بين الإنسان والآلة، كشفت شركة آبل عن اختبارها لتقنية واجهة الدماغ والحاسوب المعروفة باسم "بي سي آي" (BCI) ضمن أنظمة تشغيلها المختلفة، بما في ذلك "iOS" و"iPadOS" و"visionOS"، وذلك بالشراكة مع شركة ناشئة تُدعى "سينكرون" (Synchron) تطور شرائح دماغية متقدمة. وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، يجري حاليًا تجريب التقنية على مجموعة من المتطوعين، في خطوة تعد الأجرأ من نوعها بالنسبة لآبل على صعيد الدمج بين التقنية والبيولوجيا.

وترتكز هذه التقنية الجديدة على فكرة التحكم الكامل في الأجهزة من خلال إشارات الدماغ فقط، دون الحاجة إلى لمس أو تحريك اليدين، ما يفتح آفاقًا غير مسبوقة للأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية تمنعهم من استخدام الأجهزة التقليدية. وتُطلق آبل على هذه الخاصية اسم "سويتش كونترول" (Switch Control)، وتهدف إلى تقديم تجربة استخدام أكثر إنسانية ومرونة لملايين المستخدمين المحتملين.


إقرأ ايضاً:هل ينجح ترمب في كسر جمود الحرب الأوكرانية عبر اتصاله ببوتين وزيلينسكي؟قطر تعتمد رسميًا مواعيد امتحانات نهاية العام 2025: إليك التفاصيل

ورغم أن آبل لا تصنع هذه الشرائح بنفسها كما تفعل شركة "نيورالينك" التابعة لإيلون ماسك، فإنها اختارت التعاون مع "سينكرون" التي تطور شريحة تُعرف باسم "ستينترود" (Stentrode). ما يميز هذه الشريحة أنها تُزرع عبر أحد الأوردة القريبة من الدماغ، دون الحاجة إلى عمليات جراحية معقدة أو أدوات ثقب الجمجمة، إذ تستغرق عملية الزراعة ساعتين فقط وتشبه تركيب القسطرة القلبية، مما يجعلها أقل خطورة وأسرع انتشارًا مقارنةً ببدائل مثل "نيورالينك".

وتُظهر التجارب الحالية نتائج مبهرة، فقد تمكن أحد المرضى من استخدام الشريحة لكتابة الرسائل النصية، وإضاءة الغرفة، وحتى تشغيل مروحة أو إعطاء أوامر لروبوت التنظيف "رومبا"، وذلك فقط عبر أفكاره وإشارات دماغه التي تتفاعل مع نظام "آبل فيجن برو" باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من شركة "إنفيديا". هذه القدرات تفتح بابًا واسعًا أمام الأشخاص المصابين بأمراض مثل التصلب الجانبي الضموري، الذين يجدون في هذه التقنية بارقة أمل للاندماج الفعّال في الحياة اليومية.

وقد حصلت شرائح "سينكرون" على تصنيف "جهاز ثوري" من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وهو ما يمنحها مسارًا سريعًا نحو الاعتماد الرسمي، نظرًا لإمكانياتها العالية في تحسين حياة الأفراد ذوي الإعاقات الشديدة. ومع أن التقنية لا تزال في طور التطوير وغير متاحة لعامة الناس، فإن حصول آبل على شراكة في هذا المجال، وامتلاكها لمليارات الأجهزة حول العالم، قد يُعجل بانتشارها عالميًا حال إقرارها بشكل نهائي.

وفي المقابل، تتبنى شركة "نيورالينك" تصورًا أكثر جرأة، إذ تسعى لجعل الشرائح الدماغية أداة تمنح البشر قدرات خارقة وذكاءً اصطناعيًا فائقًا من خلال دمج العقل البشري بالآلة، فيما يعرف بمفهوم "التفرد التقني"، وهو مصطلح يتوقع الخبراء أن يتحقق بحلول عام 2045، ما يجعلنا أمام مسارين مختلفين تمامًا في مستقبل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook