وزارة الحج تحذر: لا لافتراش الساحات حفاظًا على سلامة الحجاج
إقرأ ايضاً:رقابة ميدانية مكثفة في مكة والمدينة استعدادًا لموسم الحج 1446ضبط 17 مخالفًا نقلوا حجاجًا دون تصاريح: عقوبات رادعة تنتظرهم
شددت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية على ضرورة التزام ضيوف الرحمن بالأنظمة والتعليمات، مؤكدة أن مظاهر الافتراش في الممرات والساحات تشكل تهديدًا مباشرًا على سلامة الحجاج والمصلين، وتعرقل جهود التنظيم التي تبذلها الجهات المختصة لضمان موسم حج آمن وسلس للجميع، وتأتي هذه التوجيهات في إطار الاستعدادات المكثفة التي تشهدها الأراضي المقدسة مع اقتراب موسم الحج، حيث تتكامل جهود الجهات الأمنية والصحية والتنظيمية لتوفير بيئة مناسبة لأداء الشعائر بيسر وطمأنينة.
الوزارة أوضحت في بيان رسمي أن بعض الحجاج قد يلجؤون إلى افتراش الأرض في مواقع غير مخصصة للراحة، سواء في الساحات المحيطة بالحرم أو في الممرات التي تستخدم لعبور المشاة، وهو ما يتسبب في اختناقات بشرية ويعيق حركة الطائفين، فضلاً عن التأثير المباشر على وصول سيارات الإسعاف والفرق الطبية عند الحالات الطارئة، وهو أمر بالغ الخطورة في مثل هذه المواسم التي تشهد كثافة بشرية عالية وتستدعي أعلى درجات الجاهزية.
وحرصت الوزارة على التأكيد أن التنظيم المحكم لموسم الحج لا يقتصر فقط على خطط التفويج والخدمات اللوجستية، بل يشمل أيضاً سلوكيات الأفراد ومدى التزامهم بالتعليمات التي تهدف في الأساس إلى حمايتهم، وضمان أمنهم وسلامتهم، وأشارت إلى أن افتراش الحجاج في غير الأماكن المخصصة يشكل عبئاً إضافياً على الكوادر التنظيمية، التي تعمل على مدار الساعة لتنسيق حركة الحشود، وضمان انسيابية التنقل بين المشاعر المقدسة.
وأكدت الوزارة أن هذه الظاهرة، وإن بدت فردية في بعض الحالات، فإنها سرعان ما تتحول إلى حالة جماعية تُفاقم التحديات الميدانية، وتؤدي إلى حالات تدافع أو تزاحم، ما قد يهدد بوقوع إصابات أو أضرار بشرية، كما أن مخالفة النظام بالتواجد في الأماكن غير المخصصة يُعد تجاوزاً صريحاً للأنظمة والتعليمات التي يوقع عليها الحجاج قبل أداء النسك، ما يستوجب وقفة حازمة من الجهات التنظيمية وتعاوناً صادقاً من ضيوف الرحمن أنفسهم.
ودعت وزارة الحج والعمرة جميع الحجاج إلى ضرورة التوجّه إلى أماكن سكنهم، سواء في الفنادق أو المخيمات، عند الشعور بالتعب أو الحاجة إلى الراحة، مؤكدة أن البنية التحتية المجهزة ومرافق الإقامة المعتمدة صممت خصيصاً لتوفر الراحة والأمان في ظل الأعداد الكبيرة التي تشهدها المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، وأضافت أن كل حاج لديه مكان مخصص يضمن له قسطاً من الراحة دون الحاجة إلى اللجوء إلى افتراش الطرقات أو الساحات، التي تعد من المناطق الحيوية لحركة الزوار.
كما نوهت الوزارة إلى أهمية وعي الحاج بدوره في إنجاح موسم الحج، مشددة على أن الالتزام بالإرشادات والأنظمة هو أحد مظاهر التقوى والسلوك الحضاري، الذي يعكس الوعي الديني والمسؤولية الفردية والجماعية، وبينت أن الدين الإسلامي يحث على النظام، واحترام حقوق الآخرين، وعدم الإضرار بهم، وهو ما يتجلى بشكل عملي في سلوك الحاج خلال تنقلاته وأدائه للمناسك.
وفي هذا السياق، كثفت الوزارة بالتعاون مع الجهات المختصة حملاتها التوعوية والإرشادية، عبر وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية، لتوعية الحجاج بخطورة افتراش الطرقات، ولحثهم على استخدام مرافق الإقامة المخصصة لهم، وتضمنت هذه الحملات رسائل مرئية ومكتوبة بترجمات متعددة، تأخذ بعين الاعتبار التنوع الثقافي واللغوي لضيوف الرحمن، بما يضمن وصول الرسالة بوضوح إلى أكبر شريحة ممكنة من الحجاج.
وأشارت الوزارة إلى أن نجاح موسم الحج مسؤولية جماعية تتطلب تعاوناً وتفاهماً بين جميع الأطراف، بداية من الحجاج، مروراً بالجهات الخدمية، وصولاً إلى المتطوعين والعاملين في الميدان، وشددت على أن الرؤية الشاملة لتنظيم موسم الحج تعتمد على تكامل الأدوار، والالتزام الفردي بالتعليمات، واحترام النظام العام، مؤكدة أن كل تصرف غير مسؤول قد يؤدي إلى خلل في المنظومة، ويؤثر سلباً على راحة الآخرين وسلامتهم.