هل ينجح ترمب في كسر جمود الحرب الأوكرانية عبر اتصاله ببوتين وزيلينسكي؟

في خطوة مفاجئة وسط انسداد الأفق السياسي بشأن إنهاء الحرب الأوكرانية، أجرى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب محادثات هاتفية منفصلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، في محاولة لإحياء المفاوضات المتعثرة وفتح باب أمام حل دبلوماسي للصراع الذي يعد الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتأتي هذه التحركات في وقت تشير فيه واشنطن إلى احتمال انسحابها من مفاوضات إنهاء الحرب، مما يعزز أهمية مبادرة ترمب كمسعى لكسر الجمود القائم.
وأفادت وسائل إعلام أميركية وأوكرانية بأن ترمب تحدث أولاً مع زيلينسكي، قبل أن يتصل ببوتين، وذلك بعد أن دفعت ضغوط ترمب إلى عقد لقاء غير معلن في إسطنبول بين ممثلين من روسيا وأوكرانيا يوم الجمعة الماضي، هو الأول منذ مارس 2022. ويبدو أن هذه الاتصالات جاءت تلبية لرغبة ترمب بإنهاء ما وصفه سابقًا بـ"حمام الدم"، معتبراً أن الصراع ليس سوى حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة. وبينما أكدت كييف استعدادها للانخراط في مفاوضات "حقيقية"، شددت على أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
إقرأ ايضاً:وزارة الصحة تُصدر إرشادات وقائية لضمان حج صحي وآمن في 2025الإمارات تطور أول دليل سيبراني لحماية الطائرات المسيّرة
من جانبها، عبّرت موسكو عن استعدادها للحوار، لكن الكرملين أوضح أن تسوية النزاع لن تكون سهلة، إذ أشار الناطق باسمه دميتري بيسكوف إلى أن الأمر "يتطلب وقتاً طويلاً وجهداً شاقاً" بسبب ما وصفه بـ"الفروق الدقيقة والمعقّدة" التي تحتاج إلى نقاشات معمقة. هذه التصريحات صدرت قبل دقائق فقط من المكالمة الهاتفية بين ترمب وبوتين، ما يكشف حجم التعقيد الذي يكتنف هذا الملف منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وفي السياق ذاته، صرّح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بأن إدارة ترمب على دراية تامة بتعثر المفاوضات، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق سيتحدث مع بوتين بوضوح حول مدى جديته في السعي نحو السلام. وأكد فانس الذي كان متواجدًا في إيطاليا بعد لقاء مع بابا الفاتيكان، أن موقف واشنطن الرسمي يتجه نحو إعادة تقييم دورها في الوساطة، ما لم يتم إحراز تقدم ملموس خلال الفترة المقبلة.
تعكس هذه التحركات توجهاً جديداً في السياسة الأميركية تجاه الصراع، وسط رغبة ترمب في لعب دور محوري يعيد تشكيل معادلة التفاوض، في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحرب التي خلفت آلاف القتلى وملايين اللاجئين، وأثرت بشكل غير مسبوق على الأمن والاستقرار في القارة الأوروبية. وبينما يترقب المجتمع الدولي ما ستسفر عنه هذه المبادرة، تبقى الأسئلة مفتوحة حول مدى استعداد موسكو وكييف لتقديم تنازلات حقيقية على طاولة الحوار.