153 شركة تتراجع و85 ترتفع... مؤشر الأسهم السعودية يتراجع 46 نقطة

شهد سوق الأسهم السعودية اليوم تراجعًا ملحوظًا في أدائه، حيث أغلق المؤشر الرئيس للجلسة على انخفاض بلغ 46،11 نقطة، ليستقر عند مستوى 11,438،94 نقطة، هذا التراجع يأتي بعد تعاملات نشطة شهدت تداولات إجمالية بقيمة تجاوزت 3،6 مليارات ريال، في حين بلغ عدد الأسهم المتداولة نحو 158 مليون سهم موزعة على مختلف القطاعات.
المؤشر الرئيسي تأثر بانخفاض في أسهم عدد من الشركات الكبرى التي شكّلت ضغطًا على حركة السوق، وسط تباين في أداء الأسهم الفردية، ورغم التراجع العام، إلا أن 85 شركة نجحت في تسجيل مكاسب في قيمها السوقية، بينما أغلقت 153 شركة أخرى على انخفاض، هذا التفاوت يعكس حالة من التذبذب في معنويات المستثمرين، والقلق المستمر من التطورات الاقتصادية على المستويين المحلي والعالمي، إلى جانب ترقّب بيانات جديدة قد تؤثر على توجهات السوق في الفترة القادمة.
إقرأ ايضاً:مشاهد نزوح جديدة.. هل بدأت إسرائيل المرحلة الأشد من الحرب على غزة؟"نواف العقيدي" مهدد بالإيقاف والفتح يترقب بحذر قرار لجنة الانضباط
ومن بين الشركات التي سجلت أعلى نسب ارتفاع في جلسة اليوم برزت شركات مثل "قو للاتصالات" و"مياهنا" و"مبكو"، بالإضافة إلى "صناعة الورق" و"الاتحاد"، هذه الشركات حققت ارتفاعات تراوحت في نسبها حتى 6،44%، وهو ما يعكس اهتمامًا مضاعفًا من المستثمرين بتلك الأسهم، ربما بسبب نتائج مالية إيجابية أو توقعات مستقبلية واعدة أُعلن عنها مؤخرًا.
في المقابل، كانت هناك شركات شكلت أكبر الخاسرين في جلسة اليوم، في مقدمتها "سيكو السعودية ريت" و"متطورة"، وكذلك "جبل عمر"، و"الخزف السعودي"، و"جمجوم فارما"، هذه الشركات واجهت ضغوطًا بيعية أدت إلى تراجعات تراوحت في حدود 5،72%، وهو ما قد يكون نتيجة عمليات جني أرباح أو مخاوف مرتبطة بأداء القطاعات التي تنتمي إليها.
النشاط الأبرز من حيث حجم التداولات سُجل في أسهم شركات "باتك"، و"مياهنا"، و"الباحة"، إلى جانب عملاق النفط "أرامكو السعودية"، وسلسلة الأغذية "أمريكانا"، أما من حيث قيمة التداول، فقد تصدّرت الشركات ذات القيم السوقية الكبيرة مثل "مياهنا"، و"الاتصالات السعودية (STC)"، و"أرامكو"، و"الراجحي"، و"قو للاتصالات"، هذا التفاعل القوي يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بالأسهم الكبرى، والتي كثيرًا ما تُستخدم كمؤشرات للحالة العامة للسوق.
ويلاحظ أن أداء السوق لم يكن محصورًا فقط في المؤشر الرئيس، بل شمل أيضًا مؤشر السوق الموازي "نمو"، الذي أنهى جلسته على انخفاض أكبر نسبيًا بلغ 185،50 نقطة، ليقفل عند مستوى 27,655،56 نقطة، وبلغت قيمة التداولات في "نمو" نحو 36 مليون ريال، وسط تداول أكثر من 3 ملايين سهم، ويعكس هذا التراجع في السوق الموازي نفس الأجواء السائدة في السوق الرئيس، من حيث الحذر والتريث في اتخاذ قرارات الشراء، خصوصًا في ظل غياب محفزات قوية تدفع بالمؤشرات نحو الصعود.
ويرى محللون ماليون أن التراجع الذي شهده السوق اليوم لا يعد خروجًا عن المألوف، بل هو استمرار لحالة من التذبذب المتوقعة في ظل ظروف اقتصادية إقليمية ودولية متشابكة، التقلبات في أسعار النفط، وتقارير البنوك المركزية العالمية، بالإضافة إلى نتائج الشركات للربع الأول من العام، كلها عوامل تلعب دورًا في تشكيل المزاج العام للمستثمرين.
ويتوقع بعض المتخصصين أن تشهد السوق استقرارًا تدريجيًا في الأسابيع المقبلة مع وضوح الصورة أكثر حول السياسات المالية والنقدية، لا سيما في ظل التوقعات المتعلقة بتثبيت أسعار الفائدة، كما قد تلعب نتائج الشركات الكبرى دورًا مهمًا في دعم السوق أو دفعه لمزيد من التصحيح، بحسب جودة الإفصاحات ووضوح الرؤية المستقبلية التي تقدمها تلك الشركات.
وفي ضوء هذه التطورات، يستمر المستثمرون في مراقبة تحركات السوق عن كثب، مع تركيز خاص على القطاعات الدفاعية والقطاعات التي أظهرت مرونة خلال فترات التذبذب السابقة، مثل الاتصالات والطاقة والمواد الأساسية، ولا تزال أسهم البنوك تحظى باهتمام متزايد، رغم تعرضها في بعض الجلسات لموجات بيع مرتبطة بالضغوط على الهوامش الربحية.
وفي النهاية، فإن أداء جلسة اليوم يعكس واقعًا معقدًا تمر به أسواق المال، حيث يختلط التفاؤل الحذر بالتوجس من تطورات غير متوقعة، سواء من الخارج أو الداخل، وبينما يواصل السوق تفاعله مع الأخبار الاقتصادية والسياسية، يظل التقييم الموضوعي للأسهم والاعتماد على البيانات الصلبة هو الركيزة الأساسية للمستثمر الرشيد.