ثلاث مدن رياضية تفتح أبوابها للاستثمار بعقود تمتد لخمسة أعوام

أعلنت وزارة الرياضة، اليوم الإثنين، عن إطلاق مشروع نوعي يعكس توجه المملكة نحو تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتوسيع نطاق الاستثمار في أحد أكثر القطاعات حيوية وشعبية، من خلال تدشين مشروع "استثمار المنشآت الرياضية" لثلاث من أبرز المدن الرياضية في المملكة، ويشمل المشروع مدينة الملك عبد الله الرياضية ومدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية في جدة، إلى جانب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية في مكة المكرمة، وذلك ضمن إطار رؤية شاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية الرياضية، ورفع كفاءة تشغيلها، وتحسين تجربة الجماهير والرياضيين على حد سواء.
ويمثل المشروع تحولاً استراتيجيًا في طريقة إدارة وتشغيل المنشآت الرياضية، من خلال فتح المجال أمام القطاع الخاص لتقديم حلول تشغيلية واستثمارية، عبر عقود تمتد لخمس سنوات قابلة للتجديد، تتيح العديد من الامتيازات الاستثمارية الجديدة، بما في ذلك حقوق التسمية، وتأجير الملاعب للأندية والجهات الأخرى في غير أيام المباريات الرسمية، فضلًا عن إسناد عمليات التشغيل والإدارة والصيانة إلى مستثمرين مؤهلين، مما يسهم في تخفيف العبء على القطاع الحكومي وتحفيز الابتكار في تقديم الخدمات.
إقرأ ايضاً:ضبط 17 مخالفًا نقلوا حجاجًا دون تصاريح: عقوبات رادعة تنتظرهمإصابة تبعد نجم الهلال عن مباراة ريال مدريد في كأس العالم للأندية
ويهدف هذا التوجه إلى تعظيم الاستفادة من هذه المنشآت التي ظلت لعقود تؤدي دورًا رياضيًا بحتًا، عبر تحويلها إلى منصات استثمارية متعددة الأبعاد، تخدم المجتمع الرياضي، وتوفر خدمات وتجارب متكاملة للجماهير والزوار، في إطار رؤية المملكة 2030 التي تركز على بناء اقتصاد متنوع ومستدام، كما يسعى المشروع إلى تعزيز التنافسية بين الشركات المتخصصة في إدارة المنشآت الرياضية، وتقديم نماذج أعمال مبتكرة تسهم في رفع كفاءة التشغيل وزيادة العوائد المالية، بما يعزز من استدامة القطاع الرياضي ويضعه على أسس تجارية واقتصادية متينة.
وأشارت وزارة الرياضة إلى أن هذا المشروع يُعد أحد المحاور الرئيسة ضمن برامج التحول في القطاع الرياضي، والذي يشهد حاليًا نقلة نوعية تشمل التطوير الفني والإداري والمؤسسي، مؤكدة أن الفرص المطروحة تأتي وفق نماذج تشغيلية حديثة تم تطويرها بعناية لتعكس أفضل الممارسات العالمية، وتحقق التوازن بين الأهداف الرياضية والاقتصادية.
ودعت الوزارة الشركات المتخصصة والراغبة في خوض غمار هذه الفرص إلى التقديم عبر بوابة "فرص"، ضمن الفترة الزمنية المحددة، مشيرة إلى أن التقديم سيكون متاحًا لكل من يمتلك القدرة والخبرة في تشغيل وإدارة المنشآت الرياضية، بما في ذلك الشركات المحلية والدولية، في خطوة تهدف إلى تنويع قاعدة المستثمرين، وجذب الكفاءات المتخصصة لقيادة هذا التحول.
ويعكس إطلاق هذا المشروع التزام وزارة الرياضة بتفعيل دور القطاع الخاص كعنصر محوري في تطوير الرياضة السعودية، ويمنح المستثمرين نافذة جديدة للدخول في أحد أكثر القطاعات جذبًا للجماهير والشباب، خاصة مع تنامي الاهتمام بالرياضة على المستوى المحلي والدولي، والتوسع في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى التي تتطلب منشآت بمستوى عالمي وتجربة جماهيرية استثنائية.
ويُتوقع أن يحقق المشروع قفزة نوعية في آلية تشغيل المنشآت الرياضية، ويعيد تعريف علاقتها بالقطاع الخاص، عبر نماذج تتيح استغلال المساحات والخدمات المصاحبة، مثل المطاعم والمتاجر، وتنظيم الفعاليات، وتقديم حلول مبتكرة للتفاعل مع الجمهور، مما سيُحدث نقلة في طبيعة الاستخدام ويعزز من الاستدامة التشغيلية والمالية لهذه المنشآت.